شهد مخيّم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة بيروت، ليل أمس الأحد 25 تموز/ يوليو، احتجاجات نددت بـ"التمييز" الذي يتبعه مزوّد اشتراك الكهرباء " الدعبول" تجاه المخيّم، حيث يقوم بإطفاء الكهرباء عن المشتركين داخل المخيّم مع الابقاء عليها في مناطق المحيط، حسبما أكّد لاجئون فلسطينيون.
ويعمد صاحب اشتراك "دعبول" على قطع الكهرباء عن مشتركيه داخل المخيّم، مع الابقاء عليها في مناطق الجوار، في استنسابيّة واضحة تمارس تجاه أهالي المخيّم، حسبما أفاد اللاجئ " محمد جمعة" لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" مشيراً إلى أنّ ليس فقط "الدعبول" الذي يقطع التغذية عن المخيّم، انما اشتراك " عودة" حيث لم يحظى مشتركوه بالكهرباء منذ 3 ايام.
وبحسب جمعة، فإنّ ساعات الليل، تشهد قطعاً شاملاً للكهرباء، فيما مناطق المحيط تتواصل فيها التغذيّة، في ما يبدو أنّ اشتراك " دعبول" يحاول توفير المازوت على حساب أهالي المخيّم، الذين يدفعون فاتورة الاشتراك كاملة كسواهم في مناطق المحيط.
وطال قطع الكهرباء، مستشفى حيفا التابع للهلال الأحمر الفلسطيني، نظرا لكون مصدر كهرباه من ذات المزوّد، وسط تحذيرات من كارثة انسانيّة على المرضى، في حال عدم تدارك الأمر بحلّ جذري، بتوفير مستدام لمادة المازوت للمخيّم ومودات الاشتراك الخاصة به، بحسب مطالب رصدها موقعنا.
المخيّم يختنق
اللاجئ "سامح حسن" يصف حال أهالي المخيّم، بأنّهم يتعرضون لأكبر عملية خنق، فالكهرباء لا تجي سوى 4 ساعات نهاراً بأحسن الحالات، أمّا ليلاً فصارت تتقلّص بشكل كبير، حتّى هوت ساعات التغذية في اليومين الفاتين إلى الصفر.
وقال حسن الذي شارك في احتجاج الأمس لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، إنّ لديه طفلة تبلغ من العمر 7 سنوات، وتعاني من حساسية مزمنة، وباتت حالتها تسوء بسبب الحر والرطوبة العاليّة، وانعدام مصادر التبريد والهواء بسبب انقطاع الكهرباء.
وأشار حسن، إلى أنّه طوال الليل، زوجته تضع كمادات ماء لابنته وتستعمل مروحة كارتونية لإعطاها بعض الهواء. وحمّل مسؤوليّة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين إلى الجهات المسؤولة واللجان الشعبيّة ووكالة "أونروا" التي لم تحرّك ساكناً حتّى الآن لحل مشكلة المازوت، وانتشال المخيّم من تحت رحمة أصحاب المولدات من خارج المخيّم.
اللجنة الشعبيّة .. المسؤوليّة تتحمّلها "أونروا"
من جهتها حمّلت اللجنة الشعبية في مخيّم برج البراجنة المسؤوليّة لوكالة "أونروا"، التي من واجبها تأمين المازوت والموارد للمخيّم، بحسب عضو اللجنة أسعد محمود.
وقال محمود في حديث لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إنّ الاحتجاجات التي خرجت ليل أمس، كانت رد فعل على ما اعتبره الأهالي تمييزاً واضحاً من قبل مزوّد الاشتراك " دعبول" بعد انقطاع الكهرباء عن قطاع جورة التراشحة، وهي منطقة تتزود بالكامل منه، فيما واصل تزويد المناطق خارج المخيّم.
وأشار محمود، إلى أحقيّة الاحتجاجات، التي سارت بشكل سلمي دون أي تعدّي، وذلك لكون الأهالي يدفعون كامل الاشتراك، وبلغت التكلفة التي يتكبّدها الأهالي 550 الف ليرة لبنانية، فيما يدفع المشتركون خارج المخيّم 450 الف، ومع ذلك يجري قطع الكهرباء عن المخيّم.
وحول وكالة "أونروا" ودورها، لفت محمود لموقعنا، أنّ الوكالة باتت تتنصّل من مسؤولياتها حتّى بتزويد مولدات الكهرباء الخاصة بآبار المياه بالمازوت، الأمر الذي خلق مشكلة في المياه ايضاً وخصوصاً في مناطق صامد والوزان وحيفا.
وأضاف، أنّ المخيّم فيه 14 بئر مياه، تشغّلها 5 موتيرات، والآن يوجد 10 آبار من أصل 14 خارج الخدمة، بسبب شحّ الوقود، فيما يجري تشغيل المياه يومياً لمدّة 20 دقيقة، وهي مدّة لا تكفي لتزويد السكّان بالمياه.
وأوضح محمود، أنّ وكالة "أونروا" هي من تقوم بتزويد اللجنة الشعبيّة بالمازوت لتوفير الكهرباء للمنازل والموتيرات المياه. مشيراً إلى أنّ آخر مرّة زوّدتهم فيها الوكالة بالمازوت، كانت في حزيران/ يونيو الفات، بكميّة 11 الف لتر، وحاليا نفدت هذه الكميّة، ولا بديل آخر سوى التزّود من السوق السوداء حيث بلغ سعر تنكة المازوت 250 الف ليرة لبنانية.
وأكّد محمود، أنّ المسؤوليّة الأولى تقع على عاتق الوكالة في تأمين المازوت لأهالي المخيّمات، إلى جانب المرجعيات الفلسطينية. مشيراً إلى أنّ "أونروا" تتذّرع بعدم قدرتها على تأمين المازوت لنفسها، وهو ما يثير الاستجهان بحسب عضو اللجنة الشعبيّة، لكونها منظمة دوليّة وغير قادرة على تأمين احتياجاتها من الوقود. كما انتقد أداء الوكالة في التعاطي مع مجمل الأزمات التي تعانيها المخيّمات، سواء أزمة الدواء، أو إدارة أزمة جاحة "كورونا" ووصف أداؤها بالضعيف.
وكانت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الانسان " شاهد" قد طالبت الوكالة، بالوقوف عند مسؤولياتها القانونية والإنسانية تجاه اللاجئين وايجاد حل جذري لأزمة المحروقات، كما طالبت الفصال الفلسطينية ومنظمة التحرير، بالضغط على الوكالة للقيام بواجباتها بتأمين مادة المازوت.
يأتي ذلك، في وقت يشهد فيه لبنان شحّاً كبيراً لمادة المازوت على نطاق واسع، مابات يهدد البلاد بالانقطاع الكامل للكهرباء، وتوقف الأفران والعديد من القطاعات الحيوية عن العمل.
ويعيش عموم لبنان أزمة خانقة في تأمين التيار الكهربائي، منذ أشهر، بسبب شحّ مادّة المازوت وانعدام سبل تأمينها حتّى اللحظة، وهو ما انعكس على مولدات الاشتراك، التي بدأت تمارس التقنين لمدد تتجاوز 8 ساعات يومياً ولا سيما في مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين، في وقت وصلت مدد انقطاع الكهرباء الحكومية 21 ساعة يومياً في معظم المناطق.