كعادة الاحتلال في عدم التمييز عند تطبيق الأحكام الجائرة على الفلسطينيين، فقد اعتقل الاحتلال مؤخراً الطفل سند مقبل (13 عاماً) من مُخيّم العروب للاجئين الفلسطينيين في الخليل، بل وحكم عليه بالسجن لمدة شهر، وفرض عليه غرامة مالية باهظة، وكل ذلك بحجّة أنّ الطفل سند كان يلقي الحجارة على سيارة مستوطنين اقتحمت مدينة الخليل.

"أطفالنا معرضين للاعتقال في أي وقت"

تقول والدة الطفل سند لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، إنّ أطفالنا بفلسطين معرضين للاعتقال في أي وقت، وما بتفرق عند الاحتلال صغير ولا كبير، وسند كردة فعل طبيعية فعل ذلك، بس الاحتلال بيصنّف هذه الأشياء بـ "الإرهاب" والحمد لله ربنا يفك أسره.

وأكَّد الأم أنّ العائلة لا تعرف أي شيء عن طفلها لأنّه الآن عند العدو، تُكمل: لا نعرف ما هو الشيء الذي يتعرّض له سند، يعني في النهاية عند عدو هذا لن يرحمه، ولا نعرف ما الذي يتعرّض له وما هي الضغوطات التي يمارسونها عليه.

"الاعتقالات زادت وتيرتها مُؤخراً"

وبحسب إحصائيةٍ أصدرتها مركز أسرى فلسطين للدراسات، بيّن خلالها أنّ الاحتلال اعتقل 35 طفلاً فلسطينياً من الضفة المحتلة خلال شهر أيّار/ مايو الماضي فقط، في استمرارٍ لمسلسل الانتهاكات التي ينفّذها الاحتلال يومياً في المُخيّمات والقرى والمدن الفلسطينيّة.

بدوره، قال مسؤول وحدة الإرشاد النفسي في هيئة شؤون الأسرى والمحررين جمال جردات لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، إنّ الاعتقالات موجودة على الدوام، ولكن تزيد وتيرتها الآن من أجل كسر الدوافع بالذات عند الطفل حتى تصبح شخصيته غير قادرة على العطاء وغير متواصل، ناهيك عن أنه الانقطاع عن دراسته بالذات في هذه الفترة (اختبارات الثانوية العامة)، فيركّز الاحتلال على الأطفال الذين هم على مقاعد التوجيهي حتى ينقطعوا عن دراستهم.

"أطفالنا أسود على عكس ما يظن الاحتلال"

بينما أوضح رئيس لجنة أهالي أسرى مدينة الخليل سمير حسين لموقعنا، أنّ هذه الاعتقالات تأتي لتخويف الأطفال، وكطفل عند اعتقاله أول شيء يُصاب بعقدة بالنسبة للوطن، فيبعد عن الوطن والوطنية وعن كل ما هو ضد الاحتلال، هذا ما يعتقده الاحتلال.

وتابع حسين: احنا عنا مثل على عكس ما يعتقده الاحتلال، مثلاً أحمد مناصرة أصيب واعتقل وهو طفل وها هو الآن أسد، دخل طفل وهو داخل سجون الاحتلال أسد يعني فأطفالنا احنا أسود، وبخافوش من الاحتلال.

يُشار إلى أنّ نادي الأسير الفلسطيني، أوضح في بيانٍ له قبل أيّام، أنّ قوة من جيش الاحتلال كانت قد اقتحمت منزل عائلة الطفل سند مقبل في واعتقلته، مُبيناً أنّ قوات الاحتلال التي اقتحمت المنزل تقدّر بـ40 جندياً، حيث كان سند يتواجد عند أقربائه في هذه الليلة في مُخيّم العروب للاجئين الفلسطينيين، وترك جيش الاحتلال استدعاء لمقابلة مخابرات الاحتلال في مركز توقيف "عتصيون"، وصباحاً وبعد توجهه إلى المقابلة تم اعتقاله فعلياً، حيث يقبع الآن في سجن "مجدو".

وفي تقريرٍ لها، قالت مؤسسات الأسرى الفلسطينيّة قبل أيّام، إنّه ومنذ عام 2015، شكّلت عمليات الاعتقال نقطة تحول في قضية المعتقلين والأسرى، لا سيما فيما يتعلق بحجم الاعتقالات في حينه، وشكّلت هذه المرحلة نقطة تحول من حيث أعداد المعتقلين وكثرة الانتهاكات التي وثقتها المؤسسات، إضافة إلى النشطاء والصحفيين، والمواطنين الذين ساهموا بشكل أساسيّ في نقلها والكشف عنها، وخلال شهر أيّار/ مايو فإنّ سلطات الاحتلال، اعتقلت (3100) فلسطيني من بينهم (42) من النساء و(471) طفلًا، من مختلف المناطق ضمن حملات اعتقال عشوائية ومنظمة.

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد