تساؤلات عديده تترك وراءها اشارات استفهام و تعجب حول حقوق اللاجئين الفلسطينيين، و الفلسطينيين المهجرين من سوريا إلى لبنان، و الذين باتت قضاياهم اليوم أكثر تعقيداً في ظلّ التحديات التي تمرّ بها البلاد من أزمات متتالية سياسية و اقتصادية و جائحة عالمية، و لعلَّ أسوأها انهيار العمله المحلية، و فقدانها لأكثر من تسعين بالمائه من قيمتها، ما ينذر بانهيار شامل قد ينتج عنه ما لا تحمد عقباه .
و قد أعلنت مسبقاً الحكومة اللبنانية إغلاق البنوك أمام العملاء من حين إلى آخر، و شهدت المنطقه توتراً تدريجياً، وفي الوقت ذاته تعاني وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من غياب لإدارتها نظراً لعدم امتلاكها خطة طوارئ عاجلة و شاملة و مستدامة متزامنة مع تكثّف الأزمات التي تعصف بالبلاد.
هذا أدخل الوكالة في قوقعة وفراغ كبير أصبح ملموساً، وهي ليست المرة الأولى التي تقع فيها "أونروا" بسياسة العجز بعد أن أكدت مسبقاً عن عجزها بمبلغ و قدره 150 مليون دولار أمريكي، ولكن الأخطر هو أن اللاجئين الفلسطينيين يدفعون في كل مرة فاتورة عجز "أونروا" و تخبطها السياسي و المالي، وهم الأكثر تضرراً لأنهم الأكثر ضعفاً نظراً لعدم امتلاكهم حسابات مصرفية و احتياطات مالية وأية آفاق حياتية أخرى، كما أنه ليس لهم أي تمثيل سياسي فعلي في البلاد، مع غياب منظمة التحرير والفصائل عن المشهد فيما يخص أوضاعهم المتزايدة صعوبة.
لذا يتركز جل اعتماد اللاجئين الفلسطينيين على خدمات وكالة "أونروا" بالوقت الذي تعاني فيه الوكالة من عدم وجود إدارة تمتلك إمكانيات وخدمات تغطي احتياجاتهم.
الوضع الراهن يتسم بالتعقيد، خاصة أنّ الأُمم المتحده لا تتفاوض وفقاً لنظامها الأساسي مع الحكومات القائمة سوى فيما يخص احتواء مبادئها التوجيهية ضرورات احترام حقوق الانسان، ما يعني أنها لا تبذل جهوداً في تمكين الوكالة من الاستمرار في أداء مهامها دون تحديات مالية، لتبقى الوكالة رهينة الابتزازات السياسية، وتظل على حافة الخطر تأخذ معها مصير اللاجئين الفلسطينيين إلى حال من عدم الأمان المعيشي، مع استمرار تقليصاتها الخدماتية والمالية.
اللاجئون الفلسطينيون، هم ضحية هذه السياسات الدولية وهذه التقليصات، لذا يكثفون من تحركاتهم وفعالياتهم المطالبة للوكالة بتحقيق الاستقرار لهم و توفير عنصر التنمية في مجتمعاتهم، إلى حين تحقيق عودتهم إلة وطنهم فلسطين، لكن في الوقت ذاته ما تزال رؤى وممارسات "أونروا" تتشابه كثيراً مع حالة التخبط الذي يعيشه لبنان ما يعني أن سياق الأمور متجه نحو المجهول.