نفّذ اللاجئون الفلسطينيون المهجّرون من سوريا اليوم الإثنين 20 كانون الأوّل\ ديسمبر، سلسلة من الاعتصامات المتزامنة في عدّة مناطق لبنانية، في " يوم غضب" دعا إليه نظّمه ناشطون ولجان وهيئات فلسطينية سوريّة، ضد قرار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " أونروا" بقطع معونة بدل الإيواء الشهريّة، وبالتزامن مع زيارة الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش للبنان.
في العاصمة اللبنانية بيروت، انطلق العشرات إلى مقر رئاسة "أونروا" بالقرب من المدينة الرياضية وسط العاصمة من عدد من المخيّمات الفلسطينية، رغم الأجواء العاصفة والماطرة التي تشهدها المناطق اللبنانية، منفذين وقفتهم التي عبّروا فيها عن غضبهم وعرضوا مطالبهم، التي تجاهلت "أونروا" سماعها حسبما أكّد ناشطون.
وقال الناشط الفلسطيني السوري وأحد منظمي الاعتصام ابراهيم مدني لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إنّ الوكالة رفضت السماع لمذكرة المطالب، ولم ترسل أحداً من المسؤولين للحديث مع المعتصمين واكتفت بإرسال موظفة، لم تقف مع المعتصمين لسماع مذكرتهم ومطالبهم.
وأشار مدني، إلى أنّ المشاركة بالاعتصام كانت جيّدة، رغم الأجواء العاصفة والماطرة حيث أصرّ العشرات من الرجال والنساء والأطفال على الحضور، في تنظيم ذاتي من قبل ناشطين وعلى حسابهم الخاص، نظراً لكون "العوامل الجويّة ليست أقسى من سياسة الوكالة والغاء بدل الإيجار لفلسطينيي سوريا" حيث عبّر الأهالي عن مطالبهم بطريقة سلميّة وحضاريّة.
الوكالة اكتفت بإرسال موظفة رفضت الوقوف والاستماع للمذكرة
ولفت الناشط الفلسطيني المهجّر من سوريا، إلى أنّ تنفيذ الاعتصام رغم الأجواء، عَكس حجم الكارثة التي عصفت باللاجئين المهجّرين جرّاء القرار، وتعاطي وكالة "أونروا" السلبي مع الأهالي، موضحاً أنّ المعتصمين طالبوا بنزول مدير عام الوكالة في بيروت كلاوديو كوردوني للحديث مع المعتصمين، وقاموا بالطرق على أبواب المقرّ، الّا أنّ الوكالة اكتفت بإرسال موظفة رفضت الوقوف والاستماع للمذكرة.
وتلى المعتصمون مذكّرة، أكدت على ضرورة تراجع وكالة "أونروا" عن قرار الغاء بدل الإيواء للاجئين الفلسطينيين المهجّرين، نظراً لتأثيراته الكارثيّة على الشريحة المصنّفة بـ" الأكثر ضعفاً"، إضافة إلى رفض كافة الإجراءات التقليصيّة بحجّة " العجز المالي" والتي طالت كافة الخدمات الأساسية ومنها التعليمية والطبيّة.
وشهد الاعتصام بعض حالات الإغماء، لأشخاص كبار في السنّ، آصرّوا على المشاركة رغم البرد الشديد وغزارة الأمطار.
وفي البقاع اللبناني حيث تعيش نحو 650 عائلة فلسطينية سوريّة، لم يحل البرد الشديد، وبعد مناطق قدوم اللاجئين عن موقع الاعتصام، دون تنفيذ الوقفة الغاضبة، حيث تجمّع نحو 200 شخص من فلسطينيي سوريا أمام مقر وكالة "أونروا" في في بلدة تعلبايا، معبّرين عن غضبهم من قرارات وكالة "أونروا" التقلصيّة.
وقال الناشط الفلسطيني السوري في منقطة البقاع محمود شهابي لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إنّ الأهالي عبّروا عن غضبهم ومطالبهم بشكل مباشر، دون تدخّل أي جهة منظمة، حيث كان الاعتصام بمثابة لقاء مباشر بين الناس ومسؤولي الوكالة.
وعرض المشاركون معاناتهم اثر قرار، منتقدين توقيت اتخاذه الذي تزامن مع أسوأ أزمة اقتصادية يشهدها لبنان، ما سيؤدي بالناس إلى الشارع، لعجزها عن دفع ايجارات منازلها، وكذلك تأثيره على كافة جوانب المعيشة، سواء الطبابة والتعليم وتكاليف التغذية والتدفئة وسواها.
وهتف المشاركون، ضد الغاء معونة بدل الإيجار وذرائع " أونروا" حول العجز المالي، وردد المعتصمون هتاف " خففوا معاش الموظفين.. شو ذنب الشعب المسكين" في إشارة إلى الرواتب الباهظة التي يتقاضاها كبار موظفي ومدراء الوكالة، داعين إلى ترشيد الموازنات لصالح دعم اللاجئين، وعدم تحميلهم تبعات العجز المالي.
وعرضت إحدى اللاجئات المهجّرات أوضاع فلسطينيي سوريا وخصوصاً في منطقة البقاع اللبناني، أشارت إلى أنّ لا أحد من أسر اللاجئين المهجّرين لديه مدفأة في منزله بسبب عدم وجود المازوت، واعتبرت أنّ "أونروا" في قرارها الأخير وكأنها تقول للاجئين "عليكم أن تموتوا". وطالبت بضغط دولي على الدول المانحة لدعم الوكالة.
وأشار شهابي، إلى عزم اللاجئين المهجّرين من سوريا في منطقة البقاع اللبناني إلى تصعيد تحركاتهم عبر نصب خيمة اعتصام مفتوح عند باب المقر في تعلبايا، ورهن ذلك بتحسّن الأحوال الجويّة وانحسار العاصفة التي تضرب لبنان.
وتأتي هذه الاعتصامات في إطار "يوم غضب" دعي إليه في كافة مخيّمات وأماكن تجمّع فلسطينيي سوريا في لبنان، الّا أنّه جرى تأجيل التحركات في مخيّمات جنوب لبنان بسبب الأوضاع الجويّة العاصفة، وكذلك في مخيّمات الشمال اللبناني.
وكانت " أونروا" قد أعلنت عزمها الغاء دفع معونة بدل الإيواء للعائلات الفلسطينية المهجّرة من سوريا إلى لبنان، وقدرها 100 دولار أمريكي، ابتداءَ من 1 كانون الثاني\ يناير لعام 2022 المقبل.
وقالت الوكالة في بيان لها اليوم الأربعاء 15 كانون الأوّل\ ديسمبر، إنها سوف تستبدل الدفعات النقدية المتعددة الأغراض البالغة 100 دولار للعائلة الواحدة، بمبلغ شهري وقدره 25 دولار للشخص الواحد من مصادر تمويل أخرى تسعى الوكالة للحصول عليها حاليا.
وأثار القرار ردود فعل غاضبة واسعة لدى اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا في لبنان، نظراً للاعتماد الكبير والأساسي على معونة بدل الإيجار، لدفع إيجارات المنازل في ظل ارتفاع متواصل في الاسعار جراء الانهيار الاقتصادي اللبناني، وانعدام فرص العمل، حث جاء القرار بمثابة قطع لـ"عرق الحياة" لهذه الشريحة من اللاجئين حسبما أظهر تقرير نشره "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" وأضاء على حجم الكارثة.