تواصل قوات الاحتلال الصهيوني، منذ مساء أمس الثلاثاء، التضييق على حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، من خلال اقتحام منازل سكّان الحي والاعتداء عليهم.
وأفادت مصادر مقدسيّة، بأنّ قوات الاحتلال اقتحمت العديد من المنازل في الحي، وفتشتها، بل واعتدت على مجموعة من الشبّان، في حين جاب المستوطنون شوارع الحي بحمايةٍ من قوات الاحتلال.
وفي وقتٍ سابق أمس الثلاثاء، اقتحم مستوطنون الحي وهددوا سكّان ثلاثة منازل بالإخلاء، وعُرف من بين المستوطنين المقتحمين عضو الكنيست من حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المعارض "بتسلئيل سموتريتش"، ومدير جمعية "عطيرت كوهانيم" الاستيطانية القائمة على قضية الاستيلاء على منازل الحي في محاكم الاحتلال.
وبيّنت المصادر أنّ المستوطنين حاولوا اقتحام ثلاثة منازل في الحي تعود لعائلات ذياب والكرد وقاسم، وسط استفزاز السكان، وهددوهم بإخلائهم من منازلهم لصالح المستوطنين خلال مدة زمنية (شهر واحد)، ما قوبل باندلاع مواجهاتٍ بالأيدي مع هؤلاء المقتحمين.
وينفذ المستوطنون، بدعمٍ من قوات الاحتلال، حملة ممنهجة منذ أكثر من شهرين، تتمثل بالتضييق على سكان الحي والاعتداء عليهم واعتقالهم، في محاولة لتهجيرهم من منازلهم، فيما تم اعتقال وإصابة أكثر من 20 مقدسياً خلال قمع شرطة الاحتلال لأهالي الحي الذين يدافعون عن بيوتهم يومياً.
ويتهدّد خطر التهجير 500 مقدسي يقطنون في 28 منزلاً في حي الشيخ جراح لصالح جمعيات استيطانية بعد سنوات من التواطؤ مع محاكم الاحتلال، والتي أصدرت مؤخراً قراراً بحق سبع عائلات لتهجيرها، رغم أن سكّان الحي المالكين الفعلين والقانونين للأرض.
ويقطن حي الشيخ جراح 160 فلسطينياً ينتمون لـ 12 عائلة وهؤلاء السكان جميعهم من اللاجئين الفلسطينيين الذين هجرهم الاحتلال من أراضيهم عام 1948، لتقوم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" والحكومة الأردنية بالاتفاق على تسكينهم في أراض مملوكة لها، بينما يدّعي مستوطنون أنّ المنازل لهم مهددين أهالي الحي تحت حماية محاكم الاحتلال وجيشه بتهجيرهم.