دعت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان " شاهد" في لبنان، كلّ من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " أونروا" لمتابعة حالات مرضى الفشل الكلويّ الفلسطينيين في لبنان والتي تبلغ 10 مريضاً ومريضة، والمساهمة في تأمين الدّواء لهم، وتوفير كلّ المصاريف المرتبطة بعملية غسيل الكلى بما فيها مصاريف المواصلات.
كما حثّت المؤسسة، جمعية الهلال الأحمر التابعة لمنظمة التحريرالفلسطينية لتزويد جميع مستشفياتها على أراضي الجمهوريّة اللّبنانيّة بمعدّات وأطقُم طبّيّة مختّصة بغسيل الكلى، إضافة إلى حثّ كافة مؤسسات المجتمع المدني التي لديها برامج وأنشطة صحيّة، أن تدعم مرضى الفشل الكلوي.
جاء ذلك، في تقرير صدرعن المؤسسة اليوم الاثنين 27 كانون الأوّل\ ديسمبر، بيّنت فيه حجم المعانات التي يتعرّض لها مرضى الكلى الفلسطينيون في لبنان، من خلال عرض قصّة " معاناة لاجئة فلسطينية مُصابة بالفشل الكلوي، وتقطن في تجّمع وادي الزينة، خلال تلقيها جلسات غسيل الكلى، والصعوبات والمتاعب الماديّة والجسدية التي تطالها منذ عشر سنوات.
وجاء في التقرير، أنّ المريضة اللاجئة " م. ش" البالغة من العمر اربعون عاماً، تضطرّ إلى مغادرة سكنها في تجمّع وادي الزينة بمنطقة إقليم الخرّوب التابعة لجبل لبنان، ثلاث مرّات أسبوعياً، متّجهة إلى مستشفى الهمشريّ في صيدا/ جنوب لبنان، لإجراء جلسة الغسيل، والتي تستمرّ ثلاث ساعات، وكثيراً ما تكون مصاحبة للآلام الجسديّة والنّفسيّة.
تحتاج المريضة شهريًّا لمليوني ليرة لبنانية لتغطية نفقات العلاج من أدوية ومواصلات
وتابع التقرير"تمرّ المريضةُ خلال هذه المعاناة بالعديد من التّحدّيات، أهمّها التّكاليف المرتفعة لتحصيل الحدّ الأدنى من العلاج، حيث تحتاج شهريًّا لمليوني ليرة لبنانية لتغطية نفقات العلاج من أدوية ومواصلات، عدا النفقات الحياتيّة الأخرى من إيجار السّكن والمأكل وغيره، في حين يبلغ دخل زوجها الشّهريّ مليون وخمسمائة ألف ليرة لبنانيّة فقط ما يضعهما في عجز ماليّ مُستديم."
وأشار التقرير، إلى أنّ حالة المريضة الصّحّيّة، تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، "حيث إنّها لم تراجع طبيبها المعنيّ بمتابعة حالتها الصّحّيّة منذ نحو سنتين، نتيجة الظّروف الاقتصاديّة الصّعبة، فضلاً عن عدم قدرتها على شراء جميع الأدوية المطلوبة بسبب ارتفاع أسعارها، ما أدّى لإصابتها بفقر الدّم نتيجة غياب هذه الأدوية."
كما أصيبت المريضة، "بالضّعف الشديد في السّمع بسبب مضاعفات تناول الأدوية المختلفة طيلة فترة العلاج التي لا تتوقف. وأصبحت الآن مهدّدة بالطّرد من منزلها لعدم قدرتها على سداد إيجار المنزل، بالإضافة إلى تحدّيات جديدة غير معروفة يخبّئها لها المستقبل."
وأكّدت "شاهد أنّ حالة اللاجئة "م.ش" ليست حالة فريدة من نوعها، "بل هي واحدة من مرضى كثر يبلغ عددهم قرابة المائة والخمسين مريضًا، يعيشون نفس الألم والمعاناة وسط المجتمع الفلسطينيّ في لبنان" حسبما جاء في التقرير.
وأشارت، إلى أنّها جزء من أزمة اللّاجئين الفلسطينيّين في القطاع الصّحّي، وفقدانه الحقّ في تأمين العلاج الطّبيّ.
وبيّت "شاهد" الخيارات المحدودة لعلاج مرضى الفشل الكلوي الفلسطينيين في لبنان، "حيث أنّ جلسات غسيل الكلى متوفّرة فقط في مستشفيين اثنينِ من مستشفيات جمعيّة الهلال الأحمر الفلسطينيّ، وهما : مستشفى صفد في مخيّم البداوي، ومستشفى الهمشريّ في صيدا، والتي تتلقّى دعماً من مؤسسات وشخصيات، في مقابل غياب أيّ دعم من قبل وكالة "أونروا".
وأوضحت، أنّ المرضى الفلسطينيُّون في مخيّمات الشّمال يضطّرون إلى التّوجّه لمستشفى صفد، في حين يتّجه المُقيمونَ في مخيّمات بيروت والجنوب إلى مستشفى الهمشريّ. أمّا المرضى في باقي المحافظات فوجهتهم المستشفيات الحكوميّة والخاصّة التي تُغطّي وزارة الصّحّة اللّبنانيّة تكلفة الغسيل فيها.
كما لفتت " شاهد" إلى أنّه بالرغم من توفّر فرص الغسيل بشكل مجانيّ، إلا أنّ مرضى غسيل الكلى ما زالوا يعانون أشدّ المعاناة، نظرا للارتفاع المستمرّ في كلفة المواصلات والأدوية، فضلا عن الانقطاع الكبير في بعض الأدوية.
وانطلاقاً من الواقع أعلاه، حملّت المؤسّسة الفلسطينيّة لحقوق الإنسان المسؤوليّة لجهتين أساسيتين، أوّلها وكالة "أونروا" "التي لا تلبّي الحاجات الصّحّيّة والطّبّية للمرضى بالشّكل المطلوب، وبشكل خاص في ظلّ هذه الأوضاع الصّعبة من غلاء وانقطاع للدّواء في لبنان."
أمّا الجهة الثّانية، فهي "منظّمة التّحرير الفلسطينيّة" التي تتحمّل مسؤوليّة وطنيّة وأخلاقيّة تجاه مجتمع اللّاجئين، "فهي ممثّل رسميّ عن الشّعب الفلسطينيّ، ويقع عليها العديد من الواجبات تجاهه، وبشكل خاص فئة اللّاجئين المهمّشة." حسبما خلصت " شاهد".
وكان موقع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" قد أضاء على معناة مرضى غسيل الكلى في مخيّم نهر البارد للاجئين شمال لبنان في تقرير سابق، ومطالبهم بإنشاء مركز في المخيّم، "حيث يضطرون للذهاب الى مخيم البداوي لتقلي العلاج وغسل الكلى، في ظل ظروف صعبة، ولم تفلح كل المساعي والمناشدات حتى الآن من إيجاد حل لهذه المشكلة."