عبّر المفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، عن ثقته بقدرة الوكالة على دفع كامل رواتب شهر نوفمبر/ تشرين الثاني في الأسبوع المقبل أو في موعدٍ لا يتجاوز العاشر من ديسمبر/ كانون الأول.
ولفت لازاريني في رسالةٍ وجّهها للعاملين، إلى أنّ اجتماعات اللجنة الاستشارية لوكالة "أونروا" انتهت، وخلال الاجتماع ناشدت أقرب شركائنا الحصول من أجل الحصول على تمويلٍ عاجل لتغطية تكاليف الخدمات للاجئين والرواتب لهذا العام كما طالبتهم بنموذج مالي مستدام لوكالة "أونروا" للسنوات المقبلة.
وبحسب رسالة لازاريني، فقد شدّد خلال الاجتماعات على أنّ التأخير في دفع الرواتب يأتي في أعقاب سنوات من التقشف ونقص الموظفين وتجميد المنافع وانعدام الأمن الوظيفي، وأقر كل عضو في اللجنة الاستشارية بعمل الموظفين وإنجازاتهم في ظل ظروف صعبة للغاية.
وأشار لازاريني إلى أنّ العديد من المانحين كرروا خلال اجتماع اللجنة الاستشارية، التأكيد على جهودهم الآيلة إلى ايجاد تمويل إضافي لتغطية احتياجاتنا المالية الفورية، والمحافظة على الخدمات وتغطية كامل الرواتب هذا العام، وأشار عدد منهم إلى أن طلبنا الحصول على تمويل إضافي يأتي في وقتٍ تصارع فيه حكوماتهم التأثير الاقتصادي للجائحة العالمية، واضطر العديد من الحكومات إلى وقف المنافع التي يستفيد منها موظفو القطاع العام في بلدانهم بسبب هذه القيود المالية التي تعاني منها.
وأكَّد لازاريني انّه سيواصل الجهود لجمع الأموال اللازمة لتغطية التكاليف حتى نهاية العام، في ظل أنّه يجرى الاعتماد كلياً على التبرعات التي نحصل عليها من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وفي العقود الماضية، كانت "أونروا" قادرة على الاحتفاظ باحتياطي من الأموال كل عام في حالة تأخّر التمويل من الدول الأعضاء، إلا أنّ هذا الاحتياطي قد استُنفد منذ سنوات عديدة، واليوم لا تملك "أونروا" أي أموال في الاحتياطي، فكل تبرع يأتي الآن من المانحين يتم استعماله على الفور لدفع الرواتب والاحتياجات الضرورية مثل برنامج شبكة الأمان الاجتماعي وذلك بهدف استمرار الخدمات للاجئين الفلسطينيين.
وفي ختام رسالته، قال لازاريني: سأوافيكم بشكل دائم وعن كثب بالمستجدات المتعلقة بأوضاعنا المالية، بما في ذلك رواتب شهر كانون الأول التي لا أزال ملتزما بدفعها بالكامل، وحفاظاً على روح التضامن، قررت استثنائياً رفع سياسة "لا أجر بدون عمل" بالنسبة إلى إضراب يوم الاثنين.
يوم أمس، أكَّد المفوّض العام أنّ جميع موظفي "أونروا" يترقبون سماع موعد دفع رواتبهم لشهر نوفمبر/ تشرين الثاني، لذلك نشدّد على ضرورة أن يقوم كل من سبق وتعهّد بتمويل في نهاية العام على صرفه في أسرع وقتٍ ممكن.
وطالب لازاريني خلال كلمته في اجتماع اللجنة الاستشارية في العاصمة الأردنيّة عمّان، جميع الأعضاء على تقديم تبرعات استثنائية إضافية لسد الفجوة المتبقية والبالغ قدرها 60 مليون دولار لتغطية تكلفة الخدمات لشهري نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول، فمبلغ 60 مليون دولار يبدو ثمناً معقولاً للغاية لقاء المحافظة على الاستقرار.
وقال المفوّض، لقد أُرغمت يوم الخميس الماضي على إبلاغ أكثر من 28 ألف موظف وموظفة في "أونروا" أنّ الأخيرة لا تمتلك ما يكفي من المال لدفع رواتبهم لشهر نوفمبر/ تشرين الثاني في موعدها، ولعل وقع تأجيل الراتب على البشر حقيقي للغاية، وبالنسبة لهؤلاء الموظفين يأتي تأجيل الدفع ليُضاف إلى سنوات من التقشف ونقص الموظفين والمزايا المجمدة وانعدام الأمن الوظيفي.