بلغت أزمة المواصلات في مخيّم خان دنون للاجئين الفلسطينيين بريف العاصمة السوريّة دمشق، حدّ إنعدام وسائل النقل، ما دفع الأهالي لاستخدام وسائل "مذلّة" بحسب تعبير أبناء المخيّم، حيث يعمد طلبة الجامعات والموظفين إلى ركوب سيارات النقل للوصول إلى مناطلق دراستهم وعملهم.

"أبو يزن بلاوني" أحد أبناء مخيّم خان دنون، يصف الأزمة بأنّها عامل الإذلال الأكبر لأهالي المخيّم، تُضاف إلى الأزمات المتنوعة التي يعاني منها المخيّم مع الكهرباء والمياه وخدمات الصرف الصحي والفقر و سواها.

ويتابع " أبو يزن" في حديث لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أن مشهد طالبات الجامعة وكبار السنّ وهو يتكدسون في سيارة نقل " سوزوكي" من أكبر مشاهد الإذلال التي مرّت على أهالي المخيّم منذ بدء الأزمة في سوريا، حسب قوله. مشيراً إلى أنّ مئات الشكاوى أطلقها الأهالي للمسؤولين من أجل حلّ أزمة النقل وتوفير وسائط لطلبة الجامعات والموظفين على أقل تقدير.

تجدر الإشارة، إلى أنّ أزمة المواصلات  في مخيّم خان دنون ، متواصلة منذ سنوات، ولم يجر حلّها رغم الشكاوى الكثيرة، الّا أنّها قد تفاقمت بسبب شحّ الوقود وارتفاع أسعاره، إضافة إلى "جشع السائقين".

الحلول المحليّة لم تعد  مجدية

وزاد ارتفاع أسعار الوقود، وشحّ المخصصات المدعومة المقدّمة لسائقي باصات النقل العمومية، من عزوف السائقين عن العمل، وبيع مخصصاتهم من المازوت في السوق السوداء، حسبما أكّد اللاجئ " أبو صالح".

وقال في حديث لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إنّ سعر المازوت المدعوم ارتفع بقرار حكومي إلى 500 ليرة سوريّة للتر الواحد، وهو ما زاد شهيّة السائقين لبيع مخصصاتهم بأسعار أغلى من ذلك، بدلا من العمل وتخديم السكّان.

وحول الحلول المحليّة التي اتبعها الأهالي في الفترة السابقة وخصوصاً خلال الموسم الدراسي للعام الفائت، وتمثّلت باستئجار حافلة لنقل الطلاب والموظفين بموجب اشتراك شهري، قال "أبو صالح" إنّ هذا الحل بات مكلفاً جداً.

وأوضح، أنّ صاحب الحافلة يضطر لشراء المازوت باسعر الحر، الذي يبلغ سعره نحو 5 أضعاف السعر المدعوم، وهو ما يرفع أجرة الاشتراك على الأهالي ومعظمهم من محدودي الدخل. ويؤكّد أبو صالح أنّه لا غنى عن النقل العام والمدعوم لحل الأزمة وهو ما يناشد الأهالي المسؤولين دائما من أجل ضبط خطوط النقل وتوفير المواصلات.

ويعتبر مخيّم خان دنون مساحة ضائعة بين عدّة بلديّات، حيث لا يعلم الأهالي من هي الجهة البلديّة التي يقع المخيّم ضمن صلاحياتها الخدميّة هل هي بلدة الكسوة أم  الطيبة أم الخيارة، ما جعله مساحة منسيّة مهملة، لا تصل شكاوى سكّانه إلى أيّ من الجهات المعنيّة.

 

متابعات/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد