شهدت عدّة أحياء في مخيّم الرشيديّة للاجئين الفلسطينيين بمدينة صور جنوب لبنان، فيضانات وسيول واختناق لمجاري الصرف الصحّي، إثر العاصفة المطريّة التي تضرب لبنان ابتداءً من اليوم الإثنين 20 كانون الأوّل\ ديسمبر، ومن المتوقّع استمرارها حتّى يوم الخميس المقبل.
وأظهر مقطع فيديو جرى تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، جانب من واقع الحال بعد الأمطار الغزيرة التي هطلت صباحاً، حيث أدّت كثافة المياه إلى خروج المياه الآسنة من فوّهات الصرف الصحّي،
وأثارت الفيضانات والسيول، غضب أهالي المخيّم، الذين أحالوا السبب إلى "فشل مشروع الصرف الصحّي الذي أقامته وكالة "أونروا" قبل نحو عامين، حسبما أفاد اللاجئ من أبناء المخيّم "عمر رزوق" لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
وأشار رزّوق، إلى أنّ هذا الحال ليس بالجديد، وإنّما يتجدد مع كل موسم أمطار، بسبب عدم صلاحيّة شبكات الصرف الصحّي، وفشل مشروع إعادة تأهيلها، الذي وصفه بـ " المشروع الوهمي وضحك على الناس."
وأضاف الّاجئ، أنّ منطقة " المخيّم الفوقاني" من أكثر المناطق ظلماً خلال فصل الشتاء، لكونها لم تشهد أيّ إصلاحات في البنى التحتيّة للصرف الصحّي خلال السنوات الفائتة، ولم يطلها ايّ مشروع سابق لإعادة التأهيل، أمّا بقية مناطق المخيّم " فالإصلاح بدا مثل قلّته" حسب تعبيره.
وكان القسم الهندسي لوكالة "أونروا" قد أشرف على تنفيض مشروع إعادة تأهيل شبكات الصرف الصحّي في المخيّم عام 2019 الفائت، بتبرّع مالي من البنك الألماني، الّا أنّ المشروع قد أثبت خلله خلال شتائين مضوا منذ إعادة تأهيله.
وحسبما أظهر تقرير نشره "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في آذار\ مارس 2020 الفائت، فإنّ المنافذ التي تم فتحها لمياه الأمطار لم تفِ بالغرض المطلوب، وتفيض عند كل عاصفة، نتيجة خلل في مواصفات الصب في بعض الأحياء وعدم تدفق المياه الى القنايات المخصصة، ما ينتج عنها مستنقعات لمياه الأمطار في كل مكان.
وتتولّى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" المسؤولية عن صيانة البنى التحتيّة والخدميّة في مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، في حين تشتكي العديد منها مما يوصف بالإهمال والتباطؤ في القيام بواجباتها.