انسحبت جموع المستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي بعد ظهر اليوم الاثنين 10 أيّار/ مايو من ساحات المسجد الاقصى إلى أبوابه الخارجية، إثر تصدّي الشبّان الفلسطينيين لمحاولات ما يسمّون أنفسهم "جماعات الهيكل" اقتحام المسجد بمناسبة ما يُسمّى بيوم " توحيد القدس".
ودخلت أعداد كبيرة من المصلّين إلى المسجد الأقصى، وأدّوا ركعتين "صلاة النصر" بعد مواجهات عنيفة، أصيب على اثرها أكثر من 300 فلسطيني بالرصاص الحي والمطاطي، بعضهم في حالة حرجة جرى نقلهم إلى العناية المركزّة بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني.
واعتبر مدير الأوقاف الاسلاميّة في القدس الشيخ ناجح بكيرات، انسحاب المستوطنين انتصاراً جديداً يسطرّه المقدسيون، ومحطّة يضيفها أبناء المدينة لانتصاراتهم ضد محاولات المستوطنين اقتحام أحياء البلدة، كما حدث في باب العمود وحي الشيخ جرّاح.
وقال في تصريحات صحفيّة إنّ "رسالة أهل القدس وصلت للعالم، وأنه كان لابد من دفع الضريبة، رغم الوجع والدماء التي سالت اليوم في ساحات الأقصى نتيجة همجية الاحتلال بحق المصلين."
وهمّ الشبّان الفلسطينيون عقب انسحاب المستوطنين، إلى تنظيف حرم المسجد الاقصى من مخلّفات المواجهات، فيما تواصلت الدعوات لاستمرار حالة التأهّب، في ظل تقارير تفيد باستمرار المستوطنين حشد أنفسهم من عدّة مناطق داخل الأراضي المحتلّة، وتوجههم بحافلات إلى مدينة القدس، وسط توقعات من تكرار عمليات الاقتحام، حسبما أفادت مجموعة " القسطل" الإعلاميّة.
وتواصل قوات الاحتلال الصهيوني تمركزها في محيط البلدة القديمة، في ظل استمرار إغلاق باب الاسباط وباب السلّة، مع ملاحظة انتشارها على اسطح المباني التي تشرف على مداخل المسجد الأقصى، وجلب تعزيزات إلى المنطقة الغربيّة للأقصى، فيما تواصل إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بشكل متقطع باتجاه محيط مسجد قبّة الصخرة لتفريق المعتكفين، وسط استمرار منع طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني من التواجد للتعامل مع الإصابات.
وتشهد ساحة المسجد الأقصى اعتداءات ومواجهات بين المصليين الفلسطينيين والاحتلال الصهيوني منذ ليالٍ متواصلة، ما أدى إلى إصابة المئات في صفوف المصلين الأقصى وبين أهالي حي الشيخ جراح الذين يواجهون دعوى قانونية طويلة الأمد وخطر الإخلاء من منازلهم المقامة على أرض يزعم مستوطنون أنّها لهم ويريدون سلبها من سكّانها الأصليين.