إلى مبنى شبه مجهول تحول مستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني الواقع في مخيم الجليل للاجئين الفلسطينيين في منطقة بعلبك اللبنانية، والذي يعاني من تصدع في بنيته الإنشائية التي تأسست قبل أكثر من 35 عاماً، إضافة لنقص كبير في المستلزمات الطبية والمعدات الصحية في ظل الأزمة الصحية التي يعيشها لبنان، ولا سيما المخيمات الفلسطينية، من جراء وباء كورونا المتفشي في المخيم.

ومع تسارع وتيرة ارتفاع الإصابات بفايروس كورونا في المخيمات الفلسطينية، من بينها مخيم الجليل، ارتفعت أصوات أهالي المخيم عالياً مطالبين بتجهيز صرح طبي مخصص لمواجهة هذه الأزمة الصحية.

Sequence 01 (5).mp4_snapshot_06.43.413.jpg

مطالبات بتأهيل المستشفى

في حديث لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، يقول جهاد مصطفى، وهو من سكان مخيم الجليل: "نحن منطقة البقاع عموماً وفي المخيم خصوصاً نفتقر للكثير من الأمور الصحية، خاصة في ظل عدم مساعدة وكالة الأونروا في تقديم احتياجاتنا".

وتساءل: "لماذا نحن من داخل المخيم نضطر للذهاب إلى مستشفى خارج المخيم لإجراء فحوصات ونحن لدينا مستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني ؟ لماذا لا نزوده بمعدات طالما أن كل هذه المبالغ توضع في أماكن خارج المخيم؟  لماذا لا نضعها في شيء يفيد الشعب الفلسطيني؟".

ودعا المسؤولين إلى "مراعاة سكان المخيم كونهم يعانون من حرمان كبير في الخدمات بخاصة في فصل الشتاء الذي يزيد الطين بلة".

بدورها، توضح سميرة أبو الفول، منسقة جمعية النجدة الاجتماعية لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أن "جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني التي هي من المفترض أن تخدم شعبنا تعاني من نواقص كثيرة في التجهيزات والمعدات".

وتؤكد أن "المخيم وسكانه بحاجة لدعم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، حيث من المفترض أن تكون المستشفى التابعة لها مجهزة بالمعدات الطبية اللازمة في ظل جائحة كورونا، خاصة أن الوباء انتشر لدينا في المخيم، وتم تسجيل العديد من الحالات المصابة بكورونا، ونقلنا بعض الحالات الى المستشفيات لكنهم أعادوا البعض منها لأنه لا يوجد أموال كافية لدفع التكاليف ولا أسرّة، كل مصاب بكورونا يكلف أهله حوالي 10 آلاف إلى 15 ألف دولار أمريكي، وبالتالي فإن الناس مضطرة لأن تبقى في بيوتها".

Sequence 01 (5).mp4_snapshot_03.56.454.jpg

خطة هندسية لتأهيله

من جهته، يقول أمين سر اللجان الشعبية لفصائل منظمة التحرير في منطقة البقاع خالد عثمان لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين": "رفعنا صرخة لسعادة سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور حول وضع المستشفى، خاصة بعد انتشار وباء كورونا وتفشيه داخل المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان وزيادة عدد الإصابات، ما أدى لعدم توفر أسرة شاغرة في المستشفيات لا سيما المحيطة في بعلبك".

وأشار إلى أن "السفير دبور أرسل فريقاً من الهلال الأحمر الفلسطيني وقام بالكشف عن المبنى، وتم وضع خطة هندسية لإعاده تاهيله على أن يعمل حالياً قسماً لمرضى كورونا، وبعد زوال الوباء إن شاء الله سيصبح هذا المركز مستوصفاً متطوراً يعمل على مدار 24 ساعة. وهذا أقل ما نطلبه ليلبي احتياجات ومتطلبات شعبنا بخاصة اليوم في هذه الظروف الصحية الصعبة".

وفي لمحة عن مستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني في مخيم الجليل، يشير عثمان إلى أن "هذا المبنى الذي كان اسمه مستشفى الشهيد ماجد أبو شرار تأسس كمستشفى ميداني إبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982".

ويتابع: "كان يحتوي على غرفة عمليات، ويستقبل مرضى من أقصى الهرمل الى أقصى البقاع الغربي على امتداد منطقة البقاع بأكملها،  وكان يستقبل كل الحالات خاصة أنه كانت تنفذ به عمليات جراحية بسبب وجود أخصائيين وكوادر طبية قديرة".

ويضيف: "للأسف بعد خروج قوات الثورة الفلسطينية من لبنان عام 1982، تم سحب غرفة العمليات وبعض الأجهزة الطبية إلى مستشفى الناصرة في منطقة برالياس، حينها أصبحت المستشفى أقل من مستوصف بالنسبة للخدمات الطبية التي يقدمها".

شاهد التقرير 

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد