أصدر التجمّع الشبابي الفلسطيني في مخيم البداوي شمالي لبنان بياناً اليوم، عبّر فيه عن رفضه للإغلاقات المتكررة التي طالت عدداً من الممرات والمداخل الحيوية داخل المخيم على يد الجيش اللبناني، محذّراً من انعكاساتها الاجتماعية والمعيشية الخطيرة على حياة آلاف اللاجئين الفلسطينيين وسكان الجوار اللبنانيين والسوريين.
وأوضح البيان أن الإجراءات الأخيرة شملت إغلاق مداخل صحية وتجارية يرتادها الأهالي بشكل يومي، ما تسبب بتعطّل مصالح الناس وعرقلة حركتهم نحو المدارس وأماكن العمل والمراكز الصحية.
وأشار إلى أنّ هذه الإجراءات "لا تمسّ مخيم البداوي فحسب، بل تنعكس سلباً على عموم الوجود الفلسطيني في لبنان الذي يعاني منذ سنواتٍ طويلة من الإغلاق والتضييق".
وأكد التجمّع أن "المخيمات الفلسطينية ليست مناطق أمنية أو بيئات مفخخة كما يحاول البعض تصويرها، بل مجتمعات مدنية نابضة بالحياة يسكنها أناس يسعون للعيش الكريم والحفاظ على أمنهم واستقرارهم كسائر الناس".
وفي بيانه، أعلن التجمّع رفضه لأيّ إجراءات ميدانية أو إدارية تؤدي إلى تقييد حركة الأهالي داخل المخيمات أو تعيق وصولهم إلى الخدمات الأساسية، داعياً الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية إلى تحمّل مسؤولياتهم الوطنية والإنسانية ومتابعة الملف بشكل مباشر مع الجهات اللبنانية المختصّة لضمان إعادة فتح الممرات الحيوية، وإصدار بيانات دورية لطمأنة الأهالي.
كما دعا البيان وسائل الإعلام الفلسطينية واللبنانية إلى تسليط الضوء على القضية باعتبارها مسألة إنسانية ومعيشية تمسّ حياة الآلاف بعيداً عن أيّ استغلال سياسي، ووجّه نداءً إلى المشايخ والمؤسسات الأهلية والمبادرات الشبابية لتنظيم أنشطة سلمية تعبّر عن الرفض الشعبي للإغلاق وتدعو إلى الحوار والتوعية.
وحثّ التجمّع الأهالي المتضررين، من فلسطينيين ولبنانيين وسوريين، على المشاركة الفاعلة في الاعتصامات والتحركات السلمية لإيصال صوتهم ومعاناتهم إلى الجهات الرسمية.
كما ذكّر البيان بأنّ لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني هي الجهة الرسمية المكلّفة بمتابعة شؤون اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، داعياً إياها إلى اتخاذ موقف واضح وشفاف ينسجم مع مهامها، وتوضيح ما تمّ التوصل إليه من تفاهمات مع الجهات اللبنانية المعنية.
وختم التجمّع بالتأكيد على أنّ "كرامة الإنسان الفلسطيني هي جزء لا يتجزأ من كرامة القضية الفلسطينية، وأنّ تحسين الواقع المعيشي والخدماتي في المخيمات خطوة أساسية لتعزيز الأمن والاستقرار للجميع."
موضوع ذو صلة: آثار سلبية على أهالي مخيم البداوي جراء إغلاق الجيش اللبناني مدخلاً آخر
ويأتي هذا البيان بعد يوم من احتجاج شعبي نظّمه أهالي المخيم رفضاً لإغلاق الجيش اللبناني مداخله، ولا سيّما المسرب الواقع بين حيّ خليل الرحمن والمخيم، بالقرب من مكتب حركة "فتح"، حيث عبّر المشاركون عن رفضهم للإجراءات التي تعيق حركتهم اليومية وتزيد من معاناتهم، مؤكدين تمسّكهم بحقهم في العيش بحرية وكرامة، ومطالبين بتدخّل عاجل لإيجاد حلول تضمن الأمن دون المساس بحقوق السكان وحياتهم الطبيعية.
ويعمد الجيش اللبناني منذ اسابيع، على اغلاق مداخل مخيم البداوي، وآخرها مدخل حي خليل الرحمن، وجاء ذلك بعد إغلاق 11 مدخلاً آخر بين المخيم ومحيطه، في وقت اشارت مصادر محلية لبوابة اللاجئين الفلسطينيين إلى أن هذه الإجراءات تمت بالتنسيق بين سفارة السلطة الفلسطينية في بيروت والجيش اللبناني، دون صدور أي تأكيد رسمي بشأن ذلك حتى الآن.
