يوافق اليوم، الثامن من كانون الأول، مرور 34 عاماً على اندلاع انتفاضة الحجارة، التي عمت أرجاء فلسطين التاريخية، وامتدت إلى أوساط الفلسطينيين في الشتات، لتعيد القضية الفلسطينية إلى صدارة أولويات العالم، ولتحفر كلمة انتفاضة في قاموس العالم، حيث فجّرت جريمة دهس مستوطن "إسرائيلي" بشاحنته أربعة عمال عند حاجز "إيرز" في قطاع غزة، يوم 7/12/1987 غضب الفلسطينيين في كل مكان، واشتعلت شرارة الغضب الفلسطيني الأولى في مُخيّم جباليا شمال القطاع في اليوم التالي 8/12/1987.

وبهذه المناسبة، قال مركز فلسطين لدراسات الأسرى في تقريرٍ له، إنّ حالات الاعتقال التي نفذتها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين منذ انتفاضة الحجارة عام 1987، وحتى اليوم بلغت (356) ألف حالة، وطالت ما يقارب من مليون فلسطيني منذ احتلال الأراضي الفلسطينية عام 1948.

وبين المركز، أنه تم تسجيل (210) آلاف حالة اعتقال منذ بداية الانتفاضة حتى قدوم السلطة الفلسطينية في منتصف عام 1994، وطالت كافة فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني منهم آلاف اعتقلوا أكثر من مرة، ولاستيعاب هذه الأعداد الكبيرة افتتح الاحتلال العديد من السجون ومراكز التوقيف، وأبرزها معتقل النقب الصحراوي عام 1988، والذي استقبل عشرات الآلاف من الأسرى وشهد ارتقاء عدد من الشهداء، مُشيراً إلى أنه تم تسجيل (10000) حالة اعتقال سجلت ما بين عام 1994 وحتى اندلاع انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من سبتمبر/ أيلول عام 2000، و(97) ألف حالة اعتقال خلال سنوات انتفاضة الأقصى وحتى انتفاضة القدس أكتوبر/ تشرين أول 2015، والتي شهدت حوالي (39) ألف حالة اعتقال.

ولفت المركز، إلى أن الاحتلال لا يزال يعتقل (25) أسيراً منذ الانتفاضة الأولى وقبلها، وهم الأسرى القدامى الذين رفض الاحتلال الإفراج عنهم ضمن الدفعة الرابعة لاتفاق إحياء المفاوضات بين السلطة والاحتلال، منهم (12) أسيراً من أراضي الـ48، ومن أقدمهم وأقدم الأسرى جميعاً الأسير كريم يوسف يونس المعتقل منذ 6/1/1983، و(9) أسرى من الضفة الغربية أقدمهم الأسير محمد أحمد الطوس من الخليل، ومعتقل منذ 6/10/1985، و(5) من القدس أقدمهم الأسير سمير إبراهيم أبو نعمة معتقل منذ 20/10/1986، وأسير واحد من قطاع غزة وهو ضياء الفالوجى، وذلك بعد استشهاد الأسير فارس بارود.

كما قدمت الحركة الأسيرة خلال السنوات السبع لانتفاضة الحجارة (43) شهيداً، من أصل (227) شهيداً هم إجمالي شهداء الحركة الأسيرة، بينهم (23) شهيداً قضوا نتيجة التعذيب، و(11) أسيراً استشهدوا نتيجة الإهمال الطبي المتعمد و(2) من الشهداء استشهدوا نتيجة إطلاق النار عليهما مباشرة، وكذلك استشهد (7) أسرى نتيجة القتل العمد بدم بارد بعد الاعتقال، في حين لفت المركز إلى أنّ الاحتلال يستخدم سياسة الاعتقالات كسلاح وأداة من أدوات القمع التي يحارب بها الوجود الفلسطيني بهدف إخضاعه وتخويفه، وهو وسيلة من وسائل العقاب الجماعي واستنزاف طاقاته وتحطيم إرادته.

وأشار إلى أنّ الاعتقالات أضحت عملية "استنزاف بشري" للشعب الفلسطيني وظاهرة يومية ملازمة لحياة الفلسطيني، والاحتلال فشل في تحقيق أهدافه بإخضاع الفلسطينيين وردعهم رغم حجم الاعتقالات التي تعرضوا لها، وأصبحت عملية الأسر بحد ذاتها مفخرة للشباب الفلسطيني وسط احتضان شعبي ورسمي وفصائلي للأسرى الذين ضحوا من أجل كرامة الشعب الفلسطيني وحريته، كما خرج الأسرى أشد عوداً وأصلب ارادة وعزيمة، وواصلوا بعد التحرر طريق المقاومة.

متابعات/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد