ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر اليوم السبت 15 يناير/ كانون ثاني، بحادثة مشي العشرات من طلبة مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في مدينة غزة وسط المياه، إثر ارتفاع منسوبها في الشوارع الرئيسيّة والمؤدية لأماكن مدارسهم.

 وانتشرت مجموعة من الصور التي تبيّن غرق شوارعٍ بأكملها وسط بكاءٍ وخوفٍ وذعرٍ من الأطفال الذين تُركوا وسط الأمطار الغزيرة والبرد القارس.

وأبدى الكثير من أولياء الأمور عبر مواقع التواصل الاجتماعي استياءهم من وزارة التربية والتعليم، ودائرة التعليم في وكالة "أونروا" بسبب عدم اتخاذ قرار بتعطيل الدراسة في ظل هذا المخفض الجوي القوي الذي يضرب البلاد.

وقال رئيس مجلس أولياء الأمور زاهر البنا لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّه كان من المفترض أنّ يكون هناك تعليقاً للدوام الدراسي حتى تلاشي هذا المنخفض الجوي الصعب، الذي أثّر على عدد من الشوارع وليس على شوارع المدارس فقط.

رسالة إلى إدارة "أونروا" للحفاظ على سلامة الطلاب

وأشار البنا إلى أنّ هذه الحوادث ليست جديدة وتتكرّر سنوياً، وهناك استياء كبير من كافة أولياء الأمور بعد الصور المؤلمة التي انتشرت على مواقع التواصل خوفاً على أطفالهم وسلامتهم من هذا البرد، لافتاً إلى أنّ مجلس أولياء الأمور أرسل رسالة رسميّة لإدارة وكالة "أونروا" في غزّة يُطالب بإعادة دراسة الأمور حتى يتم تلاشي هذه المشكلات من أجل الحفاظ على سلامة الطلاب وضمان عدم غرقهم كما حصل اليوم، وطالبوا فيها أيضاً بوجوب تقدير الظروف أكثر من ذلك.

وأضاف البنا أن عدداً من الشوارع الكبيرة تعرّضت للغرق في غزّة وفي عدّة أخرى من القطاع، وكانت الأمور خارجة عن السيطرة جرّاء المنخفض العنيف، داعياً إلى ضرورة إدراك الأمور أفضل من ذلك وعدم ترك الأطفال يخرجون من المدرسة في مثل هذه الأوقات والظروف، فكان هناك خيارات أمام مدراء بعض المدارس منها مثلاً الاتصال بأهل الطلاب ليأتوا لاستلامهم، أو إخراج الأطفال من المدرسة بعد انتهاء المطر أو هبوط منسوب المياه في الشوارع المقابلة للمدارس حفاظاً على حياتهم.

وخلال عملية غرق الأطفال وانتشار الصور على مواقع التواصل، قامت لجنة الطوارئ في بلدية غزّة بنقل طلبة المدارس من خلال الآليات الثقيلة مثل "الجرّافات" إلى شوارع أخرى لا يوجد فيها نسب مرتفعة من المياه.

منطقة الغرق مصنفة "ساخنة" بفعل العدوان

بدوره، أوضح أحمد أبو عبده منسق لجنة الطوارئ في البلدية لموقعنا، أنّ عدداً كبيراً من طلاب مدرسة فهمي الجرجاوي غرب مدينة غزّة تعرّضوا للغرق بفعل الارتفاع الكبير لمنسوب المياه في الشارع المقابل لهذه المدرسة، وذلك بفعل المنخفض القطبي الحالي، حيث سقطت كميّة كبيرة جداً من الأمطار بالتزامن مع خروج الأطفال من المدارس، وتخطّى منسوب المياه حجر الجبهة على الأرض -حجر رصيف المشاة-.

ولفت أبو عبده إلى أنّ كميات الهطول كانت في هذا المنخفض الذي بدأ مساء الخميس وسيستمر حتى مساء يوم غدٍ الأحد 75 ملم وكان منها 40 ملم في وقت الذروة أثناء غرق شارع مصطفى حافظ المطلة عليه مدرسة فهمي الجرجاوي، مُؤكداً أنّ هذا الشارع والمنطقة ككل مصنّفة لدى بلدية غزّة كمنطقة "ساخنة" بفعل قصف محيطها من قِبل الاحتلال خلال العدوان الصهيوني الأخير على غزّة، ما أدّى لقلّة كفاءة شبكة مياه الأمطار في المنطقة.

سيتم رفع توصيات عاجلة

وأكَّد أبو عبده أنّه جرى رفع توصيات للجنة الطوارئ المركزيّة في غزّة كي تعمل كل الجهات بنظام الطوارئ في ذات اللحظة، وسيتم رفع توصيات أخرى عاجلة بشأن دوام الطلاب في المدارس ليوم غدٍ الأحد حتى انتهاء فترة المنخفض وذلك حفاظاً على سلامتهم وللحد من آثار هذا المنخفض، خاصّة وأنّ هناك قرابة (20) منطقة في مدينة غزّة مصنّفة كمناطق "ساخنة".

وعبر صفحته في "فسيبوك"، قال الإعلامي الفلسطيني باسل خلف: المشهد من أمام إحدى مدارس الأونروا في حي الرمال وسط مدينة غزة، يستدعي فتح لجنة تحقيق عاجلة لمساءلة الأطراف ذات العلاقة، ومحاسبة المسؤولين عن التسبب بهذا الحدث.

أمّا الحقوقي مصطفى إبراهيم، فقد كتب في منشورٍ له، أنّ مشاهد أطفال المدارس في غزة مخيفة في موجة البرد والأمطار الشديدة وحالة جدل جديدة، مُتسائلاً: من المسؤول الحكومة ولا الوكالة عن ذهاب الأطفال للمدارس والبنية التحتية المتهالكة وكورونا.

ومن جهته، قال الأكاديمي خالد الحلبي في منشورٍ آخر، إنّ المشكلة في قطاع غزة أن الشوارع التي تغرق بسبب المطر تغرق سنوياً، والأماكن التي تتجمع فيها مياه الأمطار تتجمّع فيها سنوياً.

ومن جهته، قال الأكاديمي خالد الحلبي في منشورٍ آخر، إنّ المشكلة في قطاع غزة أن الشوارع التي تغرق بسبب المطر تغرق سنوياً، والأماكن التي تتجمع فيها مياه الأمطار تتجمّع فيها سنوياً.

أمّا سائق إحدى حافلات نقل الأطفال، فقد أكَّد خلال مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل، أنّ مديرة المدرسة المذكورة والتابعة لوكالة "أونروا" رفضت إدخال باصات النقل إلى داخل المدرسة لتحميل الأطفال في ظل الهطول الكبير للأمطار، وذلك بعد أنّ أكَّد لها السائق أنّ الشارع أمام المدرسة غارق بالمياه ويصعب إخراج الأطفال مشياً على الأقدام في هذا الوقت. 

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين _ أحمد حسين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد