"كل ما نطلبه هو حل دائم لهذه الأوضاع الأمنية، لا نريد أن نعيد بناء بيوتنا وغداً يهدمونها علينا" هذا مطلب اللاجئة الفلسطينية نهى حيدر، بعد أن أعقبت اشتباكات شهدتها منطقة تعمير مخيم عين الحلوة، أدت إلى جرح سبعة أشخاص وخلفت أضراراً وحرائق في المنازل.
حركة نزوح كبيرة للأهالي سجلت في المكان جراء الاشتباكات التي اندلعت في المكان، دون رحمة ولا خوف من المتقاتلين على أرواح سكان المنطقة. الأمر الذي دفع بالأهالي لرفع الصوت طلباً للأمن والأمان بعد تكرار الخضات بين الحين والآخر.
الموت في أي لحظة
بغصة ودمعة سالت من عينها، تستذكر نهى حيدر كيف نجت هي وأولادها وأحفادها بأعجوبة من القذائف التي كانت تتساقط عليهم في كل مكان.
في حديث لـ بوابة اللاجئين الفلسطينيين، تقول حيدر: إن "الأمان لم يعد موجود أبداً، ولا نحلم به حتى في بيوتنا. يجب أن يسرعوا في إيجاد الحل، ولا نظن أننا سنكون في أمان حتى لو رمموا لنا المنازل".
وتضيف: "نحن غير مطمئنين بأي وقت ممكن أن يدمروا المنازل فوق رؤوسنا من جديد، وممكن أن نموت في أي لحظة. هذه المرّة سلمنا ولم يتدمر إلا الحجر، لكن المرة القادمة ممكن أن تكون الأرواح هي الثمن".
تختم حيدر حديثها بالقول: " حسبي الله ونعم الوكيل، فقد انتهى الكلام لدينا ولا نريد غير حل".
منطقة منكوبة
"لا أحد قادر على إصلاح الخسائر في الممتلكات، بالأساس هذه المنطقة منكوبة كون المعنيين لا يحسبون سكانها من البشر، بل يعتبروننا دروعاً بشرية ليحتمي بنا غيرنا"، بهذه الكلمات اشتكت اللاجئة الفلسطينية إيمان عبد الغفور، من تكرار الاشتباكات في تعمير عين الحلوة، خاصة أنها ليست المرة الأولى التي يتضرر منزلها بفعل الاقتتال العبثي.
تقول عبد الغفور لـ بوابة اللاجئين الفلسطينيين: "أحلف أن ليس لدي المال لتصليح المنزل، ولا أريد ذلك حتى، لماذا أقوم بالتصليحات ومنذ ٣ سنوات احترق بيتي بالكامل، قمت بإصلاحه والآن تدمر من جديد".
وتتابع: "كل فترة نفس الشيء، لا نعلم من أين يمكن أن تأتي الضربة. نحنا بالنهاية بشر ولدينا أطفال ومسؤوليات وحياة نريد أن نعيشها".
وتطالب "كل شخص أطلق رصاصة أو قذيفة أن يضعوا أنفسهم مكاننا، أغسل على يدي بعدما تضررت الغسالة رغم أنها جديدة، وننام في المنزل ومعظمه متضرر"، معتبرة أنه إن "لم نمت من القذائف سنموت حين تقع المنازل على رؤوسنا".
تختصر اللاجئة الفلسطينية سعاد العريني حديثها بالقول "راح كل شيء، كنا في منزلين نحن والجيران، أصبحنا منزلاً واحداً".
تشير خلال حديثها لـ بوابة اللاجئين الفلسطينيين إلى مكان وجود المطبخ الذي تدمّر، وإلى الشرفة التي تهاوت إلى الأسفل بالكامل.
وتصف حالة الرعب التي عاشتها مع ابنتها، حيث نزلتا إلى الملجأ والقذائف والرصاص يتساقط فوق رأسيهما كزخ المطر، دون حساب لأرواح البشر، متسائلة: "أين الرحمة؟ دمرتم وخربتم وماذا الآن؟
تقول العريني: "كنت صغيرة أيام الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان، لكن من المؤكد أن ما رؤوه أهلنا رأيناه نحن الآن، كأنها لعنة بأن يعيد التاريخ نفسه ونحن نسلمه لأولادنا".
وتطالب "كل شخص سبب هذا الدمار بأن يأتي ويرى بعينيه، ولا نقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل".
عدم قدرة على الترميم
بدورها، تستذكر اللاجئة الفلسطينية نور حبوس كيف سمعت خبر وجود خسائر منزلها من الجيران، وحين وصلت إليه وجدته محترقاً بالكامل.
وتقول: "رأيت القذيفة تدخل من النافذة الى غرفتي وإلى غرفة الأولاد، ونزلت عند الجارة في الطابق الأسفل، ومن ألطاف الله أنها كانت غير موجودة على سريرها، لأنه بالتأكيد كانت قتلت".
وتضيف: "لا نقدر أن نعوض شيء، اضررنا لاستلاف المال، ودفعنا مليوني ونصف ليرة لبنانية كي نعمر الحائط ونركب نافذة لكي لا ننام عند الجيران".
من ناحيته، يحمل اللاجئ الفلسطيني عادل شحادة "المسؤولية للأمن الوطني الفلسطيني في لبنان، وعلى رأسه اللواء صبحي أبو عرب، والعقيد أبو أشرف العرموشي، حيث شاركت في الاشتباكات قوات الأمن الوطني"
ويضيف شحادة: نحن مدنيون عزل لسنا في طرف أحد ولكن دمرت بيوتنا
من جهته، يقول اللاجئ الفلسطيني مصطفى الأعرج بغصة وحرقة قلب أن "الأضرار التي لحقت بفرنه لا تقدر بثمن. الأضرار المادية لا تعني لنا بشيء، أما الاضرار المعنوية لا تقدر بثمن".
ويضيف: "هذه الأزمة دائماً ما تتكرر في مخيم عين الحلوة، خاصة هنا في منطقة الطوارئ تتكرر هذه الأحداث دائماً وتعرضنا للكثير من المآسي".
ويتابع: "لقد تعودنا لكن أصبح لدينا ردات فعل جسدية ومعنوية، ومن هنا ندعو القيميين على أمن المخيم والقيميين على شؤون الناس واللحمة الفلسطينية أن يرأفوا بالشعب التعبان، ويكفي ذل وقهر ومآسي".