في مدة يتراوح وقتها بين شهر وربما أكثر يصطفّ عشرات اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان والمهجّرين من سوريا أمام مكتب (ليبان بوست لاستلام) مستحقّاتهم المالية المقدّمة من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

 وبعد مرور خمسة أيّام على بدء التوزيعات، لم تصل بعد رسائل لثمانين بالمئة من اللاجئين الفلسطينيين لاستلام مستحقاتهم، وهو ما يطرح علامة استفهام حول السبب الحقيقيّ وراء تأخّر صرف المستحقات من قبل شركة "لين بوست" المتعاقدة مع وكالة "اونروا" على تسليمها؟.

هذا الأمر مذلّ للعائلات التي تنتظر بفارغ الصبر وصول مستحقاتها

اللاجئ الفلسطيني من سوريا إلى لبنان ابراهيم المدني يقول لبوّابة اللاجئين الفلسطينيين:  إنّه في الأيام الماضية كانت العائلات تتكدّس فوق بعضها بانتظار دورها هنا، الغريب اليوم الأعداد قليلة والرسائل أيضًا قليلة فأنا من ضمن الناس الذين لم يستلموا مستحقّاتهم بعد وقد سألت الموظّفة فطلبت مني انتظار الرسالة ولا علم لها بسبب التأخر".

ويضيف المدني أنّ هذا الأمر مذلّ للعائلات التي تنتظر بفارغ الصبر وصول مستحقاتها، فالغالبية مديونون والبعض يؤجّل علاجه والآخر مهدد في سكنه إذا لم يدفع الإيجار، في ظل غلاء فاحش فكلّ شيء يزداد سعره فيما القيمة المالية المقدّمة ثابتة على حالها وهي حقيقةً لا تكفي سداد الديون خصوصًا أننا نتحدّث عن استلامها كلّ ثلاثة أشهر.

 ويشرح المدني" تقدّم لنا الوكالة ٢٥$ لكلّ فردٍ مقابل الغذاء، الجميع يعرف أن هذا المبلغ لا يكفي لأيّام، والأعمال متوقفة نتيجة التدهور الاقتصادي في لبنان، معظم العائلات تعتمد على هذه المعونة التي تقدّم لنا "بالقطارة" نحن لانتسوّل بل نطلب حقّنا فالاونروا وُجدت لأجلنا لأجل خدمتنا وإغاثتنا وقت الشّدة، لا لإذلالنا أمام المكاتب!".

ويوضح المدني: أنه كان من المقرر تسليم المستحقات الماليّة لفلسطينيي سوريا في  15 من شهر أيلول/ سبتمبر الفائت بعد اعتماد آليه جديدة لتسليم المستحقات الماليّة كل شهرين بدلاً عن كل شهر، كما السابق نظراً لسياسة البنوك، وتعاقدت مع مكاتب "ليبان بوست"، لكنّ الأونروا بدأت تسليم المستحقات الماليّة بعد التأخير لأكثر من ثلاثة اسابيع عن موعدها المحدد عبر مكاتب الشركة المعتمدة، وهذه الآلية حُصرت في فرعين عل ىمستوى العاصمة اللبنانية بيروت التجمع الأكبر للفلسطينيين السوريين، على عكس ما آلت عليه العملية بالدورة السابقة بوجود العديد من المكاتب المتاحة على امتداد المنطقة اللبنانية.

وأشار المدني إلى أنّ هذا الانحسار على وجود فرعين فقط أدى إلى معاناة كبيرة بين صفوف المهجرين.

لوحظ عدم احترام كبار السن والعجزة وذوي الاحتياجات الخاصة من قبل مكاتب "ليبان بوست"

وفي تفاصيل ما يحدث داخل مكتب "ليبان بوست" بيّن المدني، أنه تمّ الاعتماد على موظفة واحدة فقط داخل كل فرع لتسليم المستحقات، ما أدى إلى تبطيئ عملية التسليم، ما أثار غضب العائلات التي تعتمد أوّلاً وأخيرًا على هذه المستحقات نظراً للوضع السياسي والاقتصادي المزري في البلاد.

ومن ناحية التعامل مع اللاجئين، أشار المدني لموقعنا: "لوحظ عدم احترام كبار السن والعجزة وذوي الاحتياجات الخاصة و النساء من قبل موظفي مكاتب شركة "ليبان بوست"، و عدم المراعاة لهم و لحقوقهم الإنسانية، بالرغم من المطالبات العديدة لوقف هذه الممارسات، إلا أن اداراة الأونروا بقيت (دان من طين و دان من عجين) و السيدة مديرة منطقة بيروت نهى حمود علقت: أن لا علاقة لإدارة الأونروا بالشؤون الداخلية لمكاتب ليبانون بوست".

8-1.jpg

 

 

يبيعون أرقام الانتظار بالطابور!

لاجئة فلسطينية من سوريا اشتكت عبر موقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين مما وصفته بـ "الانتهازية"من قبل موظفي شركة "ليبان بوست" وشرحت قصتها بأنها أخذت رقماً من حارس فرع الشركة بمنطقة "المشرفية" للانتظار على الطابور وكان رقمها (26) وحين أخبرته بانها تعمل ولا تستطيع التأخر على عملها طلب منها شراء رقم أقرب بمبلغ (عشرين ألف ليرة لبنانية) من بائع قهوة مجاور!.

الأمر لا يتوقّف عند هذا الحدّ، فوفق سياسة "ليبان بوست" يجب على صاحب المستحقّات المالية استلامها بيده حتى لو كان وضعه الصحي لا يسمح بذلك، وعدم حضوره يعني حرمانه منها، لهذا اضطرت اللاجئة الفلسطينية الضريرة إلهام حميد الحضور إلى المكتب بنفسها متكئة على أختها المريضة أيضاً، وأشارت حميد إلى أنّها أرسلت زوجة ابنها لاستلام المعونة لكنّهم رفضوا، فاضطرت أن تأتي في اليوم التالي مع أختها التي تعاني من مرض في الأعصاب وظهرها منحني جدًا من شدّة الأوجاع لاستلامها بيدها.

 هذه المشقّة هي فقط مقابل ٩٠$ عن ثلاثة أشهر، مبلغٌ زهيدٌ جدًا لا يكفي لفعل أيّ شيء في ظل الارتفاع الباهظ لمتطلبات الحياة كافّة في لبنان، وقالت أخت إلهام اللاجئة منى حميد: إنّ المستحقات المالية التي يحصلون عليها لا تكفي ثمن الدواء،  وتعتمد هي وأختها وابنها المتزوج العاطل على المساعدات الإنسانية.

هذه الحال تتشاركه اللاجئة عائدة مصطفى، التي حضرت بصحبة والدتها المقعدة،  تقول مصطفى لموقعنا: إنه مع ارتفاع أسعار كل شيء أصبحت المعونة لا تساوي شيئا ومنحنا إياها كل ثلاثة أشهر يراكم علينا الديون، لو تعود آلية الدفع كما كانت سابقًا شهرياً أفضل بكثير، فالوضع المعيشي صعب للغاية.

اللاجئ الفلسطيني رمضان دمرية، من أصعب الحالات التي تستلم مستحقّات مالية، دمرية لديه خمسة أولادٍ من ذوي الاحتياجات الخاصة، متطلباتهم كثيرة جداً فإضافة إلى الدواء والحفّاضات، الطعام في هذه الأثناء أصبح مكلفًا جدًا وتأتي أيّام كثيرة لا يملك ثمن إطعامهم، وعن المبلغ الذي حصل عليه قال رمضان: إنه يذهب مباشرة الى الذين استلف منهم مالاً في الأشهر الماضية، أمرٌ يتكرر في كل مرة والوضع يزداد صعوبة مع اشتداد الأزمة الاقتصادية في لبنان.

يطالب دمرية وكالة "أونروا" بتحمّل مسؤولياتها بشكل جدّي على الأرض.

 

خاص/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد