اندلعت مواجهات ما تزال مستمرة حتى لحظة اعداد الخبر في مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين مساء اليوم، مساء اليوم الأحد 27 حزيران/ يونيو بين شبان من المخيم وقوات أمن السلطة الفلسطينية عقب اعتداء الأخيرة على مظاهرة خرجت استنكاراً لمقتل الناشط السياسي المعارض نزار بنات على يد أجهزة أمن السلطة.
وكان مئات الشبان في مُخيّم الدهيشة ببيت لحم خرجوا في مظاهرةٍ غاضبةٍ، رفضاً واستنكاراً لاغتيال الناشط السياسي نزار بنات.
وجابت المظاهرة شوارع المُخيّم وهي ترفع الأعلام الفلسطينيّة وصور الناشط بنات على وقع الهتافات التي طالبت بإسقاط السلطة الفلسطينيّة ورئيسها محمود عبّاس، حيث ردّد المشاركون شعارات مثل: "سلطتنا سلطة جواسيس.. من الجندي للرئيس" و"ارحل ارحل يا عباس".
وندد المتظاهرون باغتيال الناشط بنات، مُطالبين بمُحاسبة الفاعلين وبرحيل السلطة ورئيسها، ووصلت المظاهرةُ إلى مقرات الأجهزة الأمنية في بيت لحم للاحتجاج أمامها.
في المقابل، قمعت الأجهزة الأمنيّة التابعة للسلطة المظاهرة التي خرجت استنكاراً لاغتيال الناشط السياسي نزار بنات الذي وصفه أهالي المُخيّم بـ "شهيد الكلمة" على يد عناصر من أمن السلطة فجر الخميس الماضي.
وبحسب مصادر محليّة، فإنّ المظاهرة كانت سلمية وخرجت بهدف إعلاء الصوت وللمطالبة بمحاسبة السلطة وعناصرها "المنفلتين" على النشطاء والصحفيين ليقمعوهم دون وجه حق، لكن أمن السلطة قابل التظاهرة بكل عنف وأطلق القنابل الصوتيّة والغاز المُسيل للدموع تجاه المشاركين.
وفي وقتٍ سابق اليوم، نعى الحراك الشبابي في مُخيّم الدهيشة الناشط السياسي نزار بنات الذي طالته يد أجهزة أمن السلطة بعد تعرّضه للضرب المُبرح.
ورأى الحراك في بيانٍ له، أنّ "الغضب الشعبي الفلسطيني مُبرر، فهول الجريمة وحجمها لم يُبقِ أي عذر لفاعليها، ونحن كأبناءٍ لمُخيّم الدهيشة ننحاز لِخَيارات وقرارات الشعب أجمع، فهو الممثل الشرعي والوحيد."
ووصف الحراكُ السلطة الفلسطينيّة باللاوطنية مضيفاً أنها دقّت مسمار نعشها الأخير وأطلقت رصاصة الرحمة على نفسها بارتكابها هذه الجريمة، "لأنّ من يضع القوانين ويخترقها بأعنف وأحقر أشكالها، لن نطلب منه محاسبة واتخاذ الإجراءات بحق مرتكبي هذه الجريمة البشعة لغياب النزاهة والقانون".
وقال الحراك: إن ما حدث بالأمس في مدينة رام الله من قمعٍ وحشي للمتظاهرين والصحفيين لا يليق بتضحيات وتكاتف أبناء الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه وألوانه وانحيازاته السياسيّة التي ظهرت لنا في الحرب الأخيرة على القدس المحتلة والداخل المحتل وغزة، ويدلّ على مدى تأثر عناصر أجهزة سلطة أوسلو بوحدة (المستعربين) والسعي للمضي قدماً في طريقهم.
وبحسب الحراك فإنه لا يُسمح لأي شخص كان المساس بشبابنا وشاباتنا وسوف نضرِب بيد من حديد كل من تجرّأ ورفع (هراوته) على شبان وشابات مدينة رام الله وغيرها من المناطق الفلسطينية، مُطالباً الفصائل الوطنيّة الفلسطينيّة ومنظمات حقوق الإنسان كافةً بالوقوف أمام مسؤولياتها والصحو من غثيانها واتخاذ قرارات صائبة تُعيد الالتفاف الجماهيري وتصيغ الواقع الفلسطيني بالشكل السليم.
ويوم أمس، قمعت قوات أمن السلطة عدداً من التي خرجت لذات السبب في الخليل ورام الله وبيت لحم، حيث اعتدى أمن السلطة على آلاف المتظاهرين بالقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع، فيما قام عناصر أمن بزي مدني بالاعتداء على عدد من الصحفيين والصحفيات وسحلوا عدداً من الشبّان في شوارع رام الله.