أصدر مكتب الأجانب في دائرة الهجرة واللجوء البلجيكية " الكومساريا" اليوم الثلاثاء 13 تموز/ يوليو  تحديثاً حول أوضاع طالبي اللجوء الفلسطينيين، وذلك بعد اعتصام غير مسبوق أمس الإثنين نفّذه طالبو اللجوء أمام المكتب في العاصمة بروكسيل.

وجاء في التحديث:" يعتبر المفوض العام لشؤون اللاجئين وعديمي الجنسية (CGRS) أن وضع العديد من الفلسطينيين يمثل مشكلة. هذا ينطبق بشكل خاص على الفلسطينيين من غزة، ولكن أيضًا بالنسبة لأولئك من الضفة الغربية أو بلدان المنشأ الأخرى."

وأضاف :"إذا ثبتت الحاجة إلى الحماية، يتم منح وضع الحماية كما  كان الحال في الماضي." على أن يبقى البت في طلب الحماية يعتمد على الحالة الفردية لطالب اللجوء، وهو ما اعتبره طالبو اللجوء مخيّباً للآمال ولا يحمل أي جديد.

وفيما يخص ملفات طالبي اللجوء من الضفّة وغزّة، تربط "الكومساريا" معالجتها بالوضع المالي لوكالة "أونروا" حيث أشار التحديث الجديد إلى أنّ الوضع المالي للوكالة مازال صعباً، وبالتالي ستقوم بطرح الملفات على الطاولة كل ملف على حدى، للبت في كل حالة بحسب أحقيتها في الحصول على الحماية.

وأكّد التحديث، أنّه "بالنسبة للملفات التي يتم فيها الاعتراف بوضع اللاجئ، بسبب نقص المساعدة من الأونروا (نظرًا للوضع الصعب الحالي للأونروا)، فمن الممكن أن يتم رفع وضع اللاجئ، إذا كان ذلك في المستقبل (على سبيل المثال خلال عام واحد) يمكن تحديد أن المساعدة أو الوضع المالي للأونروا مضمون بشكل دائم مرة أخرى."

تحديث مخيّب للآمال ويتجاهل الأوضاع الحقيقية

واعتبر ناشطون فلسطينيون في بلجيكا، التحديث الجديد الذي صدر اثر الاعتصام الذي نفّذ أمس أمام "الكومساريا" مخيباً للآمال ولا يحمل أي جديد فيما يخص تعامل مكتب الأجانب مع ملفات طلبي اللجوء الفلسطينين.

وقال الناشط نور اسماعيل لـ" بوابة اللاجئين الفلسطينيين" وهو ممن شاركوا في اعتصام الأمس، أنّ التحديث لم يحمل أي جديد، حيث سيبقى النظر في الملفات فردياً وليس جماعياً، في حين أبقى على ربط ملفات طلب اللجوء بأوضاع وكالة "أونروا" في فلسطين وتقديماتها، مُتجاهلاً الأوضاع الأمنية والسياسية والعدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزّة.

فيما أشار الناشط محمد عبد الله لموقعنا، أن "الكومساريا" تتجاهل الأوضاع التي يعانيها الفلسطينيون من ممارسات عدوانية صهيونية وفصل عنصري في الضفّة، والحصار المشدد على قطاع غزّة، وتربط طلب اللجوء فقط بالاوضاع المعيشيّة، وتُرجعها إلى تقديمات وكالة " أونروا".

وأضاف عبد الله، الذي يمتلك ملف لجوء معلّق منذ سنتين، أنّ الحكومة اليمينية البلجيكية تتعمّد "اذلال" طالبي اللجوء الفلسطينيين، لافتاً إلى أنّ نقاش يجري في أوساط الفلسطينيين والنشطاء للتوجه إلى مبنى البرلمان في اعتصام مفتوح، ومخاطبة الاحزاب المؤيدة لقضايا طالبي اللجوء.

ونفّذ طالبوا اللجوء الفلسطينيون في بلجيكا، وقفة احتجاجية غير مسبوقة أمس الاثنين 12 تموز/ يوليو أمام مبنى مكتب الأجانب في دارة اللجوء والهجرة " الكومساريا" في العاصمة بروكسل، للمطالبة بحق الحصول على الحماية الدوليّة، وفتح ملفات طالبي اللجوء المعلقّة منذ سنوات.

6-1.jpg

وشارك في الاعتصام المئات من الفلسطينيين الذين قدموا من مختلف المناطق البلجيكية، حاملين شعارات منددة بسياسات "الكومساريا" ومؤكدين حقّهم في الحصول على الحماية واللجوء الانساني.

وتصعّد حكومة اليمين المتطرّف في بلجيكا، من سياساتها الراميّة للحد من تدفق المهاجرين إلى بلادها، وتواصل تنفيذ قرارات وزيرة المهاجرين السابقة "ماجي دي بلوك" الرامية إلى دفع طالبي اللجوء للكف عن التفكير في بلادها "كوجهة جيّدة لهم".

وينتظر أكثر من 6 آلاف طالب لجوء فلسطيني في مراكز اللجوء على امتداد الجغرافيا البلجيكية، حسب معلومات لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" البت في طلباتهم، في حين أنّ  أكثر من 1500 منهم ووجهوا بقرار رفض لجوئهم، ومعظمهم من القادمين عبر الأراضي اليونانية من قطاع غزّة ودول أخرى.

وشكّلت بلجيكا خلال السنوات الفائتة، وجهة لطالبي اللجوء الفلسطينيين من قطاع غزّة وسوريا وسواها، قبل أن تصطدم مساعيهم بسياسات الحكومات اليمينية، والتي أصبح الفلسطينيون من أبرز ضحاياها، نظراً لواقعهم الاعتباري المركّب، حسبما أظهر تقرير نشره "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" العام الفائت. 

خاص/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد