دعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، مساء اليوم الثلاثاء 18 أيّار/ مايو، حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" وعلى وجه السرعة إلى تمكين الإمدادات الإنسانيّة وتمكين موظفي وكالة "أونروا" من الوصول إلى غزّة في الوقت المناسب، وذلك وفقاً لالتزاماتها بموجب القانون الدولي.
وأكَّدت "أونروا" في بيانٍ لها، أنّها لم تحصل على موافقة للوصول الحرج إلى غزةّ للإمدادات الإنسانيّة الأساسّية التي تهدف إلى توفير الإغاثة للسكان المنكوبين، الذين يشملون الأشخاص المعرضين للمخاطر بشكلٍ خاص مثل النساء الحوامل والأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة والحالات الطبية الخطيرة وكبار السن، على الرغم من الاحتياجات الهائلة بعد تسعة أيّام من "الصراع".
ولفتت إلى أنّها لم تستلم الموافقة على مسؤولها الأعلى لتقييم ودعم عمليات "أونروا" الطارئة.
بدورها، قالت مديرة الاتصالات الاستراتيجيّة في وكالة "أونروا" تمارا الرفاعي، إنّ الوكالة تنتظر بشكلٍ عاجل الموافقة من خلال الآليات المعمول بها للعبور إلى غزة، وطبقاً للقانون الدولي، فتتمتع الأمم المتحدة في أراضي كل عضو من أعضائها بالامتيازات والحصانات اللازمة لتحقيق أغراضها.
وأشارت الرفاعي إلى أنّ الجمعية العامة للأمم المتحدة دعت مراراً وتكراراً الحكومات والأطراف في حالات الطوارئ الإنسانيّة، بما في ذلك النزاعات المسلحة، إلى التعاون الكامل مع الأمم المتحدة وضمان الوصول الآمن ودون عوائق للعاملين في المجال الإنساني وتسليم الإمدادات والمعدات.
وبيّنت الرفاعي أنّه وبموجب القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، يقع على أطراف النزاع التزام بالسماح بمرور الإغاثة الإنسانيّة المحايدة إلى السكّان المدنيين بسرعة ودون عوائق وتسهيل ذلك المرور، واحترام وحماية حقهم في المستويات الأساسية لحقوق الإنسان مثل الغذاء والرعاية الصحية الأولية والمأوى الأساسي والإسكان، بالإضافة إلى ذلك، فإن اتفاقية جنيف الرابعة تلزم على وجه التحديد القوة المحتلة بتأمين الإمدادات الغذائية والطبية للسكان المدنيين.
وأكَّدت الرفاعي أنّ "الصراع بالفعل خلّف أكثر من مئتي قتيل، من بينهم أكثر من 50 طفلاً، وشرد أكثر من 47,000 شخصاً إما فقدوا منازلهم أو سبل الوصول إلى الماء أو الكهرباء أو أجبروا على الفرار لحماية أنفسهم وعائلاتهم، ووجد معظمهم ملاذاً في مدارس "أونروا"، كما حدث في النزاعات السابقة، إلّا أنّ ذلك أصبح أكثر صعوبة هذه المرة بسبب انتشار كوفيد-19 والصعوبات التي تواجه المسؤولون والمساعدات في سبل الوصول إلى غزة عندما تكون الاحتياجات أكبر".
وشدّدت على أهميّة أن "تقوم جميع الأطراف باحترام حرمة المدارس والمسؤولين العاملين في غزّة والطابع الإنساني لها وفقاً للقانون الدولي وذلك لضمان بقاء مدارس أونروا أماكن آمنة للعائلات النازحة".
وأكَّدت الرفاعي كذلك، على أنّ "الهدنة الإنسانية ضرورية للغاية الآن، وكل يوم يمر بدون وقف لإطلاق النار هو يوم تتم فيه خسارة المزيد من الأرواح وتدمير المزيد من المنازل وسبل العيش، وإن هذا أمر غير مقبول".
يوم أمس، كشفت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم"، أنّه ومنذ بداية العدوان "الإسرائيلي" بتاريخ 10/5/2021، نزح قرابة 41900 فلسطيني إلى 45 مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في مختلف محافظات قطاع غزّة، ولم تقم أية جهة دوليّة حتى تاريخه بالتعامل مع هذه الأماكن كمراكز إيواء، ما يشكّل خطورة على حياة النازحين داخل المراكز في ظل تصاعد العدوان واستهدافه المباشر للمدنيين.