اعتصم العشرات من اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا إلى لبنان، صباح اليوم الاثنين 27 أيلول/ سبتمبر، أمام مقر رئاسة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطنيين "أونروا" في العاصمة بيروت، لمطالبة الوكالة بالتصدي لواجباتها الإغاثيّة وتنفيذ وعودها بما يخص شمول اللاجئين المهجّرين بكافة أشكال المعونات.

وجاء الاعتصام بدعوة وتنظيم من قبل " رابطة الفلسطينيين المهجّرين من سوريا إلى لبنان" حيث قدم العشرات ملبين دعوة الاعتصام من مناطق بيروت وصيدا وسواها، رغم الظروف المعيشيّة وارتفاع تكاليف المواصلات، لأيصال مطالبهم العاجلة لإدارة الوكالة، واحتجاجاً على التقصير والتهميش المتبّع من قبل الوكالة تجاههم، حسبما قال اللاجئ " أبو محمد" وهو أحد المشاركين في اعتصام اليوم، الذي أشار لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إلى أنّ الظروف المعيشيّة حالت دون مشاركة أعداد أكبر.

وأوضح "أبو محمد"، أنّ هناك "حالة كبيرة من الغضب في نفوس اللاجئين المهجّرين تجاه الوكالة، لعدم الايفاء بالتزاماتها، جرّاء استثناء فلسطينيي سوريا في لبنان من معونات الأطفال، وعدم وضعها الظروف المعيشيّة والانهيار الاقتصادي بعين الاعتبار في توزيع المعونات."

ووصف سلوكيات وكالة "أونروا" بالاستهتار في مصير الاف المهجّرين، الذين يعانون من اثار ارتفاع أسعار كل متطلبات المعيشة، من أكل وشرب ومواصلات وايجارات منازل، فضلاً عن تكاليف المدارس  والطبابة وسواها، وهو ما يتطلّب رفع الصوت عالياً، وهو أقصى ما يستطيع المهجّرون فعله، وفق قوله.

9-1.jpg

من جهته، قال رئيس "رابطة الفلسطينيين المهجّرين من سوريا إلى لبنان" طالب حسن لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إنّ الاعتصام جاء بشكل أساسي، نتيجة نكث وكالة "أونروا" بوعودها بشمل اللاجئين المهجّرين بمعونات الأطفال وقدرها 40 دولار، إضافة إلى تأخّر صرفها للمعونات الدوريّة.

وأوضح حسن، أنّ الوكالة كانت قد وعدت اللاجئين المهجّرين بشملهم بمعونات الأطفال التي ستدفع لمّرة واحدة، والتي أعلنت عنها في بيان يوم 17 آب/ أغسطس الفائت، على ان تُضاف إلى المساعد الدوريّة التي توزّع كل شهرين.

وأضاف حسن، أنّ اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا، تفاجأوا من استثناء أطفالهم من المعونة، إضافة إلى تأخير صرف المساعدات الدوريّة، التي اقرتها الوكالة كلّ شهرين، وكانت قد أعلنت توزيعها يوم 28 الشهر، بعد أن وعدت بأن لا تؤخرّها لما بعد الثلث الأوّل من الشهر.

وعليه، شدد المعتصمون في مذكّرة جرى تسليمها للوكالة خلال الاعتصام، على ضرورة انتظام توزيع المعونة الدوريّة، وأن تكون خلال الثلث الأوّل من الشهر، او في موعد ثابت لا يتغّيّر، كي يتسنّى للمهجّرين إدارة أمورهم المعيشيّة.

9-2.jpg

وأكّد المعتصمون، على ضرورة شمل اللاجئين المهجّرين بأي معونات استثنائيّة طارئة، معبّرين عن رفض تهميشهم، وشملهم بمعونة الأطفال بأقرب فرصة ممكنة.

المعونة الشتويّة لهذا الموسم، تشكّل أهميّة اكبر بالنسبة للاجئين المهجّرين نظراً لارتفاع اسعار مستلزمات التدفئة

وطالب المعتصمون، بعدم تأخير معونة الشتاء للعام الجاري، وفي هذا الصدد، أشار طالب حسن لموقعنا إلى أنّ المعونة الشتويّة لهذا الموسم، تشكّل أهميّة اكبر بالنسبة للاجئين المهجّرين، عن المواسم السابقة، نظراً لارتفاع تكاليف التدفئة ومستلزمات الشتاء وبالتالي لا يحتمل المهجّرون تأخيرها كما في السابق.

وشدد المعتصمون، على ضرورة زيادة معونة الشتاء، وعدم تأخير صرفها، وطالبوا أن لا تتجاوز فترة الصرف، شهر كانون الثاني/ ديسمبر المقبل.

وتضمّنت المذكّرة، ضرورة العمل على حل المشاكل العالقة منذ ستّة أشهر، وتتعلّق بالمساعدات العالقة منذ شهر آذار/ مارس المنصرم، حيث لم يتمكّن العديد من المهجّرين صرف معوناتهم بسبب أخطاء في الصراف الآلي وماشابه.

ولفت حسن في حديثه لموقعنا، إلى ضرورة أخذ المتغيّرات في الأوضاع المعيشيّة على ضوء ارتفاع الأسعار بعين الاعتبار، وزيادة المعونة لتوازي متطلّبات السوق، وخصوصاً خلال فصل الشتاء، وموسم المدارس.

وأشار، إلى أنّ تكاليف المواصلات بالنسبة لطلاب المدارس، باتت تشكّل بالنسبة للأهالي ارهاقاً معيشيّاً كبيراً، حيث باتت تبلغ بين 700 إلى مليون ليرة شهريّاً، بالنسبة للطلاب الذين يقطنون في أماكن  بعيدة عن مدارسهم، وكذلك الحال بالنسبة لارتفاع اسعار الغذاء والدواء وايجارات المنازل، حيث بدأ أصحابها يطلبون مبالغ خيالية.

وفي مطلب شفهي، تقدّمت به الرابطة، قال حسن إنّ الاعتصام اقترح على الوكالة أن تتواصل مع المفوضيّة الأممية السامية لشؤون اللاجئين "UNHCR" في حال كانت عاجزة عن توفير المساعدة لفلسطينيي سوريا، وذلك بناء على ردّ تلقته الرابطة من الوكالة منذ العام 2014، بالاستعداد للتعاون مع الوكالة ودعمها لحل مشاكل فلسطينيي سوريا في لبنان.

كما تضمّت المطالب، بضرورة أن تجد الوكالة حلّاً جذريّاً لفلسطينيي سوريا المهجّرين في لبنان، في حال استمرار عجزها عن توفير المساعدات لهم، وتأمين الحدّ الأدنى من العيش الكريم، وذلك من خلال ايجاد مكان لجوء آمن إلى حين عودتهم إلى فلسطين.

تجدر الإشارة، إلى أنّ هذا التحرّك هو الثاني من نوعه خلال اسبوع، حيث نفّذت الخميس الفائت 24 أيلول/ سبتمبر الجاري، سلسلة من التحركات أمام مكاتب مدراء المخيّمات في عدد من المناطق، احتجاجاً على استثناء فلسطينيي سوريا في لبنان من المعونات الطارئة، وتأخّر صرف المعونات الدوريّة.

وتعتمد 85% من أسر فلسطينيي سوريا المهجّرين إلى لبنان وعددهم 27 الف لاجئ، على المساعدات النقديّة كرافد مالي أساسي لدفع أجرة المنازل وتأمين القوت اليومي، وذلك وفق الأرقام الصادرة عن "أونروا" في تقرير النداء الطارئ.

نص المذكرة:

9-3.jpg

 

متابعات/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد