أكَّد مركز فلسطين لدراسات الأسرى، اليوم الاثنين 16 أغسطس/ آب، أنّ سلطات الاحتلال الصهيوني تحرم المئات من الطلاب الفلسطينيين من الالتحاق بالعام الدراسي الجديد الذي انطلق اليوم، بسبب إجراءاته التعسفية بحقهم من تغييب خلف القضبان أو الحبس المنزلي.

وبيّن المركز في تقريرٍ له، أنّ الاحتلال يعتقل في سجونه (235) طفلاً فلسطينياً جميعهم من طلاب المدارس بمستوياتها (ابتدائية– إعدادية- ثانوية)، لافتاً إلى أنّ هؤلاء كان يجب أن يكونوا مع بدء العام الدراسي الجديد على مقاعد الدراسة، ولكنهم لن يستطيعوا أن يلتحقوا كأقرانهم من الطلبة بالدراسة كون الاحتلال يحتجزهم خلف القضبان في ظروف سيئة، وبعضهم يقضي أحكاما بالسجن لسنوات طويلة.

وأوضح المركز أنّ هناك ما لا يقل عن (55 طالباً) لن يستطيعوا الالتحاق بالعام الدراسي لاحتجازهم داخل منازلهم قسرياً تحت ما يسمى "بالحبس المنزلي"، والذي يمنع الأطفال من التحرك خارج حدود المنزل الذي أصبح سجناً لهم.

وأشار إلى أنّ الحبس المنزلي هو احتجاز للطفل بعد الإفراج عنه من سجون الاحتلال في منزله بشكلٍ قصرى، بحيث يوقّع الأهل على تعهد بعد خروج ابنهم من المنزل طوال فترة الحبس ولا يسمح له بالذهاب الى المدرسة أو زيارة أقاربه أو اللعب مع أقرانه في المنطقة المحيطة بالمنزل، حيث يتحول المنزل الآمن إلى سجن مع اختلاف السجان.

كما شدّد على أنّ عقوبة الحبس المنزلي تستهدف الأطفال المقدسيين بشكلٍ خاص، ولاسيما من لا يسمح سنه الصغير باعتقاله في السجون، فيقوم الاحتلال باستبدال الاعتقال بالحبس الاختياري في المنزل، لافتاً إلى أنّ هذا النوع من الحبس له انعكاسات على نفسية الطفل ما يجعله متذمرا ومتوتراً وعدائياً بشكل مستمر، حيث يرى الطفل أصدقاءه وهم يلعبون في الخارج ويمرحون.

وقال التقرير، إنّ الاحتلال يتعمّد تدمير مستقبل الأطفال الفلسطينيين باعتقالهم لفترات طويلة وتعريضهم للتعذيب والتنكيل خلال التحقيق، والحجز في ظروف صعبة وقاسية في السجون، وإصدار أحكام انتقامية بحقهم، أو بحجزهم في منازلهم التي أصبحت تشكل سجون لهم.

وفي ختام تقريره، طالب المركز المجتمع الدولي الذي أقر اتفاقيات حقوق الطفل بالتدخل بشكلٍ حقيقي وفاعل، وإلزام الاحتلال بوقف استهداف الأطفال الفلسطينيين بالاعتقال والتنكيل والحبس المنزلي، وتوفير الحماية لهم، ومعاملتهم حسب القانون الدولي الإنساني.

وفي وقتٍ سابق، أكَّد التقرير السنوي للأمم المتحدة عن الأطفال وقت الحرب، أنّ "إسرائيل" ارتكبت مئات الانتهاكات الجسيمة عام 2020 بحق الأطفال الفلسطينيين.

وبيّن التقرير الذي قُدّم لمجلس الأمن الدولي أنّ 340 طفلاً فلسطينياً أصيبوا في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة خلال العام الماضي، في حين أكَّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على أنّ جرائم "اسرائيل" تضمنّت اعتقال 361 طفلاً فلسطينياً، والعشرات منهم تعرّضوا لعنف جسدي من قبل قوات الاحتلال، كما قامت "إسرائيل" بقتل 9 أطفال فلسطينيين في الضفة الغربيّة.

وشدّد التقرير على أنّ قوات الاحتلال شوّهت 324 طفلاً فلسطينياً في سنة 2020، 170 منهم بالغاز المسيل للدموع و70 بالرصاص المطاطي، ومهاجمة 26 مدرسة ومستشفى، بينما هاجم المستوطنون 4 مدارس أخرى.

متابعات/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد