حوّل الفنان التشكيلي محمد الحواجري (45 عاماً) سطح منزله في مُخيّم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزّة، إلى مرسمٍ يعرض فيه لوحاته الفنية الجميلة إلى جانب لوحات زوجته الفنانة دينا مطر.
ويؤكّد مطر خلال لقاءٍ مع وكالة (APA)، أنّ المرسم الخاص بهما عبارة عن استديو مستقل للأعمال الفنية التي يقومان بها، لإنتاج أعمالهما الفنية بعيداً عن التزامات الحياة الأخرى، حيث اختارا أن يكون المرسم وسط أزقة المُخيّم، وذلك تعبيراً عن امتنانهما للمكان الذي وُلدا وكبرا بين أزقته.
يُضيف الحواجري: يربطني في المُخيّم قصص وحكايات عديدة، وواجبي كفنان أن أقدم بصمة فنية تعطي صورة مختلفة للمكان، وهذا المرسم، يعد ملاذاً للعديد من الفنانين في مُخيّم البريج، لكونه يقع في منطقة لا يوجد بها اهتمام بالفن، رغم وجود العديد من الفنانين في المُخيّم.
يحلم الفنانان الحواجري بتحويل هذا المرسم إلى معرضٍ كبيرٍ في المستقبل، ليُصبح مقصداً لكل أهالي المُخيّم لرؤية أعمالهما الفنية، إلى جانب الورشات التدريبية التي ستقام به للراغبين في تعلم أساسيات الفن، بحسب الفنان الحواجري الذي أشار إلى أنّ أعمالهما الفنية تتناول العديد من القضايا، منها الاجتماعية التي تُحاكي واقع المُخيّم ومرارة اللجوء.
هذا المعرض الفني كان بفعل تغلّب الفنان الحواجري وزوجته على آثار الحصار الصهيوني المفروض على قطاع غزّة منذ قرابة 15 عاماً، وذلك من خلال مشاركتهم في معارض دولية من خلال إرسال أعمالهم الفنية عبر الديجيتال للدول الأخرى.
يقول الحواجري: هناك العديد من اللوحات الفنية، لم أعرضها في المرسم وأنتظر المكان المناسب والواسع، لذلك أبدّل اللوحات بين الحين والآخر نظراً لضيق المساحة، بينما ترى زوجته الفنانة التشكيلية مطر، أنّ المرسم عبارة عن ملاذ لها ولعائلتها من الضغوطات اليومية، لتجد فيه الراحة النفسية.
الفنانة دينا، زوجة الفنان محمد وضعت قفصاً مليئاً بالعصافير ليعطي للمرسم حياة جميلة، إلى جانب النباتات والزهور التي تبعث الروائح الجميلة في كافة أرجاء المرسم.
توقّعت دينا أن يكون الاقبال كبيراً عند إعلانهما عن افتتاح المرسم أمام الزائرين، والراغبين في تعلم الفن التشكيلي، خاصّة أنّه المرسم الوحيد في المُخيّم، فيما لفتت إلى وجود قسم خاص في المرسم مخصّص للكتب والروايات النادرة كقسمٍ خاص بالقُراء وليقضوا وقتاً ممتعاً فيه.