كشف محامو هيئة شؤون الأسرى والمحررين، فجر اليوم الأربعاء 15 سبتمبر/ أيلول، عن تعرّض الأسيرين محمد، ومحمود العارضة، لتعذيبٍ شديد بعد اعتقالهما من قبل الاحتلال عقب نجاحهما في انتزاع حريتهما من سجن "جلبوع" برفقة 4 أسرى آخرين.
وأوضح المحامي خالد محاجنة أنّ الأسير محمد العارضة تعرّض لتعذيبٍ قاسٍ، مُؤكداً أنّه سمع تفاصيل أبكته خلال زيارته للأسير محمد، حيث نقل محاجنة عن الأسير محمد العارضة، أنه اعتقل بالصدفة في اللحظة الأخيرة إلى جانب زكريا الزبيدي، بعد أن مد أحد الجنود يده إلى الشاحنة التي كان متواجداً فيها، أثناء فحص روتيني، وأنه حاول الهرب لكنه لم يتمكن بسبب الأعداد الكبيرة لجنود الاحتلال.
ولفت إلى أنّ الأسير العارضة يمر برحلة تعذيب قاسية جداً، وأنه تم الاعتداء عليه بالضرب المبرح، ورطم رأسه بالأرض، ولم يتلقى العلاج حتى اللحظة، ويعاني أيضاً من جروح في كافة أنحاء جسده، بسبب مطاردة الاحتلال له وللأسرى الآخرين، وبيّن أنّ محمد منذ يوم السبت حتى اليوم مر بتحقيق قاسٍ ولم ينم منذ إعادة اعتقاله سوى 10 ساعات فقط، ويوم أمس فقط تمكن محمد من تناول الطعام، حسبما نقل المحامي.
وتابع المحامي: أحد المحققين قال لمحمد العارضة "أنت لا تستحق الحياة وتستحق أن أطلق النار على رأسك"، ليرد محمد: أنا تجولت في فلسطين وكنت أتمنى لقاء أمي.
كما أشار المحامي إلى أنه في بداية اعتقاله، تم نقله إلى مركز تحقيق الناصرة، وهناك حقق معه بشكلٍ فظيع، حوالي 20 محققاً من مخابرات الاحتلال في غرفة صغيرة جداً، وقاموا بتجريده من كافة ملابسه، بما فيها الملابس الداخلية وأبقوه عارياً لساعات طويلة، وأعطوه (شال) ليغطي أعضاءه الداخلية، ونقلوه بعدها إلى مخابرات الجلمة.
وأوضح المحامي محاجنة، أنّ محمد العارضة وزكريا الزبيدي خلال أيّام حريتهما لم يشربا نقطة ماء واحدة ما تسبب بإنهاكهما، وعدم قدرتهما على مواصلة السير. محمد أتى للزيارة وهو يشعر بالبرد.. خلال يومين نام ساعة واحدة.. وخلال خمسة أيام لم ينم عشر ساعات، كما أنه لا يعرف مواعيد الصلاة ولا الوقت ولا التاريخ ولا الأيام بعد أن انتزعت منه ساعة يده.. يتنقل ما بين الزنزانة وغرفة التحقيق، ولا يرى الشمس ولا الهواء، ولا يعرف الساعة.
وبيّن أنّ المحققين "الإسرائيليين" يرفضون طلبات الأسير العارضة اليومية بنقله إلى عيادة للعلاج، حيث ظهرت على جبينه آثار الجروح نتيجة الضرب الشديد عند اعتقاله، مُؤكداً أنّ الأسير محمد العارضة يرفض كافة التهم الموجهة إليه ويلتزم الصمت رغم كل محاولات الضغط والتعذيب لتوريط أفراد عائلته ورد على تهم محققي الاحتلال بقوله "أنا تجولت في فلسطين المحتلة عام 48، وكنت أبحث عن حريتي ولقاء أمي".
وحول حريته بعد الخروج من السجن، أكَّد محمد للمحامي أنّ أيّام حريته القليلة بعد الخروج من النفق أغنته عن 22 عاماً في المعتقل، وأن العودة للمعتقل لا تهمه بشيء، فيم لفت المحامي إلى أنّ محمد سعيد لأنه أكل من ثمار شجر فلسطين، حيث لم يذق ثمار الصبر منذ 22 عاماً، وسعيد أنه تناولها من سهل مرج ابن عامر.
أمّا المحامي رسلان محاجنة فقد زار فجر اليوم الأسير محمود للعارضة، حيث أكّد الأسير محمود للمحامي أنّهم حاولوا قدر الإمكان عدم الدخول للقرى العربية حتى لا يعرضونهم للمساءلة، وبيّن أنّه كان يرتدي جوارب ابنة شقيقته طيلة الأيام التي عاشها خارج السجن، وهو والأسرى الخمسة الآخرين تجمعوا في مسجد بعد تحررهم ثم تفرقوا.
وبيّن الأسير محمود العارضة في شهادته التي نقلها المحامي، أنّ سيارة شرطة تابعة للاحتلال مرت بالصدفة كانت السبب في إعادة اعتقاله مع الأسير يعقوب قادري، مُبيناً أنّ التحقيق معه يستمر يومياً بين 7 و8 ساعات، ويتعرّض لتعذيب متواصل من قبل المحققين، لكن صحته لا زالت جيدة.
وبيّن الأسير محمود أنّه كان بحوزته جهاز "راديو صغير" لمعرفة ومتابعة ما يحصل في الخارج، وأنه لاحظ أن معنويات الشعب الفلسطيني مرتفعة، فيما أكَّد للمحامي أنّه هو المسؤول عن حفر النفق، وأن عملية الحفر بدأت في شهر ديسمبر/ كانون أول من العام الماضي وحتى الشهر الحالي، مُطمئناً والدته بالقول: أطمئنك عن صحتي، ومعنوياتي عالية، وأوجه التحيّة لأختي في غزة.
وفي إفادته أيضاً، أشار محمود إلى أنّه سمع والأسرى الآخرين هتافات المتظاهرين في الناصرة الأمر الذي رفع من معنوياتهم، مُشدداً على أنّ ردة الفعل الشعبيّة بالنسبة له تمثل انجازاً كبيراً وأنه يعتبر نفسه حقق نجاحاً كان سبباً فيه بأن رفع معنويات الشعب الفلسطيني.