كشف صحيفة "هآريتس" العبريّة في تقرير نشرته اليوم السبت 29 أيّار/ مايو، أنّ إدارة موقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك" كان قد أنشأ مركزاً خاصّاً يضم 80 موظّفاً ناطقاً باللغتين العربيّة والعبريّة، بطلب من "إسرائيل" بهدف " السيطرة على التحريض" خلال الهبّة الشعبيّة الفلسطينية والعدوان على قطاع غزّة الذي توقّف يوم 21 من شهر أيّار/ الجاري.

وأزالت شبكة "فيسبوك" وفق التقرير، ما يقارب 600 منشور، و240 على تطبيق " انستغرام" بناء على طلب مباشر من الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أنّه من غير الواضح كيف تصرّفت إدارة الموقع بشكل مستقل مع الحالات التي لم ترد فيها استفسارات رسميّة إسرائيلية.

وشنّ "فيسبوك" وتوابعه "انستغرام وواتس أب" وكذلك موقع " توتير" هجوماً كبيراً على المحتوى الفلسطيني خلال الهبّة الشعبية الفلسطينية والاعتداءات الإسرائيلية، تمثّلت بحظر أو فرض قيود على ملايين الحسابات والمنشورات المؤيّدة لفلسطين، وتظهر الحقاق حول المجازر الوحشيّة وتوثّق اعتداءات المستوطنين العنصريّة على الأهالي.

قال مدير مركز " صدى سوشيال" الفلسطيني إياد الرفاعي لصحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير نشر اليوم السبت، إنّ كل من "فيسبوك" و "انستغرام" و "تويتر" حذفت الكثير من المنشورات، في وقت مبكر من اندلاع الاحتجاجات الفلسطينية في مدينة القدس المحتلّة بنيسان/ أبريل الفائت، بسبب استخدام "هاشتاغ" #SaveSheikhJarrah.

وأشار رفاعي، إلى حذف "فيسبوك" منشوراً لأب فلسطيني يتمنّى فيه عيد ميلاد سعيد لابنه الرضيع، وهو ما يوضّح أنّ إدارة الشركة لا تفرّق بين أي سياق، سواء كان محتواً عاديّاً أم له علاقة مباشرة بالأحداث أو التنظيمات الفلسطينية وفصائل المقاومة.

وكان أكثر من 30 موظفاً في "فيسبوك" قد وجهّوا انتقادات لإدارة الموقع، بسبب التحيّز الواضح ضد الشعب الفلسطيني وقضيّته.

وفي تقرير نشره موقع " بازفيد" الخميس، حذّر مهندس برمجيات مصري يعمل لدى "فيسبوك" من أنّ المنصة باتت "تفقد الثقة بين المستخدمين العرب".

وأوضح المهندس، أن فيسبوك كان أداة مهمة للنشطاء الذين استخدموه للتواصل خلال الانتفاضات العربيّة خلال العقد الأخير، لكن الرقابة التي تزايدت على المحتوى الفلسطيني خلال الأحداث الأخيرة، خلقت شكوكاً لدى المستخدمين العرب والمسلمين بشأن الموقع.

وقدّم المهندس المصري، مثالاً توضيحيّاً، لتعامل "فيسبوك" مع إحدى الصفحات الغزّية ذات الانتشار الواسع وتحظى بأكثر من 4 مليون متابع، حيث يبث "فيسبوك" رسالة تحذيريّة للأشخاص الذين يقومون بالاعجاب بالصفحة، تحذّر من محتواها، وهو أمر لا يحدث مع الصفحات الداعمة للاحتلال.

وأضاف المهندس: "لقد أجريت تجربة، وحاولت الإعجاب بأكبر عدد ممكن من صفحات الأخبار الإسرائيلية، ولم أتلق رسالة مماثلة مرة واحدة"، مشيرا إلى أن أنظمة الشركة كانت متحيزة ضد المحتوى العربي. "هل كل هذه الحوادث نتجت عن تحيز نموذجي؟".

وأثارت الحرب التي يشنّها "فيسبوك" على المحتوى الفلسطيني، حفيظة النائب الأمريكية من أصول فلسطينية عن الحزب الديمقراطي، رشيدة طليب، التي أرسلت رسالة رسمية لإدارات منصات التواصل الاجتماعي لوقف الحملة ضد المحتوى الفلسطيني.

193582968_4214536521939270_2878198110208623500_n.png


يذكر، أنّ محاربة المحتوى الفلسطيني لم يتوقّف عند منصات التواصل الاجتماعي التي يثبث من خلالها المحتوى للعامّة، إنّما تعدى ذلك إلى تطبيق " واتس أب" للتواصل المباشر، حيث حجب التطبيق التابع لشركة "فيسبوك" حسابات عشرات الصحفيين من قطاع غزّة والضفّة الغربيّة، منذ وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ الجمعة الفائت 21 أيّار/ مايو.

 

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد