لليوم الثالث على التوالي، يعمد اللاجئ الفلسطيني سامر البجيرمي ومعه عدد من المعترضين، على إغلاق مكتب مدير خدمات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في مخيم البداوي، لعدم إدراج اسمهم ضمن ملف الشؤون، وذلك بواسطة كرسي متحرك تستخدمه ابنة البجيرمي وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وفي حديثه لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، قال سامر البجيرمي إنّه "على تواصل مع إدارة الأونروا منذ عام 2012، لكن ومنذ ذلك الحين، الأونروا لم تفتح ملفًا لي في برنامج الشؤون، مع العلم أنّ مديرة الشؤون في الشمال قد زارتني شخصيًا في منزلي عدّة مرات".
وأضاف البجيرمي، "زيارات المسؤولة المتكررة للاطلاع على وضع منزلي، وأسئلتها الكثيرة حول عدد الأولاد ووضعهم الدراسي، ومشاكلهم الصحية وأمراضهم، دفعني بسؤالها: وين رحتوا بهاي المعلومات؟".
وتابع: "كان ردها: أنّ الزيارات كانت تلبية لطلباتي بالزيارة، إلا أنّه لم يجر يومًا فتح ملف لي!"
وأشار البجيرمي، "عدد من المعنيين والمسؤولين على تواصل معي، لإعادة فتح مكتب الأونروا، ولكنني أرفض ذلك لأنني لم أحصل بعد على ضمانات أو وعود بحصولي على أيّ مساعدات أستحقها أصلًا في القريب العاجل".
وطالب البجيرمي الوكالة بإعادة تقييم ودراسة الأسماء التي لديها ضمن ملف الشؤون، كل 6 أشهر على الأقل، وذلك لأن نسبة كبيرة ممن يحصلون على المساعدات، قد تحسنت أوضاعهم، خاصة أنّ منهم من يتقاضى رواتب بالدولار الأميركي، أمر سيسمح لغيرهم بالاستفادة من برنامج الشؤون.
ويعيل البجيرمي الذي يعمل في محل خضار، ستّ أولاد وزوجته، من بينهم ابنته الكبرى والتي تحتاج لعناية خاصة، كونها من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويؤكد حاجتها لعدد من الاحتياجات الطبية والصحية والإغاثية، خاصة في ظلّ هذه الظروف المعيشية والغلاء الحاصل.
فساد في الوكالة يعرقل حصول سامر وغيره على مساعدات ضمن ملف الشؤون الاجتماعية
يذكر أنّ وكالة الأونروا، قد أغلقت باب التسجيل لملف الشؤون منذ عام 2015، حيث ليس بإمكان عوائل محتاجة جديدة الانضمام للملف إلا في حالتين هما، وفاة لاجئ فلسطيني مسجل أو سفره.
عضو اللجنة الشعبية في مخيم البداوي، ديب عوض، قال خلال حديثه لموقعنا: إن هناك محسوبيات وفساداً داخل وكالة الأونروا، وهو الأمر الذي "يعرقل حصول سامر وغيره أيضاً على مساعدات ضمن ملف الشؤون، فيما نحن كفصائل ولجان نحاول التوسط للوصول إلى حل تسهم بإعادة النظر بملف الشؤون وتفعيله".
وأضاف عوض، "يحصل على المساعدات من اللاجئين من له ظهر ومدعوم من موظف داخل الوكالة لا غير، أو الأشخاص الذين يلجؤون إلى التحركات الميدانية فيغلقون مكتب الوكالة أو يتظاهرون ويقومون ببعض المشاكل، الأمر الذي يدفع بالأونروا للتحرك لإسكاته".
وتابع: "كثر من اللاجئين أضحت مستحقة، خاصة في ظل هذه الأزمة التي تمر بلبنان، حيث أنّ أسماء كثيرة موجودة بملف الشؤون يجب تغييرها منها من توفي أو تحسن وضعه أو سافر".
ووصّف عضو اللجنة الشعبية، تعاطي الوكالة مع اللاجئين الفلسطينيين وأوضاعهم، بأنه "صفر، غائبة، غير موجودة"
الفلسطينيون أمام انفجار مطلبي كبير في كل المخيمات
من جهته قال، الناشط أسمر محمود، إنّ "مطالب سامر وغيره من اللاجئين المنتفضين ضد الأونروا، محقة، نظرًا لأوضاعهم السيئة، فهم بحاجة لمساعدات عاجلة وطارئة، فيما وكالة الأونروا لا تكترث بأوضاعهم وجهودهم ومطالبهم ولأكثر من 8 سنوات، في وقت يصم الجميع آذانهم خاصة على مستوى القيادات الفلسطينية.
وأكد محمود، في حديثه لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، "حاجة اللاجئين الفلسطينيين في مخيم البداوي، إلى مساعدات عاجلة وطارئة، مطالباً "قيادة الفصائل ومنظمة التحرير والتحالف، بمساعدة اللاجئين والنظر إلى حالهم وأوضاعهم، وإلا فالفلسطينيون أمام انفجار مطلبي كبير في كل المخيمات كون الجميع يعانون دون تمييز، الذل والمهانة".