تنعكس أزمة الوقود المنقطع والمفقود في لبنان، على اللاجئين الفلسطينيين بشكل مباشر.

وقود بات العثور عليه صعباً للغاية، فالجميع يبحث عن محطة وقود تقدم هذه المادة، ولكن العثور عليه أشبه بالبحث عن إبرة في كومة قش، وإن وجدت محطة تقدم المادة فإنّ الازدحام والإقبال عليها رهيب للغاية.

مخيم الجليل "ويفل"، أحد أكثر المخيمات تضرراً جراء انقطاع هذه المادة، فسكان منطقة البقاع اللبناني والذي يقع فيه المخيم، يعتمدون على هذه المادة بشكل أساسي للتدفئة نظراً لموقع المخيم الجغرافي والمناخي، هذا عدا عن استعمالها للتنقل أو كبديل لكهرباء الدولة حيث يتمّ تشغيل المولدات بها.

الوقود يستعمل للتدفئة خلال فصل الشتاء إلا أنّ تأمينه وتخزينه يستمرّ مع بدء دخول فصل الصيف

 

أمين سر جبهة التحرير الفلسطينية ومسؤول الملف الاجتماعي في اللجنة الشعبية في مخيم الجليل، وليد عيسى، قال: إنّ "الأزمة عملياً، تعتبر متكاملة ومستمرة، فالوقود يستعمل للتدفئة خلال فصل الشتاء، إلا أنّ تأمينه وتخزينه يستمرّ مع بدء دخول فصل الصيف، وأمام انقطاعه وغلائه اليوم، نتخوف من كارثة قد نكون مقبلين عليها".

الأفران وسائقو التاكسي في خطر كبير .. وتدخل المغتربين يخفف من آثار الأزمة

 

وأضاف عيسى، لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، "هناك قطاعان قد يكونان أكثر تعرضاً خلال هذه الأزمة، قطاع الأفران والمحال التجارية، وقطاع سائقي التاكسي في المخيمات، الذين باتوا يتضررون بشكل مباشر من نقص الوقود وانقطاعه عن عدد كبير من المحطات".

وحذر من أنّ الواقع أصبح أكثر خطراً، وقال: "مقبلون على خطر فقدان مادتي المازوت والبنزين ما قد سيؤثر سلباً على حياة اللاجئين الفلسطيينين في المخيم ومنطقة البقاع بشكل عام".

وأشار عيسى، إلى أنّه ولولا جهود وتدخل "أبناء المخيم المغتربين لمساعدة أهلهم في المخيم، لكنّا أمام كارثة كبيرة أخرى وسط فقدان فرص العمل، وارتفاع نسب البطالة والانهيار الاقتصادي الذي يشهده لبنان، وتخطي سعر صرف العملة اللبنانية عتبة 13 ألف ليرة للدولار الواحد".

وتابع المسؤول في اللجنة الشعبية، "كذلك أزمة الكهرباء واشتدادها أيضًا تساهم في زيادة الاعتماد على المولدات الكهربائية والتي في الأصل تعتمد على مادة المازوت، وإنّ انقطاعها يعني انقطاع الكهرباء بالكامل عن المخيم، لنكون أمام مشهد انقطاع كهرباء الدولة وكهرباء المولدات على حد سواء".

عاطلون عن العمل قريبًا!

 

بدوره، قال خليل سحويل، وهو صاحب فرن في مخيم الجليل، "المعاناة تشتدّ يومًا بعد يوم، خاصة فيما يخصّ تأمين مادة المازوت، فيما جودتها أصلًا باتت متدنية".

وأضاف سحويل، "سعر المادة ارتفع بشكل كبير، حيث جرت العادة قبل الأزمة أن نملأ خزاننا بحوالي 300 ألف ليرة لبنانية، فيما اليوم بات ملؤ برميل وربع فقط يكلّف 800 ألف ليرة تقريبًا".

وأشار سحويل، إلى أنّه "لولا أحد موزعي مادة المازوت في المخيم، وهو شاب فلسطيني لما كنّا اليوم نعمل، حيث التعامل مع اللبناني يكون صعباً للغاية والعنصرية والإذلال هما عنوان التعامل معنا".

وأكد صاحب الفرن، "رفع أسعار مواد الوقود، سيساهم بشكل مباشر في رفع أسعار المعجنات تلقائياً، وإلا فإنّنا سنخرج مكسورين، فيما من المتوقع أن تشتدّ الأزمة أكثر ما يعني أننا سنكون عاطلين عن العمل قريبًا".

عمال محطات كثيرة صاروا يأخذون عمولة إضافية كرشوى من أجل ملئ وقود السيارات

 

فيما اشتكى خالد درويش، وهو صاحب سيارة أجرة، ويعمل على خط مدينة بعلبك ومنطقة البقاع من صعوبة تأمين مادة المازوت، موضحًا أنّ تأمينها بات يتطلب انتظار ما مدته ساعتين على محطة البنزين.

وأوضح درويش لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أنّ "البنزين له سعر خاص تعلن عنه الدولة اللبنانية، إلا أنّ عمال محطات كثيرة صاروا يأخذون عمولة إضافية كرشوى من أجل ملئ وقود السيارات".

وتابع سائق التاكسي، "العمل بات لا يكفي لتأمين الطعام والدواء، وأسعار قطع السيارات أضحت غالية جدًا، فيما كثر من البضائع إما مفقودة من الأسواق أو سعرها مرتفع".

وختم بالقول: "الحياة المعيشية صعبة للغاية نحن نعاني من أزمة حقيقية".

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد