أكَّد رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينيّة أحمد أبو هولي، أنّ الاحتلال الصهيوني رصد موازنات مالية ضخمة لمحاربة الهوية الفلسطينية واسقاط الرواية الفلسطينية القائمة على الحق، وتبيث الرواية "الإسرائيلية" القائمة على تزييف التاريخ وسرقته، ورغم سنوات التشرد واللجوء إلّا أنّ الشعب الفلسطيني لا يزال يحتفظ بهويته الفلسطينية وتراثه العريق بل دفع بأحرار العالم من كل القرارات والدول التوشّح بالكوفية الفلسطينية للتعبير عن تضمنها مع القضية الفلسطينية.

وأوضح أبو هولي خلال قمةٍ عالمية لحماية التراث الفلسطيني عبر تقنية زووم، أنّ حماية الهوية الفلسطينية والحفاظ على الموروث الفلسطيني من السرقة والزوال والضياع هي جزء من معركة الوجود الفلسطيني، مُؤكداً أنّ الشعب الفلسطيني لم يفقد بوصلته الوطنية ولم يستسلم للسياسات "الإسرائيلية" لإلغاء هوية الوطنية، وسيواجه كل محاولات اجتثاثه من أرضه ومحو وجوده بكل قوة وصلابة.

وبيّن أبو هولي أنّ مصادقة مجلس الوزراء الفلسطيني على خطة عمل تعزيز الرواية الفلسطينية وتخصيص الموازنة لها للعام 2021، هي دعوة صريحة وواضحة للشعب الفلسطيني للعمل على حماية الموروث الفلسطيني والحفاظ على هويته الوطنية الفلسطينية من التآكل وتعزيز الرواية الفلسطينية في مواجهة الرواية "الإسرائيلية" المزيفة، لأنّ الاحتلال شرع على مدار سبعة عقود من عمر النكبة الفلسطينية على سرقة التراث الفلسطيني وتسويقه حول العالم على أنه تراث "إسرائيلي"، فلم يكتف بسرقة الأرض وطرد شعبنا الفلسطيني من دياره وقيام دولته على أنقاضها بل يسعى إلى سرقة الهوية الفلسطينية لحماية تاريخه المزيف ومحو التاريخ الفلسطيني الذي يؤكّد على صدق الرواية الفلسطينية وأصالة الشعب الفلسطيني وتجذّره على أرضه.

وأشار أبو هولي إلى أنّ حكومات الاحتلال المتعاقبة ارتكزت على مقولة، ديفيد بن غوريون بأن "الكبار سيموتون والصغار سينسون" في رسم سياساتها تجاه طمس الذاكرة الوطنية الفلسطينية، اعتقاداً منهم أن القضية الفلسطينية ستمحى من الذاكرة الفلسطينية مع مرور الزمن، لافتاً إلى أنّ الاحتلال خلال السنوات الأربعة الماضية عمد على تدمير أكثر من 90 معلم أثري بشكلٍ كامل في داخل الأراضي المحتلة عام 1948، عدا عن محيط مدينة القدس، والسعي إلى تهويدها وطرد سكانها المقدسيين من أحيائها بالإضافة إلى سيطرته على مقامات تاريخية من العصور القديمة وإعادة ترميمها وسرقتها من خلال عبرنتها.

كما أكَّد أنّ الشعب الفلسطيني رغم سنوات التشرد واللجوء لا يزال يحتفظ بهويته الفلسطينية وتراثه العريق بل دفع بأحرار العالم من كل القرارات والدول التوشّح بالكوفية الفلسطينية للتعبير عن تضمنها مع القضية الفلسطينية، مُبينًا أنّ التراث الفلسطيني سيبقى الركيزة الأساس للهوية الفلسطينية ولتاريخ الشعب الفلسطيني الممتد على مدار آلاف السنين.

وأفاد أبو هولي بأنّ دائرة شؤون اللاجئين أدرجت المحاولات "الإسرائيلية" المتكررة لسرقة التراث الفلسطيني التي يسعى الاحتلال من خلالها إلى طمس الهوية الفلسطينية، في جلسات مؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة، وصياغة توصيات مرتبطة في حماية التراث الفلسطيني بأشكاله المختلفة والمتعددة المادية وغير المادية وطلب من مجلس جامعة الدول العربية التحرّك على المستوى الدولي لفضح ممارسات حكومة الاحتلال في سرقة الأرض الفلسطينية والموروث الثقافي الفلسطيني وتزييف التاريخ وطمس المعالم الفلسطينية وأصول الرواية الفلسطينية في الأراضي العربية المحتلة عام 1948 وأسرلة شوارعها وقراها وتهويد مدينة القدس.

وكشف أبو هولي أنّ الدائرة في خطتها للعام 2022 ستطلق أسماء المدن والقرى الفلسطينية على شوارع وأزقة المُخيّمات، واقامة متاحف مصغرة داخل مقر كل لجنة شعبيّة في المُخيّم للتراث الفلسطيني، وعقد دورات تعليمية حول الأمثال الشعبيّة ومضامينها، وتشكيل فرق للفلكلور الشعبي لكل لجنة لتعزيز الهوية الفلسطينية.

منصة إعلاميّة للمُخيّمات الفلسطينيّة قريباً

كما شدّد على أهمية استثمار الإعلام الرقمي والتقنيات الحديثة في توثيق المواد التراثية، سواءً كانت مكتوبة أو مصورة، للاستفادة منها في فضح ممارسات الاحتلال من السرقة والتزوير للتراث الفلسطيني.

وفي ختام كلمته، قال أبو هولي إنّ الدائرة ستُعلن خلال الأسابيع القادمة منصة إعلاميّة للمُخيّمات الفلسطينيّة والتي ستسمح فيها لأي شخص بتحميل أي صورة أو وثيقة على المنصة ذات صلة بالتراث الفلسطيني بما في ذلك وثائق الطابو في إطار سعي الدائرة على حماية التراث وتسويقه بصورةٍ حضاريّة مدروسة.

متابعات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد