قال رئيس دائرة شؤون اللاجئين الفلسطينيين في منظمة التحرير الفلسطينيّة أحمد أبو هولي، إنّ قضية اللاجئين هي جوهر الصراع "العربي – الإسرائيلي" وحلّها طبقاً لقرارات الشرعية الدولية خاصة القرار (194) الذي نص بكل وضوح في مادته (11) على العودة والتعويض وبالخيار الحر لكل لاجئ فلسطيني سيشكّل مدخلاً رئيسياً نحو إنهاء الصراع ومرتكزاً أساسياً نحو تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.
وشدّد أبو هولي في بيانٍ له بمناسبة اليوم العالمي للاجئين، على ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته تجاه اللاجئين الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة في العودة إلى ديارهم التي اقرتها قراراتها الصادرة عنها والتي نص عليها ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وتدعمها اتفاقية جنيف حول حقوق اللاجئين عام 1951، لافتاً إلى أنّه في الوقت الذي تحيي فيه الأمم المتحدة اليوم العالمي للاجئين للفت انظار الشعوب وحكوماتهم إلى ملايين اللاجئين والمشردين داخليا في جميع أنحاء العالم الذين أجبروا على الفرار من ديارهم بسبب الحرب والصراع والاضطهاد، عليها أن تتحرّك بشكلٍ عاجل لوقف معاناة اللاجئين الفلسطينيين ورفع الظلم التاريخي عنهم والممتد منذ (73) عاماً وتمكنيهم من العودة إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948 وتعويضهم عن سنوات التشرد واللجوء والحرمان وفقدان الممتلكات حسب ما ورد في القرار 194.
مأساة اللاجئين الفلسطينيين هي الأقدم في تاريخ اللجوء
وبيّن أبو هولي أنّ قضية اللاجئين الفلسطينيين ومأساتهم هي الأطول والأقدم في تاريخ اللجوء العالمي، ورغم ذلك لا تزال الأمم المتحدة تقف عاجزة أمام انهاء مأساتهم أو تنفيذ قراراتها التي يجري تجديد التصويت عليها من كل عام في الأمم المتحدة وعلى وجه الخصوص القرار 194، موضحاً أنّ الشعب الفلسطيني تعرّض لأكبر وأبشع عملية تطهير عرقي عرفها التاريخ المعاصر في العام 1948 عندما طرد من أرضه ودياره تحت وطأة المجازر وإحلال اليهود من شتى بقاع العالم مكانه، ليقيموا دولتهم على أنقاض مدنه المدمرة.
وقال أبو هولي إنّ عدد اللاجئين أصبح يزيد عن 5.7 مليون لاجئ فلسطيني مسجلين في سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ينتظرون من المجتمع الدولي الى حل قضيتهم وانهاء معاناتهم، مُبيناً أنّ عجز الأمم المتحدة عن تطبيق قراراتها التي تنص على عودة اللاجئين الفلسطينيين، وفي تأمين الحماية للشعب الفلسطيني أطال من عمر القضية وزاد من معاناة ومأساة اللاجئين الفلسطينيين وشجع حكومة الاحتلال من ارتكاب المزيد من جرائم التطهير العرقي والتمييز العنصري والترحيل والتهجير القسري ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وفي الأراضي المحتلة عام 1948 وفي الاحياء العربية بمدينة القدس، وهذه الجرائم تنتهك ميثاق الأمم المتحدة وترقى إلى جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية مما يستوجب بان يكون للأمم المتحدة موقف رادع لحكومة الاحتلال لوقف هذه الجرائم.
الاحتلال يستقبل الآلاف من اليهود سنوياً
وتابع أبو هولي: من المفارقة العجيبة أن يسمح لليهود من جميع أصقاع الأرض القدوم إلى فلسطين والاستيطان فيها على مسمع ومرأى من العالم في حين يحرم على اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948 طبقاً للقرار 194، وحكومة الاحتلال تستقبل في كل عام الآلاف من اليهود القادمين من الدول الغربية ليستوطنوا على الأراضي المصادرة من أصحابها الفلسطينيين، مُؤكداً أنّ موقف منظمة التحرير الفلسطينية مبدئي وثابت تجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين وهو التمسك بحق عودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها عام 48 طبقاً لما ورد في القرار الأممي رقم 194 ورفض مشاريع التوطين كافة التي تستهدف هذا الحق.
كما طالب أبو هولي الأمم المتحدة في مناسبة اليوم العالمي للاجئين بإعادة إحياء عمل لجنة التوفيق الدولية (UNCCP) وتفعيل دورها لحماية اللاجئين الفلسطينيين أينما كانوا كما هو الحال لباقي اللاجئين المندرجة تحت اتفاقية اللاجئين لعام 1951 إلى جانب القيام بالبحث عن وسيلة او آلية لإحراز تقدم في تنفيذ الفقرة 11 من قرار الجمعية العامة 194 التي تنص على العودة والتعويض واستعادة الممتلكات للاجئين الفلسطينيين موضحاً أنّ اللجنة لا تزال قائمة ولم يتم إنهاء دورها ويقتصر عملها في الوقت الحالي على تقديم تقريرها السنوي إلى الجمعية العامة حول حصر ممتلكات اللاجئين في ظل التنكر الإسرائيلي لحق العودة.
وحول وكالة "أونروا"، شدّد أبو هولي على أهمية استمرار عمل الوكالة في تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين حسب التفويض الممنوح لها بالقرار 302 إلى حين إيجاد حل عادل لقضيتهم.
ودعا أبو هولي المانحين إلى تمويل موازنة "أونروا" لتلبية احتياجات اللاجئين المتزايدة وتأمين العيش الكريم لهم.
ويُصادف يوم اللاجئ العالمي 20 حزيران/ يونيو من كل عام، حيث يأتي هذا اليوم لدعم اللاجئين حول العالم وتوفير الحماية لهم وإدراجهم في أنظمة الرعاية الصحية والتعليميّة والرياضيّة، وهذا ما لا يحصل مع اللاجئين الفلسطينيين الذين يتعرّضون يومياً لجرائم يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق كافة المُخيّمات الفلسطينيّة.