اعتصامات متواصلة رفضًا لسياسات "أونروا" 

مُخيّم برج البراجنة على مشارف انهيارٍ شامل ودعوات للإسراع في إنقاذ اللاجئين

الجمعة 03 سبتمبر 2021

تحت شعار #انتفض_لحقّك_بالأونروا، نظّمت المؤسّسات الجماهيريّة الديمقراطيّة الفلسطينيّة اعتصامًا أمام مركز وكالة "أونروا" في مُخيّم برج البراجنة، رفضاً للمعايير التي اعتمدتها الوكالة للمساعدات النقديّة، وللمطالبة بالشروع الفوري بتطبيق خطّة طوارئ اقتصاديّة وصحيّة وإغاثيّة عاجلة وشاملة ومستدامة، ولدعوة كافة المرجعيّات المعنية بالشعب الفلسطيني لممارسة دورها حفاظا على كرامة اللاجئين الإنسانية وحقوقه الوطنيّة.

المخيم على مشارف الانهيار

وفي حديثٍ لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، قال مسؤول الجبهة الديموقراطيّة في مخيم برج البراجنة أحمد سخنيني إنّهم حذروا في العديد من البيانات السابقة، من جملة الظروف المعيشيّة المتراكمة عبر عقودٍ من الحرمان في المخيمات والتجمعات الفلسطينيّة في لبنان، وقرعوا ناقوس الخطر في العديد من التحرّكات والأنشطة والاعتصامات أمام مراكز "أونروا"، لكن حتّى الساعة لم تحرّك الوكالة ساكنًا.

وأوضح سخنيني أنّ الأمور تزداد سوءًا في المخيم وبات على مشارف انهيار اجتماعي شامل، لذا على على "أونروا" كونها منظمة دولية أن تتكيّف مع كلّ الظروف وتساهم بالكادر المتوفّر لديها وبالطّاقات والعلاقات والصلاحيات الموجودة لديها بتقديم خطة طوارئ صحية وإغاثية وتربويّة شاملة ومستدامة للشعب الفلسطيني لتعزيز صموده، كما دعاها إلى ممارسة دورها التشغيلي المرجعي والاغاثي وفق التفويض الدولي الممنوح لها، وأن تعمل على تأمين تمويل مستدام للموازنات وللبرامج ولخطة الطوارئ، مؤكّدًا أنّ اللاجئ الفلسطيني لا يمكن أن يقبل بمُعالجة الأزمة على حسابه.

ولفت سخنيني إلى أنّ معرض الغسيل الذي تم تعليقه في الاعتصام يطرح انعكاسات الواقع على حياة اللاجئ الفلسطيني بكافة تفاصيلها، كما يتضمن القرارات الدولية التي ما زالت في أدراج العدالة الدولية ولم ترَ النور حتى الآن، مشددًا على أنّ الشعب الفلسطيني يستحق الكرامة ويستحق الحياة.

انقطاع المازوت زاد من حدّة الأوضاع

من جهتها، طالبت عضو المنظمة النسائية "ندى" هدية زهران وكالة "أونروا" إلى توفير خطة طوارئ صحية وإغاثية عاجلة وتوزيع مساعدات مالية شاملة ومُستدامة لكافة الأُسر دون تمييز "ظالم" يحرم الكثير من فئات الشعب الذي يعاني من واقع يفتقر لأدنى مقومات الحياة.

وأضافت زهران أن انقطاع مادّة المازوت زاد من حدّة الأوضاع التي أدّت إلى انقطاع التيار الكهربائي عن كافة أرجاء المخيم، فقد خيّم الظلام وانعدم النور مع انتشار الأوبئة والأمراض المستعصية وشح المياه وغلاء الأسعار وانعدام القدرة الشرائية وتفشي البطالة.

بدورها، قالت مسؤولة المنظمة النسائية الديمقراطية الفلسطينية (ندى) سعدة موسى، إنّ الشعب الفلسطيني في المخيّمات استطاع أن يواجه طوفان الغلاء الفاحش للأسعار وأن يصمد أمام التحديات التي نتجت عن الأزمة الاقتصادية اللبنانية والتي ضربت كافة مجالات الحياة، عبر تماسكه الاجتماعي، لكن ذلك لا يسقط دور "أونروا" المعنية بالدرجة الأولى عن اللاجئين الفلسطينيين.

وطالبت موسى عبر موقعنا منظمة التحرير الفلسطينية ودائرة شؤون اللاجئين فيها إلى ممارسة دور مرجعي أكثر فعالية والعمل بكل الوسائل لتأمين احتياجات الشعب الإغاثية والصحية والاجتماعية وبذل مزيد من الجهود مع "أونروا" والدول المانحة لتوفير الأموال المطلوبة لإنقاذ الشعب وتعزيز صموده وصون كرامته الإنسانية، كما دعت كافة الأحزاب والقوى الفلسطينية لممارسة دورها عبر تشكيل حركة شعبية ضاغطة تُلزم الجميع بالوقوف أمام الاستحقاقات التي تحفظ للشعب الفلسطيني كرامته وهويته وخطه النضالي المتواصل.

وفي سياق متصّل، طالب موسى الدولة اللبنانية بكافة مؤسساتها وأطرها برفع عتبة الحرمان من الحقوق الانسانية والاجتماعية للاجئينالفلسطينيين وشمول المخيمات والتجمعات الفلسطينية بكافة الخطط الإغاثية والصحية وتقديم كافة أشكال الدعم والإسناد بالشكل الذي يعبرعن طبيعة العلاقة الأخوية والكفاحية بين الشعبين.

التصعيد قادم لا محالة

أمّا اللاجئ الفلسطيني من سوريا ابراهيم المدني، فقد أكّد أنّ الأيام المقبلة ستشهد تصعيدًا أكبر في حال لم تلتزم "أونروا" بالخطط والمشاريع والأهداف التي تأسست من أجلها وهي اغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

وبجملة واحدة اختصرت اللاجئة بيتيانا صبيح جملة المطالب والاحتياجات، وقالت "نريد أن نعيش بكرامة فقد تعبنا ومللنا!"، فيما حمّل اللاجئ الفلسطيني عليّ الحمد وكالة "أونروا" بالدرجة الاولى مسؤولية تدهور الحياة في مخيم برج البراجنة المكتظّ بالسكان والحرمان والمعاناة على حدٍ سواء، كما دعا عبر "بوّابة اللاجئين" الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية إلى القيام بدورها وأن تمشي أمام الشعب لتقوده، لافتًا إلى غياب هذه المرجعيات عن الاعتصام.

فئة الشباب الأكثر تضرراً

وعن فئة الشباب، رفع مسؤول منظمة الجيل الجديد بمخيم برج البراجنة مصطفى بلقيس معاناتهم، فقد قال إنّ فئة الشباب هي الأكثر تضرراً من الأزمة الحالية، وأضاف لموقعنا أنّ الشباب اليوم مجهولو المستقبل وبحاجة إلى ترشيدٍ وتوجيه يضمن مستقبلهم، وأشار إلى أنّ "أونروا" هي المسؤولة عن ذلك، مطالباً إيّاها بتخصيص برامج ومساعدات تلبّي احتياجات الشباب.

وخلال الاعتصام ألقى بلقيس نصّ الرسالة التي قدّمت إلى المدير العام للأنروا في لبنان كلاوديو كوردوني، حيث جدد مطالبته للوكالة للعمل بما يلي:

أولاً: نرفض اتفاق الإطار مع الولايات المتحدة ونعتبره انسياقاً مع الضغوط لإلغائها في مشروع تصفية حقوق شعبنا الوطنية ونطالب بالشروعبتنفيذ خطة طوارئ صحية وإغاثية شاملة ومُستدامة وتوزيع مساعدات مالية عاجلة وشاملة لعموم اللاجئين.

ثانياً: تأمين الكهرباء والمياه لمخيماتنا التي تعيش في ظلام دامس في واقع مساكن لا يتوفر فيها الحد الأدنى من شروط التهوية والإنارةوانتشار الأمراض والأوبئة في ظل الحديث أيضاً عن موجة انتشار جديدة لفايروس كورونا.

ثالثاً: فتح باب الاعتماد لعائلات جديدة من المستحقين للاستفادة من برنامج الأمان الاجتماعي ورفع قيمة المساعدة المالية المقدمة لهم.

رابعاً: فتح باب التوظيف والتشغيل في "أونروا" وسد الشواغر واستعادة الوظائف المشطوبة وصون كرامة العاملين وحقوقهم مع التأكيد أنالمشاريع المؤقتة ليست بديلاً عن الحق في التوظيف والتثبيت.

خامساً: تحسين الخدمات الصحية عبر رفع نسب التغطية الاستشفائية للعمليات الساخنة والباردة وشمول دخول الطوارئ وتغطية قيمة الأدوية والإكسسوارات والفحوصات المخبرية وتوسيع دائرة التعاقد مع المستشفيات ومراقبة الفاتورة الاستشفائية وتوفير خطة طوارئ خاصة بأصحاب الأمراض المستعصية وتأمين الأدوية لهم.

سادساً: الإسراع في تنفيذ مشاريع تحسين المخيم خاصة بما يتعلق بترميم المنازل الآيلة للسقوط وتنظيم شبكات الكهرباء والماء.

سابعاً: تغيير "أونروا" نمط تعاطيها مع اللاجئين واحتياجاتهم بحكم التفويض الدولي الممنوح لها ربطا بالقرار الأممي رقم ١٩٤، الأمر الذييتطلب مغادرة سياسة التكيف مع العجز المالي على حساب اللاجئين وحقوقهم بما يضمن استمرار الخدمات وتحسينها وتنويع مصادرالتمويل واستدامته.

ثامناً: نحذر من اعتماد أي معايير تمس بتعريف اللاجئ ومكانته القانونية، ونتسائل ماذا قدمت للاجئين المسوحات والإحصاءات التي أجرتها "أونروا" رغم النسب المرعبة للفقر والبطالة والمرض بين أواسط اللاجئين.

تاسعاً: إن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" معنية اليوم أكثر من قبل بممارسة دورها الإغاثي التشغيلي والتكيف مع مختلف الظروف الناشئة باعتبارها هيئة دولية تمتلك من الكفاءات والصلاحيات والإمكانات ما يؤهلها القيام بواجباتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين وحقوقهم، وسنواصل العمل على تصعيد تحركاتنا السلمية والحضارية وصولاً لإنجاز مطالبنا المحقة.

وفي نهاية الاعتصام، تسلّم مدير المخيم ناصر صالح المذكّرة، كما تحدّثت مديرة المنطقة الوسطى في "أونروا" نهى حمّود مباشرة إلى المعتصمين وأجابت على أسئلتهم، وأكدت موسى أنّ وجع الشعب الفلسطيني هو وجعهم، موضحةً أنّ الأزمة الحالية ليست أزمة مخيّمات فحسب، بل أزمة تمرّ على لبنان لم يسبق لها مثيل.

6-1.jpg

وأشارت حمّود إلى أنّ الوكالة تبذل أقصى ما بوسعها عبر اتصالات مع الدول المانحة ومع الدولة اللبنانية ومع المجتمع المحلي داخل المخيم وخارجه لتساعد الشعب الفلسطيني لتخطّي هذه الأزمة، وأضافت أنّ مكاتب "أونروا" وموظفيهم بخدمة الشعب وكل الرسائل التي قدمت من قبل والاجتماعات التي عقدت بين ممثلين عن الشعب الفلسطيني وموظفي "أونروا" وصلت إلى الإدارة العليا، وبناء عليه جاءت المساعدات، وقد بدأت اليوم بتوزيعها للقضايا وفي السابع من الشهر الجاري ستوزّع مساعدات إلى varication وبعد ذلك ستقدّم المساعدات النقديّة التي ستكون على مراحل بداية من صفر لـ١٨ عاماً إضافة إلى الحالات المستعصية المرضية والحالات الخاصّة، فيما أوضحت أنّ المرحلة الثالثة ستكون للأشخاص فوق الـ٦٠ عاماً.

وفي ختام حديثها، قالت حمّود إنّ "أونروا" تقدّم سنوياً خطة طوارئ لكل اللاجئين وبناء عليه جاء مشروع مدد ومشروع kfw الذي يعمل به الشباب، ولفتت إلى أن خطّة الطوارئ تتضمن الحماية والتعليم والصحة.

6-7.jpg
6-5.jpg
6-6.jpg
6-4.jpg
6-3.jpg
6-2.jpg
خاص/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد