توالت شكاوى اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا إلى لبنان، من الأخطاء التي اعترت عمليّة تسليم المستحقات الماليّة من قبل وكالة "أونروا" عبر مكاتب شركة "ليبان بوست"، وهو ما أخّر تسلّم نحو نصف اللاجئين المهجّرين لمستحقاتهم، وسط متاعب وعرقلات وصفها ناشطون بـ "غير المبررة" تواجههم خلال تسلّم معوناتهم.
ونقل الناشط ابراهيم مدني عن مديرة منطقة بيروت الوسطى لدى وكالة "اونروا" نهى حمود قولها، إنّ نصف اللاجئين المهجّرين استلموا معوناتهم، منذ البدء بتوزيعها يوم الثلاثاء الفائت 12 تموز/ يوليو. في حين تسببت أخطاء شركة "ليبان بوست" في توجيه رسائل الاستلام للمستحقين، في تأخير استلام النصف الآخر، وسط مخاوف من استمرار هذا التأخير على ضوء الأوضاع الأمنية الحساسة التي تشهدها البلاد.
وسُجلت خلال عمليات التسليم منذ أن بدأت، عدّة أخطاء وعلى نطاق واسع، من قبل شركة " ليبان بوست" أثناء إرسال الرسائل الخاصة بكل لاجئ، حيث تسلّم كثيرون رسائل ليست بأسماهم، في حين اشترطت الشركة ابراز الرسالة كشرط اساسي لتسليم المبالغ.
ومن مقر "ليبان بوست" فرع الرويس أفاد الناشط مدني لـ " بوابة اللاجين الفلسطينيين" اليوم الجمعة، أنّ العرقلات في تسليم المعونة ما تزال مستمرة، وأشار إلى أنّ نحو 200 رسالة خاطئة سُجّلت في فرع الرويس لوحده، مع استمرار رفض الشركة تسليم المعونة دون شرط ابراز الرسالة.
وأضاف مدني، أنّ عرقلات أخرى واجهت الكثير من اللاجئين، ومنهم من ليس لديهم هاتف خلوي، ويستعينون بأرقام خاصة بأصدقاهم او اقاربهم، حيث عمد هؤلاء إلى جلب نسخة عن الرسالة لابرازها للشركة، الّا أنّ الأخيرة قد رفضت الإجراء واشترطت وجود الهاتف الذي وردت إليه الرسالة.
وأشار مدني، إلى بعض العرقلات الأخرى الخاصّة بالشركة، كعدم وجود فكّة "فراطة" ماليّة لديها، موضحاً أنّ من تبلغ قيمة مستحقاته على سبيل المثال 275 دولاراً، تقول له الشركة أنّ لبس لديها فكّة، وطلبت منهم أن يعودوا لاحقاُ أو جلب فكّة لاستلام معوناتهم، علماً أنّ اللاجئين توافدوا إلى فرع الشركة منذ الصباح الباكر، وانتظروا لساعات طويلة قبل أن يعود كثيرون منهم خالي الوفاض.
ونقل المدني عن اللاجئين الذين توافدوا لاستلام معوناتهم، مطالبهم بالغاء شرط الرسالة لتسلّم المعونة، حيث أنّ الشركة بإمكانها التأكّد من بيانات المستفيدين عبر رقم "بطاقة الأعاشة" الخاصة بوكالة " أونروا" إضافة إلى الاسم على بطاقة الهويّة.
ولفت إلى ضرورة التسريع بعملية تسليم اللاجئين لمستحقاتهم وتسهيلها، ولا سيما في ظل الأوضاع الأمنية المتردية في البلاد، وما تشهده من قطع للطرقات، إضافة إلى اقتراب عيد الأضحى المبارك، والاستحقاقات الكثيرة المترتبة على اللاجئين كدفع ايجارات المنازل، وشراء بعض المؤونة، تحسّباً لما يمكن ان تشهده البلاد من تطورات سلبيّة.
وتبلغ قيمة المستحقات الماليّة 200 دولار عن شهرين لكل عائلة، إضافة إلى 15 دولاراً لكل فرد كبدل غذاء، وذلك بالدولار الأمريكي لأوّل مرّة منذ بدء الأزمة الاقتصادية في لبنان وانهيار قيمة العملة المحليّة.
وتعتمد 85% من أسر فلسطينيي سوريا المهجّرين إلى لبنان وعددهم 27 الف لاجئ، على المساعدات النقديّة كرافد مالي أساسي لدفع أجرة المنازل وتأمين القوت اليومي، وذلك وفق الأرقام الصادرة عن "أونروا" في تقرير النداء الطارئ.