خلال العدوان الأخير على قطاع غزّة صبَّ الاحتلال أطنان من الموت على العائلات في القطاع، فكانت عائلة اللاجئ الفلسطيني محمد الحديدي إحدى هذه العائلات، إذ فقد الأب محمد أربعاً من أبنائه وزوجته وبقي له طفله عُمر (5 شهور) وحيداً، ربّما يعوضه عمّا فقد؟ لكن غالب الظنّ أنّ الاحتلال فتح جرحاً غائراً في جسد الحديدي هذه المرّة.
يقول الأب محمد لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، إنّه تم استهداف بيت خالهم الساعة الواحدة والنصف فجراً دون سابق إنذار وتم استشهاد زوجته وأبنائه الأربعة الأطفال ونجاة الطفل عمر من تحت الركام واستشهاد زوجة خالهم وأولادها الأربعة.
وأوضح أنّ: الصاروخ يلي انضربوا فيه هو يلي صحاني من النوم لأنه دورنا (بيوتنا) هنا اهتزت، هم ما بيبعدوا عنا سوى 500 متر، فطلعت أجري في الشارع بعد ما أحد الجيران بلغني إنهم قصفوا بيت نسايبك فوجدت أبنائي أشلا وبطلعوهم من تحت الركام أشلاء.
يُتابع: لم أتمالك نفسي، أخذوني على المستشفى عشان أتعرّف عليهم واحد واحد.. والحمد لله ربنا اصطفاهم أربعة وأمهم نحتسبهم شهداء إنّ شاء الله تعالى، مُشيراً إلى طفله الوحيد مُكملاً حديثه: هذا الطفل يعني كمان أخبرني أحد ضباط الإسعاف إنهم طلعوه من بيت أحضان أمه يلي استهدفت في القصف تبع دار أهلها، كان بأحضان أمه ماسكاه طلعوه من بين أحضان أمه من تحت الركام من تحت 3 طوابق بعد أن قصفهم طيران الاحتلال بـ 4 حمم بركانية.
كما أشار إلى أنّ الإصابة كانت عنده في عينه اليمين وفي رجله اليمين وكان في قحوط (خدوش) في وجهه، مُؤكداً أنّ رسالته لكل العالم هي أنّ هذا الطفل المعجزة يلي طلع من تحت الركام ليوصل صوته وصوت الشعب بأسره وما يحصل لأبناء غزّة وأطفال غزّة.
وتسائل الأب في ختام حديثه لموقعنا: ما ذنب هذا الطفل البريء ابن عمر 5 شهور، وإخوانه 6 سنوات، و8 سنوات، و11 سنة، و13 أو 14 سنة الكبير، ايش ذنبهم؟ ايش كانت جريمتهم؟ جريمتهم الوحيدة أنا بنظري إنهم كانوا لابسين ثياب العيد وحاملين ألعاب العيد وهادا عُمر حامل رضعته في ايده.
وفي وقتٍ سابق، دعت منظمة العفو الدوليّة، المحكمة الجنائيّة الدوليّة للتحقيق في الهجوم "الإسرائيلي" على مخيّم الشاطئ، الذي أسفر عن مجزرة راح ضحيتها ثمانية أطفال وامرأتين.