أكَّد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيّة، مساء اليوم السبت 15 أيّار/ مايو، على أنّ المقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة تمكّنت من إزالة الفواصل الجغرافية داخل فلسطين التاريخيّة.
ولفت هنيّة خلال كلمةٍ له في وقفةٍ جماهيريةٍ في العاصمة القطرية الدوحة دعماً لمدينة القدس وقطاع غزّة في وجه العدوان الصهيوني، إلى أنّ فلسطين اليوم منتفضة من رأس الناقورة حتى أم الرشراش، والأساس في الصراع مع المحتل الصهيوني اليوم هي القدس والمسجد الأقصى، مُشيراً إلى أنّ "ما خفي أعظم مما تملكه المقاومة في غزة".
وأضاف هنية أنّ العدو قصف في غزة، وهدم بعض الأبراج، وارتكب مجازر، معتقداً بأنّه سيردع المقاومة وأهل غزة، لكن خاب وخسر، والميدان اليوم له كلمة الفصل في حسم هذه المواجهة مع المحتل الذي استباح القدس، مُؤكداً أنّ المقاومة لن تتراجع مطلقاً وستظل فوق الجبل، وستبقى سيف ودرع القدس والأقصى.
كما شدّد هنية على أنّ غزّة المحاصرة منذ 15 عاماً، تفرض اليوم حظر التجول على كل مناطق الكيان الصهيوني، لافتاً إلى أنّ قيادة المقاومة أعطت تحذيراً واضحاً: إذا لم يتراجعوا عن الإجراءات في القدس والشيخ جراح، فإنّ المقاومة لن تظل مكتوفة الأيدي، والمقاومة قالت إنّه ليس مسموحاً لهم أن يعبثوا في المسجد الأقصى المبارك.
وأوضح أنّ المقاومة كانت تعد بصمت، خلال السنوات الماضية وكانت تدرك أنّ ساعة المواجهة آتية طالما أنّ هناك احتلالاً وانتهاكاً للقدس والأقصى، والبعض كان يقول إنه إذا اغتال الاحتلال أحد قيادات حماس ستقوم حرباً، لكننا اليوم نقول إنّ المقاومة في غزة هي ذخر استراتيجي للقدس ولكل شبر في فلسطين، مُؤكداً أنّ نيران صواريخ القسام تدك "تل أبيب" وكل شبر في أرض فلسطين، وليس لدينا أي مطالب تتعلق بغزة، بل عنوان المعركة هو القدس والأقصى والشيخ جراح، وحق العودة، وقيام دولة فلسطين على كامل التراب وعاصمتنا القدس.
وبيّن هنيّة خلال حديثه، أنّ هناك ملحمة جديدة من البطولة تدور الآن في كل أرض فلسطين من جنوبها إلى شمالها، وأنّ مركز الصراع ومحوره مع المشروع الصهيوني على أرض فلسطين هي القدس، كانت ولا زالت، وستبقى ملهمة للأجيال مفجرة للانتفاضات، موضحاً أنّ الصهاينة عاثوا فساداً في القدس، وفي حي الشيخ جراح، وظنوا أنهم قادرون عليها، وأن يهدموا المسجد الأقصى، وأن يهجروا أهل الشيخ جراح، وأنهم قادرون على التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، لكننا حذرنا الاحتلال مراراً وتكراراً، ليس فقط بالكلام أو الحديث، حذرناه بالانتفاضة تلو الانتفاضة، وبالمقاومة، وقلنا لا تلعبوا بالنار، قلنا لهم ارفعوا يدكم الآثمة عن القدس والأقصى وحي الشيخ جراح، وأنا قلت يا نتنياهو لا تعلب بالنار.
وتابع هنية: العبث بالقدس يفجّر الداخل المحتل عام 48 والضفة وغزة، ويفجر المنطقة كلها، لقد انتفض الشعب الفلسطيني والأمة، من أجل أن تحمي ميراث النبوة على أرض فلسطين، القدس والأقصى، ويعتقد الاحتلال أنّ أبناء شعبنا في الـ48 سينسون الهوية والانتماء، لكن اليوم أهلنا هم من يدافعون عن المسجد الأقصى، وينتفضون في وجه المحتل، ونظرية التعايش يدوسها أهلنا في اللد والرملة، ورهط وحيفا والكرمل، وفي صفد، واليوم أيضاً ضفة العياش تنتفض، كما فجرت الانتفاضة تلو الانتفاضة.
وفي ختام حديثه، شدّد هنيّة على أنّ الجيل الذي ولد بعد أوسلو في الضفة الغربية، هو الذي يرابط في القدس والأقصى، ويفجّر نقاط التماس مع الاحتلال في مختلف المدن والقرى والمُخيّمات.