تمر الذكرى الثالثة والسبعين للنكبة فيما يُكتب اسم فلسطين من جديد بدماء أهلها في قطاع غزة القدس و الضفة والأراضي المحتلة عام 48، ما انعكس بشكل جلي على فعاليات إحياء الذكرى داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان.
فعاليات هذا العام، امتزج فيها الغضب والحزن على أرواح الفلسطينيين الشهداء والعدوان الذي يواجهونه مع الألم لعدم مقدرة اللاجئين الفلسطينيين على مشاركتهم في المواجهة.
ويترجم اللاجئون الفلسطينيون انتماءهم لما يجري في فلسطين في مظاهرات يومية داخل المخيمات، وبرز هذا الانتماء في فعاليات ذكرى النكبة لهذا العام.
الشعب الفلسطيني في لبنان خلال هذة الفترة أسقط مقولات "التوطين"
يقول أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت سمير أبو عفش: إنّ الشعب الفلسطيني هو المعتدى عليه منذ ٧٣ عاماً، ولم يتحمّل شعب في العالم ما تحمّله الشعب الفلسطيني من إجرام في حقه.
وأكّد أبو عفش عبر بوابة اللاجئين الفلسطينيين خلال مظاهرة في مخيم برج البراجنة:، إن المطبعين السابقين والحاليين ستعاقبهم وستنبذهم شعوبهم، لأن الشعوب العربية لا تزال وجهتها الأولى والأخيرة القدس، وما يجري من تضامن شعبي عربي مع فلسطين في هذه الأيام يبرهن ذلك.
ويشير إلى أن المظاهرات والاعتصامات اليومية في مخيمات الشتات تأتي تأكيداً لحقّ العودة الذي يتمسّك به ملايين اللاجئين خارج فلسطين.
وطالب ابو عفش الدولة اللبنانية بإقرار القوانين المدنية التي تعطي الحقوق للفلسطينيين، لأن الشعب الفلسطيني بحسب أبو عفش أسقط المقولات التي تتحدث عن التوطين، "فالوجود الفلسطيني مؤقت مهما طال الزمان، لأن الفلسطينيين لا يرضون وطناً بديلاً عن فلسطين".
زاهرة عبد اللطيف، وهي أحد مؤسسي بيت أطفال الصمود في المخيم، لم تصمد أمام هول الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحقّ أهل القدس وغزة، تقول: إنّ الحدث أكبر من الكلام، وخانتها دموعها وهي تحدّثنا عن فلسطين التي تمنّت أكثر من ذي قبل لو أنّها تستطيع فداءها بدمها وروحها، ووجّهت تحيةً إلى المقاومين في فلسطين وأكدت أنّ الشعب الفلسطيني أينما وُجِد سيبقى موحدٌ خلفها حتى العودة.
ويتضح خلال مظاهرات الدعم لفلسطين في المخيمات وجود لبناني شعبي وحزبي، يعبر عن التضامن أبناء فلسطين في وجه الاستهداف الشرس الذي يتعرضون له، وعن التأييد للمقاومة الفلسطينية.
في هذا السياق يقول ممثل الحزب السوري القومي الاجتماعي العميد وهيب وهبي: إن المقاومة الفلسطينية التي توهّم الاحتلال إنه قد فُتك بها في حرب 2014 عادت أقوى مما توقع الجميع، وأظهرت قدرات عسكرية هائلة غير مسبوقة في الصراع مع المحتل، ولذلك هي التي ستتحكم باتجاهات المرحلة القادمة، ورهان بعض العرب على العلاقة مع المحتل رهان خاسر وأثبتته سابقا نتائج اتفاقيات كامب-ديفيد ووادي عربة على مصر والأردن.
يضيف: "إنّ فلسطين اليوم تعطينا دروساً في العزّ والفخر ودروسأً في مواجهة المحتل، فلسطين اليوم تسطر أروع الملاحم البطولية وتُعلِّم العالم كيف يكون الدفاع عن الأرض والشّرف"
شباب فلسطين سبقوا قياداتهم وأسقطوا بدمائهم صفقة القرن
من جهته يقول مقرر الحملة الاهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة ناصر حيدر: إن الجيل الفلسطيني الحالي الذي يواجه الاحتلال هو الجيل الثالث منذ بداية الاحتلال ويمكن رؤية الفارق بينه وبين من سبقه من أجيال، من خلال عدة مشاهد على أرض الواقع، فالمقاومة في غزة هي واجهة هذا الجيل وقد تطورت قدراتها بشكل هائل.
وأكّد لموقعنا أن شباب فلسطين قد سبقوا قياداتهم وقد أسقطوا بصدورهم العارية و بدمائهم صفقة القرن والتطبيع والمطبعين، وأن فلسطين عربية و ستبقى عربية، و"ها هي اليوم تحترق تحت أقدام الصهاينة لترفع راية فلسطين عالية في كل أرجاء فلسطين".