دعا مركز العودة الفلسطيني في لندن، اليوم الأحد 2 يناير/ كانون ثاني، السلطات الألمانية إلى فتح تحقيق جدّي حول الظروف التي قادت إلى وفاة الشابة الفلسطينيّة السورية روند العايدي، بعد أن اضطرت إلى سلوك منافذ الهجرة والمخاطرة بحياتها، بعد أن أوصدت في وجهها كل الطرق النظامية للقاء عائلتها.
وبيّن المركز في بيانٍ له، أنّ قوانين لم الشمل في ألمانيا حالت بين روند وعائلتها، حيث وصل والدها ألمانيا في ٢٠١٥ حين كانت ابنته لا تزال تحت سن الـ١٨ وحصل على إقامة مؤقتة في ألمانيا، فلم يستطع لم شمل ابنته بسبب رفض دائرة الهجرة الألمانية وسفارة برلين في الأردن منحها اللجوء وتأشيرة الدخول بخلاف باقي أفراد العائلة لتجاوزها السن القانوني، فاضطرت إلى سلوك طرق الهجرة عبر قارب متهالك من تركيا إلى إيطاليا ما أدى إلى وفاتها غرقاً.
وأكَّد المركز على ضرورة ضمان عدم تكرار ما وقع من ظلم على روند بفعل المماطلة في تسريع لم شملها قبل تجاوزها سن الـ18، كي لا يقع آخرون ضحايا مثلها، مُطالباً بتسليط الضوء على قوانين اللجوء في الدول الأوروبيّة وتحميلها مسؤوليّة تأخير وتعثّر ملفات لم الشمل لمئات العائلات والأفراد، وما ينجم عن هذه القوانين من مخاطر وأهوال لطالبي اللجوء وعائلاتهم، الذين يضطرون لسلوك طرق الهجرة غير النظامية وتعريض أنفسهم للخطر بغية لم شملهم بعائلاتهم.
كما دعا المركز البرلمان الألماني والدول الأوروبيّة ذات السياسات المشابهة إلى إعادة النظر في النظم والقوانين وآليات عمل منظومات ودوائر الهجرة والقنصليات في الدول المضيفة للاجئين وضرورة تعديل قانون لم الشمل العائلي ليشمل جميع أفراد العائلة دون تحديد فئات عمرية، وتمكين أسر اللاجئين من لم الشمل والعيش معاً بأمان، خصوصاً في الدول التي تعاني من ويلات الحرب والدمار والظروف الاقتصادية بالغة السوء.
وخسرت روند العايدي حياتها في بحر إيجة قبالة السواحل اليونانية، في حادثة غرق قارب هجرة غير نظامي يوم الجمعة 24 ديسمبر 2021، وراح ضحيتها 17 شخصاً، من ضمنهم 8 لاجئين فلسطينيين مهجرين من مُخيّمات سوريا.
وفي وقتٍ سابق، طالبت المنظمة الفلسطينية لحقوق الإنسان "شاهد" كافة المعنيين، بضرورة تعزيز صمود اللاجئين وتأمين الحياة الكريمة لهم، بالإضافة لضمان الكرامة الإنسانية للاجئين في كافة أماكن تواجدهم، حرصًا على حياتهم وعدم خوضهم رحلات الموت.
جاء ذلك في بيان صدر عن المؤسسة، تعقيباً على وفاة 8 لاجئين فلسطينيين في حادث تحطّم مركب لطالبي اللجوء، في بحر ايجة باليونان، وعلى متنه 88 شخصاً، بينهم فلسطينيون من قطا غزّة وسوريا ولبنان.
وأشارت "شاهد" إلى أنّ هؤلاء اللاجئين لقوا حتفهم وهم في طريقهم للبحث عن حياة كريمة واستقرار معيشي، بعد سنوات المعاناة الطويلة التي مرت على اللاجئين الفلسطينيين في سوريا.
وسُجّلت خلال السنوات العشر الأخيرة، سقوط عشرات الضحايا من فلسطينيي سوريا غرقاً على طريق الهجرة، هرباً من ظروف الحرب في سوريا والأوضاع الإنسانيّة المترديّة وخصوصاً أهالي المخيّمات التي تعرّضت للتدمير كمُخيّم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق.
وتشهد طرق الهجرة مؤخّراً بين تركيا واليونان، العديد من حالات الغرق والفقدان لشبّان فلسطينيين ومن جنسيّات متعددة، ولا سيما بعد تشديد السلطات اليونانية إجراءاتها عبر حدودها البريّة والبحريّة، وازدياد حالات الإعادة القسريّة إلى داخل الأراضي التركيّة، والقاء القبض على مهاجرين من قبل الشرطة وايداعهم في سجونها لمدد تصل إلى أكثر من شهر قبل إعادتهم، حسبما أكّدت مصادر متعددة لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين".