عشرات اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزّة بينهم خريجون يضطرون للعمل في جمع الخردة من القمامة،  من أجل بيعها وكسب قوت حياتهم في ظل تردّي الأوضاع الاقتصاديّة بشكلٍ غير مسبوق.

اللاجئ صخر بدوان من مُخيّم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمال قطاع غزّة كان واحداً من هؤلاء الشبّاب القلّة الذين وضعوا "كلام الناس حول هذه المهنة" جانباً وأصروا على كسب لقمة عيشهم بعرق جبينهم، وسط ارتفاع معدل البطالة وقلة فرص العمل، وهو الوحيد أيضاً من بين هؤلاء الذي قبل أن يجري مقابلة معنا.

رزق مغموس بالخطر

يقول صخر لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن شخصاً تبرع له بعربة يجرها حمار يستخدمها في جمع الخردة من القمامة وبيعها بعد أن تقطعت به سبل  الحياة، رغم خطورة هذه المهنة وقساوتها.

 عندما يدخل صخر إلى أكوام القمامة يتعرّض لجروحٍ مختلفة بفعل الزجاج الموجود فيها، ما يجعله أيضاً عرضة للإصابة بأمراض خطيرة،ولكنّ الأهم بالنسبة لصخر هو تحصيل لقمة عيش لأولاده في نهاية المطاف، وهذا بالطبع ناتج عن الظروف القاهرة التي يعيشها وأسرته.

بدوان هو أحد المستفيدين من خدمة الشؤون الاجتماعية التي تقدمها وزارة التنمية الاجتماعيّة التابعة للسلطة الفلسطينيية، لكنّه يؤكد أنّه طوال العام 2021 لم تصرف الوزارة لهم المخصصات سوى مرة واحدة ونصف دفعة فقط كانت بقيمة (750 شيكلاً) أي ما يعادل (200$) طوال العام بأكمله.

مردود قليل

  يبدأ صخر عمله منذ طلوع الفجر في ظل الأجواء الباردة للغاية، ويلف يديه بما يتوفّر من قماشٍ في المنزل لحماية نفسه من البرد القارس، ويخرج على حماره  وعربته لجمع البلاستيك أو الحديد والنحاس الموجود في أكوام القمامة من أجل بيعها، ويظلّ على هذا الحال طوال النهار ليُحصِّل في نهاية المطاف 20 أو 25 شيكلاً كحدٍ أقصى، يُخصم منهم 8 شواكل كأكلٍ للحمار، وبالباقي يشتري صخر بضع كيلوات من الخضار ويقضي بعض الحاجيات الخفيفة.

خريجون على عربات الخردة

ويؤكّد صخر  أنّ هناك الكثير من الشبّان اللاجئين الحاملين لشهادة الثانويّة العامّة والشهادات الجامعيّة وصلت بهم الأمور إلى أنّ يستأجروا عربة وحمار ليعملوا في مهنة جمع الخردة خاصّة وأنّ الظروف الاقتصادية السئية تطال معظم اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة.

يقول صخر: لو كان في القطاع ميناء أو مطار أو معابر مثل بقية الدول لكان هناك وظائف أو فرص عمل أفضل تساعد اللاجئين على العمل وتحسين ظروفهم على الأقل.

يُشار إلى أنّ بعض الشبّان وكبار السن ممن تقطّعت بهم سُبل العيش في القطاع المُحاصر يجمعون النحاس والحديد والألمنيوم ويبيعونها بأسعارٍ زهيدة للتجار، ويقوم التجار بضغط هذه الخردة وتشكيلها على شكل مكعبات ومن ثم تصدّر إلى الخارج، حيث تعد هذه المهنة مصدر رزقٍ وحيد لعشرات العائلات في قطاع غزة.