فلسطين المحتلة-بوابة اللاجئين الفلسطينيين

جاءت ردود الفعل على عملية القدس التي نفّذها الشهيد فادي القنبر، الأحد 8 كانون الثاني، محليّاً ودوليّاً ما بين الترحيب والإدانة والصمت، إذ لم تعلّق الدول العربية على الحدث، واقتصر الأمر على تصريحات محليّة في فلسطين المحتلة وأخرى من منظمات دولية أو دول، وتعقيب أحزاب ومسؤولون صهاينة.

وكان نفّذ الشهيد فادي القنبر عملية دهس بشاحنة في مستوطنة "أرمون هنتسيف" المقامة على أراضي بلدة جبل المكبر في القدس المحتل، ما أدى إلى مقتل أربعة جنود صهاينة وإصابة 15 آخرين، واستشهاد المنفذ.

الاحتلال يُحرّض ويفرض إجراءات عقابية

قرّر المجلس الوزاري المصغّر للشؤون الأمنيّة والسياسية "الكابينت" اتخاذ سلسلة إجراءات عقابية في أعقاب عملية القدس، من بينها هدم منزل الشهيد فادي القنبر في بلدة جبل المكبر بالقدس المحتلة في أسرع وقت ممكن، وعدم إعادة جثمانه إلى ذويه ورفض طلبات لم الشمل لأفراد عائلته مع أقاربهم في قطاع غزة والضفة المحتلة.

وفي تصريحات لرئيس وزراء حكومة الاحتلال يقول أن قوات الأمن الصهيوني فرضت طوقاً أمنيّاً على حي جبل المكبر، مكان إقامة عائلة الشهيد.

فيما قرّرت شرطة الاحتلال إغلاق الطريق المؤدي من جبل المكبر، إلى مستوطنة "أرمون هنيتسف" المقام على أراضي البلدة، ومنعت شرطة الاحتلال كذلك إقامة خيمة عزاء للشهيد.

وأصدر وزير الأمن الداخلي الصهيوني جلعاد أردان أوامره لشرطة الاحتلال بعدم إعادة جثمان الشهيد وقال في تصريحات له "لن نسمح للإرهابي البغيض وعائلته بإجراء جنازة، هذا شرف لن يناله وسيُدفن من قِبل قوات الأمن الإسرائيلي وفي مكان دون تواجد عائلته أو مؤيديه."

واعتبرت نائبة وزير الخارجية تسيبي حوطوبلي من حزب "الليكود" أن هذه العملية هي رد السلطة الفلسطينية على مؤتمر باريس، وطالبت المجتمع الدولي "منع التحريض الفلسطيني في جهاز التربية والتعليم."

ويقول عضو "الكنيست" عن حزب "البيت اليهودي" موطي يوغيف أن "جذور المشكلة تعود للتحريض في جهاز التعليم ووسائل الإعلام الفلسطينية، علينا محاربة هذه المشكلة خاصةً بمناهج التعليم التي نسيطر عليها وتلك التي تدرسونها في الأونروا."

وفي تصريح وزير السياحة ياريف ليفين، قال "هذه العملية دليل على أن عائق السلام ليس الاستيطان، إنما إرادة الفلسطينيين، وكل منفذي العمليات تخرجوا من جهاز التعليم الفلسطيني، علينا القول أن السبب هي القيادة الفلسطينية."

من جهته دعا وزير البناء الصهيوني يوآف غالانت من حزب "كلنا" إلى إبعاد أفراد عائلة الشهيد وحرمانهم من مخصصات التأمين الوطني، واقترح كذلك على "الكابينت" زيادة صلاحيات وزير الداخلية بهذا الشأن.

رئيسة كتلة "البيت اليهودي" في "الكنيست" شولي معلم، تعتبر أن مسؤولية العملية التي وقعت في القدس تقع على السلطة الفلسطينية، متهمةً إياها بـ "إنشاء منظومة تحريض داخل جهاز التربية والتعليم"، وقالت "ان قرار الأمم المتحدة بتجريم الاستيطان شجّع السلطة الفلسطينية بدعم من إدارة أوباما."

وفي تصريحات وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغيف تقول "لا فرق بين مسلم يسكن القدس أو رام الله أو طهران في ظل الإرهاب الإسلامي المتجدد، ولا فرق بين سلاح ناري وسكين وشاحنة."

إدانة دوليّة

أدان مجلس الأمن الدولي عملية الدهس في بيان صدر عنه، قائلاً "ندين الهجوم الإرهابي الذي وقع في القدس ما أدى إلى مقتل أربعة إسرائيليين وإصابة 15 آخرين"، وجاء في البيان أيضاً "الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكّل واحداً من أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين، وأي أعمال إرهابية هي أعمال إجراميّة وغير مبررة بغض النظر عن دوافعها وفي أي مكان أو زمان وقعت وأيّاً كان مرتبكوها."

هذا ودعا مجلس الأمن في بيانه إلى "ضرورة تقديم المسؤولين عن هذا العمل الإرهابي المشين للعدالة"، معرباً عن تعاطفه العميق مع "أسر الضحايا".

وأدان نيكولاري ملادينوف المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، عملية القدس، معرباً عن تعاطفه مع عائلات القتلى، واستنكر قيام البعض بتمجيد العملية التق اعتبرها تقوّض إمكانية تحقيق مستقبل سلمي لكل من الفلسطينيين و"الإسرائيليين"، وأن لا شيء بطولي في مثل هذه الأفعال، على حد قوله.

في بروكسل قالت المسؤولة عن العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني أنها تدين "العملية الإرهابية وجميع أشكال التحريض."

واشنطن أعربت عن استعدادها الكامل لتقديم الدعم لدولة الاحتلال، وأدان العملية المتحدث الرسمي باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي نيد برايس في بيان "بأشد العبارات"، قائلاً ان بلاده عرضت دعمها الكامل لمساعدة دولة الاحتلال خلال عمليات التحقيق لتحديد المسؤول عن تنفيذ العملية، وأعرب نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن تعاطفه وتضامنه مع دولة الاحتلال، متمنياً الشفاء العاجل للجرحى.

واستنكر سفير الولايات المتحدة لدى الكيان الصهيوني دان شابيرو، عملية القدس بشدّة، وأرسل بالتعزية إلى عائلات القتلى.

في تركيا قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أنه "حزين جداً على ضحايا العملية، وعبّر نائب رئيس الوزراء التركي محمد شيمشيك عن إدانة تركيا لعملية القدس في تغريدة له على "تويتر" قائلاً "مجدداً نؤكد إدانتنا لعملية إرهابية جديدة وجديرة بالازدراء في مدينة القدس"، واعتبر أن الإنسانية تستحق أن تتوحّد الأمم من أجلها لمواجهة "الإرهاب" على حد قوله.

واستنكر كذلك وزير خارجية النمسا سيباستيان كورتس عملية القدس، مرسلاً التعازي إلى عائلات القتلى.

ترحيب فلسطيني والرئاسة "بدون تعليق"

لاقت عملية القدس ترحيباً لدى الشارع الفلسطيني والقوى الوطنية والإسلامية، إذ شهدت عدة مناطق في قطاع غزة إطلاق نار وتوزيع حلوى تعبيراً عن موقفهم من المقاومة، فيما لم تعلّق الرئاسة الفلسطينية على الأمر.

الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين قالت في بيان صدر عنها "العملية جاءت في إطار الرد الشعبي على جرائم الاحتلال والمستوطنين بحق أهلنا ومقدساتنا في القدس والوطن المحتل"، ونظمت الجبهة مسيرات في جميع محافظات القطاع مباركةً للعملية.

حركة حماس اعتبرت عملية الدهس رداً طبيعياً على عدوان الاحتلال وانتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ووصف الناطق باسم الحركة فوزي برهوم العملية بـ "البطولية والشجاعة"، مؤكداً مباركة الحركة لها، واعتبر أن الاحتلال وحكومته يتحمّلان المسؤولية الكاملة عن هذه النتائج وتفجير الأوضاع في القدس، وقال أن العملية تأكيداً على أن المقاومة وانتفاضة القدس مستمرة، ونظّمت الحركة تظاهرتين في مخيمي جباليا والشاطئ وفي خانيونس تعبيراً عن مباركتها للعملية.

حركة الجهاد الإسلامي باركت العملية واعتبرتها رداً طبيعياً على جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وباركت العملية كذلك كتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، مشددةً على أن المعركة مع الاحتلال متواصلة طالما استمر العدوان على الشعب الفلسطيني ومقدساته.

خاص-بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد