أحرق الأسرى 7 غرف في سجن "النقب" الصحراوي، عصر اليوم الأربعاء 8 سبتمبر/ أيلول، وذلك رداً على قيام إدارة السجن بمحاصرة القسم لانتزاع أسرى حركة الجهاد الإسلامي وعقابهم من خلال التوزيع باقي الأقسام.
وأعلنت إدارة السجون حالة الاستنفار وحاصرت القسم بالمئات من الجنود ووحدات القمع، تمهيداً لاقتحامه، ما دفع الأسرى لإعلان النفير العام فوراً واضرام النار في الغرف التي ما زالت مشتعلة حتى اللحظة.
ووجّه الأسرى نداءً للقوى والفصائل والجماهير الفلسطينيّة للتحرّك الفوري ومساندتهم لمنع الاحتلال من تنفيذ عقوباته وارتكاب مجزرة جديدة بحقهم.
بدوره، قال مركز حنظلة للأسرى والمحررين إنّ هناك حالة من التوتر الكبير في سجني "مجدو والنقب"، بعد اقدام الأسرى على إحراق عدد من الغرف، تنديداً بحملات القمع التي يتعرضون لها من قبل ادارة السجون.
ونقل المركز رسالة عاجلة من داخل السجون، إذ أكَّد الأسرى: "نموت ولا نهادن على كرامتنا"، حيث أبلغوا الإدارة أنّ "أي قسم يتم اقتحامه من أجل نقل أسرى الجهاد ستشتعل فيه النيران وسنواجه هذه الحملة بدمنا ولحمنا".
من جهتها، أصدرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين بياناً عاجلاً طالبت فيه المجتمع الدولي ومؤسساته وفي مقدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التحرّك الآن وفوراً لوضع حدٍ للنازية "الإسرائيليّة" التي تمارسها إدارة سجون الاحتلال ووحدات القمع في هذه اللحظات في سجن النقب الصحراوي.
وأوضحت الهيئة أن قسم 6 في السجن يتعرّض لهجمةٍ بشعة، حيث تم اقتحامه من قبل وحدات خاصة مدججة بكل أنواع الأسلحة والكلاب البوليسية، ومدعمة بعدد كبير من جنود الاحتلال الذين استدعوا بشكلٍ عاجل من قاعدة عسكرية قريبة ورافقهم سيارات إسعاف، حيث يقومون بتقبيل أيدي وأرجل المعتقلين، ويلقون بهم خارج القسم ويباشرون بالاعتداء عليهم، ورد الأسرى على ذلك بإحراق 7 غرف وإشعال النيران فيها.
وحذَّرت الهيئة من هذا الصمت الدولي المعيب، مُؤكدةً أنّ استمرار التصعيد بهذا الشكل يعني حرب حقيقية داخل السجون والمعتقلات، والمساس بحياة أسرانا لن يقابل إلا بمواجهة حقيقية ترتقي إلى مستوى الأحداث داخل السجون وخارجها، ولن نقبل بتحويل أسرانا إلى فريسة لتغطية حكومة الاحتلال وأجهزتها العسكرية على انكسارها أمام بطولة وعزيمة 6 أسرى، كسروا المنظومة الأمنية لأكثر سجن تغنت بتحصيناته إدارة السجون.
وأشارت الهيئة إلى أنّ الاقتحامات والعقوبات طالت الأسرى في معظم السجون والمعتقلات، والأمور تتجه نحو المزيد من العمل العنصري الانتقامي وبتوجيهات ودعم سياسي وعسكري "إسرائيلي"، لذلك على فصائل العمل الوطني والإسلامي وكافة المؤسسات العاملة في مجال الأسرى وعموم الشعب التحرك الفوري لنصرة أسرانا ومعتقلينا وعدم إعطاء "إسرائيل" للتفرّد بهم.
يُشار إلى أن إدارة السجون وبعد أن حرّر (6) أسرى أنفسهم من سجن "جلبوع"، أقدمت على فرض جملة من الإجراءات، تمثلت بعمليات قمع ونقل وتفتيش خاصّة في سجن "جلبوع"، وإغلاق كافة أقسام الأسرى في السجون، وتقليص مدة الفورة، وإغلاق المرافق كالمغسلة، وحرمانهم من "الكانتينا"، وهددت بفرض المزيد من الإجراءات الانتقامية.