مخيم مار الياس - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

في مدخل مخيم مار الياس، فكرة واحدة قد تطرأ في مخيّلتك: الرجل العنكبوتي مرّ من هنا تاركًا خلفه خيوطًا متشابكةً وعشوائية.

 هو حال الأسلاك الكهربائية المنتشرة في فضاء المخيم بطريقة غير منظمة وخطيرة في مشهد يتكرر داخل جميع مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، إذ تُعاني كافة المخيمات من سوء تنظيم في عملية مد الأسلاك الكهربائية فيها، ناهيك عن أنها ممتدة على علو منخفض تكاد تلامس رؤوس المارة، ما يشكل خطراً كبيراً على حياتهم ويخلق تساؤلاً يتردد على ألسنة أهالي المخيم: "إلى متى ستستمر هذه المعاناة؟"

يقول "أبو محمد"، أحد سكان مخيم مار الياس: "المشكلة كبيرة للغاية، ففي كل سنة نخسر عدداً من شباب المخيمات بسبب التعرض لحوادث الصّعق الكهربائي. وكأن الفقر لا يكفي أهل المخيمات، فجاء مشهد الموت صعقاً بأسلاك الكهرباء ليزيد الطّين بلّة."

ويتابع قائلاً: " في فصل الشتاء يزداد الخطر، فإذا ما تعرضت الأسلاك الكهربائية لمياه المطر صار الموت محتماً."

أضاف أحد سكان مخيم مار الياس: "بسبب سوء ترتيب الأسلاك وتنظيمها، تتشابك الأخيرة مع مواسير المياه، وعندما يسخن السّلك الكهربائي تذوب حمايته، ويلتصق بماسورة المياه ، ما يُسفر عن صعق كل شخص تلمس يده الماسورة، المخيم بحاجة إلى جهة تلتفت إليه وتخفف من وطأة مشاكله، هو بحاجة إلى صيانة وإعادة تأهيل."

 من جهته، حمّل سلامة الزمّار، أحد أعضاء اللجنة الشعبية في مخيم مار الياس جزءاً من المسؤولية لأهالي المخيم قائلاً:"  إن البعض يمدّون مواسير المياه فوق أسلاك الكهرباء بطريقة عشوائية ، ما من شأنه أن يُضاعف من الفوضى القائمة أصلاً "

 من ناحية ثانية أكد سلامة أن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق الفصائل الفلسطينية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

يقول سلامة: "دور هذه الفصائل لايقتصر على تمثيل الشعب في الخارج وفي المؤتمرات، ومن منطلق يد واحدة لا تصفّق  يتوجب على القيادات العمل مجتمعة لتأمين حياة كريمة لهذا الشعب، والمحافظة على سلامته والحد من المخاطر التي تواجهه، بالإضافة إلى ذلك لطالما طلبنا المساعدة من الأونروا، ولكن لا حياة لمن تنادي".

وفيما  لا تلاقي نداءات أهالي مخيم مار الياس وبقية المخيمات استجابة سريعة من الأونروا والفصائل، تستمر معاناة الأهالي ليس فقط من أسلاك شائكة بل أيضاً من بنية تحتية شبه منهارة تزيد من عذاباتهم اليومية في مخيمات هي أشبه بكانتونات ضيقة لا فسحة فيها سوى لقليل من الهواء والأمل. 

خاص بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد