تصدرت المملكة الدانماركية مؤخرّاً، عناوين الأخبار الخاصّة باللاجئين، بعد اتخاذها عدّة إجراءات تقضي بترحيل اللاجئين السوريين، بحجّة أنّ "دمشق أصبحت آمنة"، فقامت بالغاء أكثر من 300 تصريح إقامة، في إجراءات بدأت منذ 2020 الفائت، وسط احتجاجات شعبيّة وانتقادات حقوقية.

البلد ذو السمعة التاريخية "الحسنة" بما يخص قضايا اللاجئين وحقوق الإنسان والحريّات، ينحو مؤخرّاً باتجاهات يصفها كثيرون  بـ" الصادمة" بعد أن خلص تقرير دائرة الهجرة الدنماركيّة إلى أنّ "الأوضاع في بعض مناطق سوريا آمنة" وخصوصاً العاصمة دمشق.

 الّا أن ذلك لم يمنع بروز عاصفة من المقاومة الشعبية والحزبيّة لقرارات الحكومة، ظهر فيها لاجئون كقوة مؤثّرة، تستطيع التوغّل في مراكز القرار وإحداث تغييرات ملموسة، وهو ما أكّده اللاجئ الفلسطيني ابن مخيّم اليرموك محمد ستيتان من مواليد 1981، الذي حوّله نشاطه إلى  أحد اللاجئين الفاعلين في الحياة السياسية المحليّة في البلد مؤخّراً.

إنّ قدرة اللاجئين على التأثير والتغيير في الحياة السياسية الدنماركية كبيرة ومواجهة اليمين

ومحمد ستيتان، لاجئ فلسطيني من مخيّم اليرموك، استطاع تحقيق ثاني أعلى نسبة اصوات في الانتخابات البلدية الدنماركيّة عن بلدية "سوجورس"، التي انتهت يوم 16 تشرين الثاني\ نوفمبر الجاري، تتويجاً لنشاطه في صفوف حزب "القائمة الموحدة" المناصر لقضايا اللاجئين.

يقول ستيتان لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إنّ قدرة اللاجئين على التأثير والتغيير في الحياة السياسية الدنماركية كبيرة، خصوصاً أنّ القانون يسمح لكل لاجئ أقام في الدانمارك لمدّة 4 سنوات، بالمشاركة في الانتخابات البلدية، بغض النظر عن حصوله على الجنسيّة أو نوعيّة إقامته سواء كانت دائمة أم مؤقتّة.

وحصل ستيتان على مقعد احتياطي بالمجلس البلدي، رغم تحصيله على ثاني أعلى نسبة أصوات، وذلك لمنحه رقم 4 ضمن قائمة المرشحين، الّا أنّ حزبه تمكّن من حصد مقعدين في المجلس.

يدلل ابن مخيّم اليرموك، على إمكانيّة تأثير اللاجئين بالحياة السياسية الدنماركيّة، من خلال نسبة الأصوات التي حصدها، رغم النزعات اليمينية والعنصريّة في البلد، ومحاولات أحزاب اليمين العنصري سنّ قوانين تمنع اللاجئين من المشاركة في الانتخابات مؤخّراً، حسبما أكّد لموقعنا، لكون اللاجئن باتوا يمثلّون قوّة انتخابيّة لا يستهان بها على حدّ تعبيره.

فستيتان الذي لجأ إلى الدنمارك في العام 2014 هرباً من الحرب السوريّة، لم يدخّر جهده وإمكانيّاته للخوض في العملية السياسية والانتخابية في بلد لجوئه الجديد، من خلال اختياره حزب " القائمة الموحدّة" المناصر لقضايا اللاجئين، وذلك بعد رحلة لجوء حقق فيها قدر كاف من الاندماج ليلج الحياة السياسية والحزبيّة.

واستطاع اللاجئ الذي تخرّج من كليّة التربيّة في جامعة دمشق، وعمل في حقل التعليم ومساعداً لمدير مدرسة "النقيب العربيّة" التابعة لوكالة "أونروا" بمخيّم اليرموك، من بدء حياة جديدة عام 2014 في لجوئه الجديد، استهلّها بدراسة اللغة الدنماركيّة ووصوله للمستوى الثالث بزمن قياسي، وهو أعلى مستوى يمكن أن يصل اليه لاجئ في الدنمارك.

دخل بعدها ستستان في عالم الدراسة، وأكمل 3 سنوات ليتخّرج مساعداً صحيّاً واجتماعيّاً، وتوظّف في مجال الرعاية الصحيّة للمسنين في مدينة "ايبيلتوفت"، وخلالها قرر الخوض في الحياة السياسية والحزبيّة.

أصوات اللاجئين كانت مؤثّرة في الانتخابات الأخيرة

يقول ستيتان لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إنّه قد اختار حزب" القائمة الموحدّة" لمناصرته قضايا اللاجئين، وواضب على حضور الاجتماعات الدوريّة وممارسة انشطته في الحزب، حتّى تقرر إشراكه في العمليّة الانتخابيّة الأخيرة.

ويضيف اللاجئ الفلسطيني، أنّ أصوات اللاجئين كانت مؤثّرة في الانتخابات الأخيرة، لدرجة أنّ حزبه المناصر للاجئين حقق أعلى نسبة في الانتخابات البلدية في العاصمة كوبنهاجن، بعد خوضه عدّة أنشطة لدعم اللاجئين وخصوصاً بعد نوايا الترحيل بحق اللاجئين السوريين.

وأشار ستيتان، إلى أنّ عضو المجلس البلدي عن البلدية المتواجد فيها، قام مؤخرّاً بإرسال رسالة مباشرة إلى وزير الهجرة الدنماركي، عبّر فيها عن استعداد بلدتيه، لاستقبال اللاجئين السوريين، جرى تبني الطرح من قبل المجلس البلدي، في سابقة هي الأولى عن تدخّل البلديات في السياسة الحكوميّة، حسبما أضاف.

متابعات/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد