سانتياغو - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
على بعد ثلاثة عشر ألف كيلو متر من فلسطين، اجتمع في العاصمة التشيلية "سانتياغو"، ممثلون عن أربع عشر جهة تشكل "مرجعية للجاليات الفلسطينية" في أمريكا اللاتينية (أمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى)، ليشاركوا في أعمال ملتقىً تحضيري، يهيئ الأرضية اللازمة لعقد "مؤتمر فلسطيني أمريكا اللاتينية"؛ تلبيةً للدعوة التي وجهتها الفيدرالية الفلسطينية في تشيلي من خلال موقعها الرسمي باللغة الإسبانية على شبكة الإنترنت.
وعلى مدى ثلاثة أيام (في الفترة بين 6-8 كانون الثاني/ يناير الجاري)، كانت قاعات النادي الفلسطيني في تشيلي، (والذي يعتبر أكبر مؤسسة أهلية فلسطينية في القارة الأمريكية الجنوبية)، مسرحاً لعدد من النشاطات السياسية وورش العمل واللقاءات التشاورية، التي تخللتها عدة نشاطات فنية وثقافية، كعروض الدبكة الفلسطينية، والمعارض الفنية حول النكبة والقدس وجدار الفصل العنصري وحق العودة.
لعل أهمية هذا اللقاء، تأتي من كونه الأول بعد غياب أي نشاط وطني جامع على مستوى أمريكا اللاتينية لثلاثة عقود مضت. فمنذ توقيع اتفاق أوسلو في العام 1993، تراجع العمل الوطني الفلسطيني في هذه المنطقة بشكل عام، وذَبُل نشاط المؤسسات، لتقتصر على بعض المهرجانات الرمزية في بلدٍ هنا أو هناك من بلدان أمريكا اللاتينية؛ التي تعتبر ساحةً مهمة لدعم الحقوق الفلسطينية،.
ربما كان نجاح تجربة "فلسطينيي أوربا" هو ما دفع الفيدرالية الفلسطينية في تشيلي (التي تضم ثاني أكبر تجمع فلسطيني خارج فلسطين في العالم) إلى توجيه الدعوة لعقد مؤتمر يجمع فلسطينيي أمريكا اللاتينية البالغ عددهم حوالي سبعمائة ألف نسمة؛ توجد أكبر تجمعاتهم في هندوراس والسلفادور والبرازيل وبوليفيا والأرجنتين والبيرو وبنما فضلاً عن تشيلي.
حاول المجتمعون في هذا اللقاء إعادة الصلة بين مؤسسات الجاليات الفلسطينية، التي لم تلتق على هذا المستوى منذ عقود. وبالتالي، فقد كان لقاءً تعارفياً في الجزء الأكبر من النشاطات، وركز على بناء جسور الثقة أكثر من أي شيء آخر. وحاول التركيز على الهموم المشتركة للجاليات، مبتعداً عن مناقشة أي "نقاط خلافية" أو التطرق إلى أي "قضايا سياسية مختلف عليها فلسطينياً" كملفي الانقسام والتسوية والقضايا المتعلقة بهما.
لكن اللافت أن اللقاء لم يتطرق بتاتاً إلى قضية خمسة ملايين لاجئ فلسطيني يشكلون حوالي 40% من عدد الشعب الفلسطيني حول العالم.، وخاصةً بعد وصول ما يقارب الـ 1500 لاجئ فلسطيني إلى أمريكا اللاتينية في الأعوام العشرة الأخيرة هاربين من الحروب في العراق وسوريا، وباتوا اليوم جزءاً من هذه الجالية.
"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" توجهت بالسؤال إلى بعض المشاركين في أعمال اللقاء التحضيري، مستفسرة عن سبب تغييب هذه القضية عن اللقاء، فكانت الإجابة أن "الأولوية أعطيت لقضايا توحيد الجالية في المقام الأول"، واعدين بالعمل على قضية اللاجئين وغيرها من "القضايا الوطنية" أثناء انعقاد المؤتمر في شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل"
اللقاء انتهى بإعلان ختامي عن الوفود المشاركة (باللغة الإسبانية)، اتفقت فيه على "الحاجة إلى إعادة تنشيط العمل المنسق بين الجاليات الفلسطينية في مختلف بلدان القارة"، على أمل اللقاء في "سانتياغو" مجدداً في شهر تشرين الثاني/نوفمبر.
أما "الكونفدرالية الفلسطينية في أمريكا اللاتينية والكاريبي كوبلاك COPLAC"، والتي هي عبارة عن اتحاد يجمع الفيدراليات الفلسطينية في أمريكا اللاتينية، فقد وزعت بيانا (باللغة البرتغالية)، اعتبرت فيه أن أعمال اللقاء الذي جرى في سانتياغو، هي "أعمال تحضيرية للمؤتمر الرابع للكوبلاك"، والذي دعت إلى عقده في شهر تموز/يوليو المقبل في أحد الأماكن التالية (ليما – عاصمة البيرو، برازيليا- عاصمة البرازيل، بوغاتا – عاصمة كولومبيا)!
المفارقة هنا، أن الكوبلاك يمثّل الفيدراليات نفسها التي اجتمعت في سانتياغو. فما الذي جرى؟ وهل نحن أمام إلغاء أحد المؤتمرين لصالح الآخر؟ أم أن المؤتمرين سيعقدان في التاريخين الذين تم تحديدهما؟ وما الفائدة التي ستحصل عليها الجالية في هذه الحال؟ فغاية المؤتمر هي "إعادة تجميع الجالية الفلسطينية"، لكن هل وصل الانقسام الفلسطيني إلى أمريكا اللاتينية؟ أسئلة ربما هي بحاجة لبعض الوقت حتى تلاقي أجوبةً حول البيا الأقرب للتنفيذ.. الإسباني أو البرتغالي
شاهد/ من نشاطات النادي الفلسطيني في تشيلي ►