تحت شعار "تصورتي" وعلى مدار 5 أيام، سيّر مركز صحّة المرأة في مُخيّم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزّة، قافلته الورديّة مخيمات قطاع غزة لتشجيع النساء على الفحص المبكّر لسرطان الثدي.

نسعى لتوعية النساء من أجل التغلب على فكرة الخجل والخوف من الفحص

تقول منسقة مشروع القافلة الورديّة إيمان حويحي لـ بوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ عُمر هذه القافلة تجاوز خمس سنوات من الخدمة والعطاء، وكانت تتركّز أنشطة هذه القافلة في اليوم العالمي للمرأة الموافق للثامن من آذار/ مارس كل عام ، وفي شهر تشرينالأول/ أكتوبر من كل عام الذي يطلق عليه "أكتوبر الوردي" وهو شهر التوعية بسرطان الثدي.

وتوضح حويجة: أنّه تم مؤخراً زيارة خمس محافظات من أجل توعية النساء وتشجيعهن على الفحص الدوري وتعليمهن على الفحص الذاتي والاكلينيكي و"Ultra sound" ، وفي حال اكتشاف سيدة مُصابة يتم تحويلها للعلاج في أحد المراكز المختصة، لافتةً إلى أنّ هناك حالة فكرة "العيب" منتشرة والخوف يسيطر على النساء ولكننا في هذا المشروع نشجّع النساء بطرقنا البسيطة والسلسلة ونثقّفهن حول مدى خطورة هذا المرض.

وتُشير حويحي إلى أنّ القافلة الورديّة تؤكّد أهمية صورة الماموجرام التي تبيّن الإصابة من عدمها وتحدّد مسار السيدة وتشعرها بالأمان، بل وتحدّد مسار عائلة بأكملها.

شجّعت كل شقيقاتي وجاراتي على إجراء الفحص المبكر

إيمان العربشي إحدى اللاجئات من بلدة يبنا المحتلة إلى مُخيّم خانيونس، وتبلغ من العمر (44 عاماً) وهي من المستفيدات من الفحص عن طريق القافلة الورديّة.

تقول: إنّها تشجّعت وشجّعت كل شقيقاتها وجاراتها من أجل إجراء الفحص، وذلك بالرغم من تردّد بعضهن، لكنّها جاءت دون أي تردّد وأجرت الفحص، مشيرة إلى أن الأمر غير مخجل بتاتاً كما تصوره الناس في قطاع غزة.

تغريد شكشك (39 عاماً) لاجئة أخرى في مُخيّم خانيونس، شدّدت على أنّها كانت تنتظر مثل هذه المبادرات والمشاريع، وعلى الفور ذهبت للفحص للاطمئنان على نفسها ومستقبل أسرتي دون أي تردّد، لأنّ هذا المرض مُخيف جداً والاكتشاف المبكّر له هو الأفضل في ظل أنّنا نسمع عن حالات تأخرت في الفحص وكانت مصابة وتوفيت بعد أن انتشر السرطان في كامل جسدها، ولكن هناك حالات بكّرت في عملية الفحص وتعافت بفضل الاكتشاف المبكّر للمرض في مراحله الأولى.

وفي شهر تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام، تنطلق دعوات من المؤسسات النسويّة والصحيّة وغيرها لكل سيدة خاصة اللواتي لدى عائلاتهن سجل في الإصابة بسرطان الثدي ألا يهملن أنفسهن، ويجرين الفحص ويتعلمن كيفية إجراء الفحص الذاتي الدوري للثدي وعدم التخوّف من التوجه لذوي الاختصاص في حال وجود أي علامة خطر.

وأظهرت أحدث الإحصائيات المنشورة مؤخراً أنّ نسبة وفيات السرطان تشكّل 14% من الوفيات في الضفة وقطاع غزّة بشكلٍ عام، فيما أشارت إلى أنّ سرطان الثدي هو أعلى نسبة سرطان مسجلة بين السيدات، إذ يشكّل 32% من مجمل السرطانات المشخصة لدى السيدات في العام الماضي، حسبما جاء في تقريرٍ لوزارة الصحّة في حكومة السلطة الفلسطينيّة نُشر مطلع أكتوبر الجاري.

نسب إصابة مرتفعة

وفي ذات التقرير، تبيّن أنّه تم تشخيص ما يقارب 520 حالة سرطان ثدي سنوياً أي ما يعادل 38.4 لكل 100 ألف امرأة، و87% من حالات سرطان الثدي يتم تشخيصها في الفئة العمرية أربعين عاماً فما فوق، و16% في عمر 45 إلى 49 عاماً أي في عمر أصغر نسبياً بالمقارنة مع المعدلات العالمية، لذلك تبرز أهمية محاربة هذا النوع من السرطان من خلال الفحص الدوري لدى السيّدات خاصّة في الأماكن المهمّشة والمُخيّمات الفلسطينيّة التي لا تحظى دائماً بالاستهداف الصحي والتثقيفي المناسب

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد