لليوم السادس على التوالي، يبيت العشرات من اللاجئين الفلسطينيين المهجرين من سوريا إلى لبنان، أمام المقر الرئيس لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، في العاصمة اللبنانية بيروت، رفضاً لقرار الأخيرة، الغاء معونة بدل الإيجار لفلسطينيي سوريا المهجّرين إلى لبنان، ومطالبتها بتقديم واجباتها الإغاثيّة، في ظل أوضاع معيشيّة واقتصادية منهارة في لبنان.
المسؤول الإعلامي لوكالة "أونروا" في لبنان، فادي الطيّار، أعلن خلال حديث لـ" بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، عن نية الوكالة، تقديم دفعة إضافية قدرها 150 دولارًا أميركيًا مرتين في السنّة لكلّ عائلة من عائلات اللاجئين الفلسطينيين من سوريا.
وأضاف الطيّار، أنّ "تلك المساعدة نقدية، ستكون إضافة لمساعدة بقيمة 75 دولارًا للشخص الواحد، سيتمّ دفعها لمرّة واحدة في شهر شباط، يتبعها دفعة أخرى بقيمة 75 دولارًا سيتمّ الإعلان عن موعد دفعها لاحقًا".
وأوضح الطيّار، أنّ "الأونروا أدخلت تغييرات على المساعدات المقدمة للاجئين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان، بسبب الصعوبات الماليّة التي تواجهها، حيث استبدلت الوكالة المساعدة النقدية الشهرية متعددة الأغراض البالغة 100 دولار أميركي لكلّ عائلة بدفعة شهرية قدرها 25 دولارًا أميركيًا للشخص".
ومن الاعتصام المفتوح المقام أمام مقرّ"أونروا"، قال اللاجئ الفلسطيني المهجر من سوريا، محمود الشهابي، إنّ "خيمة الاعتصام، قد شهدت انهيارًا بسبب حالة الجو العاصف، فيما لم تتحرك الوكالة، للنظر إلى حال المعتصمين، أو تقديم المساعدات لهم".
وأشار الشهابي، في حديثه لـ" بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، إلى أنّ تخبطًا كبيرًا تشهدها إدارة الوكالة بسبب القرار الذي اتخذ من قبل اللاجئين بالاعتصام المفتوح، وتوجهاته التصعيدية.
وحذّر الشهابي، أنّه "في حال عدم قيام المدير العام للوكالة بلقاء المعتصمين وتنفيذ مطالبهم، فإنّ التصعيد قادم؛ أولها، توجه المعتصمين إلى إغلاق الباب الثاني لمقرّ الوكالة في بيروت".
أما اللاجئة الفلسطينية المهجرة من سوريا، أم سعيد، والتي تقطن داخل خيمة في منطقة البقاع اللبناني، بأجار يبلغ 250 دولارًا أميركيًا، اضطرت بسبب توقف الأونروا عن دفع مستحقات بدل الإيجار إلى ترك خيمتها والمبيت في الشارع، وفقًا لقولها.
وتابعت أم سعيد، في حديثها لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين": "أمام هذه المعاناة، كان من المفترض بالوكالة أن تقف جنبًا إلى جنب مع اللاجئ لمساعدته على تخطي الأزمة التي تعصف بلبنان".
وأشارت أم سعيد، إلى أنّ "كثرًا من اللاجئين الفلسطينيين، يعيشون ذات المأساة التي تمرّ بها هي وعائلتها، إذ إنّ عائلات فلسطينية كثيرة، بات مصيرها الشارع، لعدم تمكنهم من دفع إيجارات منازلهم".
وأردفت أم سعيد، "لقد عشنا الذلّ والتعب والمهان، ولا نريد لأطفالنا أن يعيشوا هذا الحال".
من جهتها اللاجئة الفلسطينية المهجرة من سوريا، ماجدة جابر، فأشارت خلال حديثها مع بوابة اللاجئين الفلسطينيين، إلى حال المنازل الفلسطينية المتدني والمهترء داخل المخيمات.
وقالت جابر، إنّ "مرض الربو قد أصابني، بسبب الرطوبة المنتشرة في منزلي، فيما ليس باستطاعتي الانتقال إلى منزل آخر، لغلاء أجاره".
وتابعت: "من لنا اليوم من بعد الله، عدا الأونروا، هي المسؤولة بمتابعة أوضاعنا وأوضاع منازلنا، فيا هل ترى تقبل على نفسها بأن تقطن في هذه المنازل، وأن تضع أبناءها تحت خطر الإصابة بالأمراض".
من جهتها، قالت سمية نجار اللاجئة الفلسطينية من سوريا إلى لبنان، إنّ "اشتراك كهرباء المولدات قد بلغ مليون ليرة لبنانية، فيما أجار غرفة المنزل الواحدة وصل إلى 500 ألف ليرة".
وتابعت نجار: "لجأت إلى المستشفيات لتطهير ولديّ الاثنين، لكن المستشفيات بدورها اعتكفت عن المساعدة وتقديم العلاج".
وأضافت: "ورقة الـ 100 دولار اليوم، لم يعد لها قيمة اليوم أبدًا".
أما اللاجئ الفلسطيني المهجر من سوريا، محمد نصار، فقال لموقعنا،، إنّ صاحب منزله قد طرده من المنزل، لعدم قدرته على دفع أجار المنزل".
وتابع: "طردي من المنزل دفعني للمبيت أمام مقرّ الأونروا، وإن لم تتحرك الأونروا لمساعدتي فإني سأتوجه لأحد مكاتب الأونروا للمبيت داخلها".
وأضاف نصار، "الأونروا مسؤؤولة عني وعن أبنائي، وأطالب مدير الأونروا بالتراجع عن قراره فورًا".