قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إنّه وبسبب الغارات الجوية الأخيرة على قطاع غزّة، نزح العديد من اللاجئين الفلسطينيين إلى مدارس "أونروا"، مثل مدرسة بنات جباليا الإعدادية "أ" التابعة لوكالة الغوث الدولية، والمعروفة محلياً باسم مدرسة أبو حسين، وهي واحدة من حوالي 50 مدرسة مخصصة للإيواء من نوعها في قطاع غزّة.

وبيّنت "أونروا" في بيانٍ لها تضمّن العديد من المقابلات مع النازحين إلى مدارسها، أنّه تم تخصيص هذه المدارس كملاجئ لاستخدامها في أوقات "النزاع"، وخلال الأحداث الأخيرة، تم نزوح أكثر من 66,000 فلسطيني إلى مدارس "أونروا" في القطاع.

ركضت أنا وأطفالي الأربعة لأكثر من كيلومتر للوصول إلى ملجأ بعيد عن القصف وأنا حامل في الشهر التاسع

 

بدورها، قالت يافا وهي لاجئة فلسطينية نازحة في غزة تبلغ من العمر (33 عاماً) خلال الغارات الجوية الأخيرة التي خلّفت خسائر بشرية مروعة، إنّها وجدت في مدرسة أبو حسين التابعة لوكالة "أونروا" ملاذاً آمناً لها ولعائلتها، موضحةً: "قضيت أنا وعائلتي اليوم الأول من عيد الفطر في الملجأ. لقد دُمر منزلي وبقية المنازل في الحي جراء القصف العشوائي والمكثف".

وتابعت يافا: ركضت أنا وأطفالي الأربعة لأكثر من كيلومتر للوصول إلى ملجأ بعيد عن القصف وأنا حامل في الشهر التاسع! شعرت بالرعب الشديد تلك الليلة حيث كانت عبارة عن فيلم رعب، لم أكن أتوقّع أنني سأنجو.

وأشارت وكالة "أونروا" إلى أنّها قامت بتحويل 58 مدرسة تابعة لها إلى ملاجئ للطوارئ لتكون مكاناً آمناً لأكثر من 66,000 شخص من سكّان غزّة خلال التصعيد العسكري الأخير والذي استمر 11 يوماً على القطاع المُحاصَر.

وتُكمل يافا روايتها: أثناء هروبنا من الضربات الجوية، فقدت ابنتي مايا البالغة من العمر ثماني سنوات. وقضينا بقية الليل في البحث عنها! حيث وجدناها أخيراً في منطقة التوام شمال غزّة، حيث التقطتها سيارة إسعاف وهي تنقل جثمان اثنين من الأشخاص، وعندما وجدتها كانت مصدومة ولم تستطع الكلام، واكتشفت لاحقاً أنّ رؤيتها للجثث عن قرب قد أرعبتها، وأخبرتني مايا أن الدم كان في كل مكان.

عدنا إلى منزلنا حيث وجدناه مسوى بالأرض بالكامل، وبدأ أطفالي في البكاء

 

وتابعت يافا: أونروا وفّرت لنا المأوى وخدمات الحماية والغذاء، حتى أنهم أحضروا ملابس للأطفال لأننا كنّا غير قادرين على جمع أي شيء قبل أن نهرب، وتلقينا أيضاً خدمات الرعاية الصحية وفحوصات ومتابعة منتظمة، بما في ذلك استفسارات حول صحتي وموعد ولادتي.

وقالت إنّه وعندما انتهت الحرب وأعلن وقف إطلاق النار: عدنا إلى منزلنا حيث وجدناه مسوى بالأرض بالكامل، وبدأ أطفالي في البكاء، ومايا ابنتي وجدت كل ألعابها قد ماتت مثل الجثث التي شاهدتها في سيارة الإسعاف، لقد كان أطفالي يطلبون مني طوال الوقت العودة إلى المدرسة، خوفاً من تجدد القصف.

وختمت يافا رواية ما حدث معها ومع عائلتها بالقول: لقد بدأت أشعر بآلام المخاض وأتوقّع حصول الولادة في غضون أيّام قليلة، ولا أعرف كيف سأعدّ نفسي أو طفلي القادم للعيش في هذا الواقع، آمل أن نتمكّن من العودة إلى منزلٍ آمن ومستقر قريباً، لأنّنا لا نريد أن ننزح بعد الآن

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد