تحدّث الناشط المصري الفلسطيني رامي شعث حول ظروف اعتقاله للمرّة الأولى بعد أسابيع على الإفراج عنه من مصر ووصوله إلى فرنسا، وذلك عقب عامين ونصف عام من السجن.
ووصف شعث في مقابلة مع وكالة فرانس برس، مصر اليوم بأنّها زنزانة كبيرة، وأنا كنت في زنزانة أصغر بكثير، وأصبحت دولة ترهيب بكلّ ما للكلمة من معنى.
ولفت شعث، إلى أنّ مئات الموقوفين الذين تشارك معهم زنزانات مكتظّة كانوا متّهمين بالتهمة نفسها دون وجود أي دليل على صحّتها، وهي بضع كلمات لتبرير إبقائنا رهن الاعتقال، حيث اتهمونا بإثارة "اضطرابات ضدّ الدولة" ومساندة "منظمة إرهابية"، مُبيناً أنّ معظم السجناء الذين كانوا معه البداية كانوا من ناشطي المجتمع المدني أو من مناصري جماعة الإخوان، ومع مرور الزمن، وصل إلى الزنزانة سجناء جدد اعتقلوا لأسباب أكثر اعتباطية مثل ضغط "إعجاب" على منشور معين على مواقع التواصل الاجتماعي لم يعجب السلطات.
وأشار شعث إلى أنّ نحو 32 شخصاً تشاركوا زنزانة مساحتها 23 متراً مربّعاً وفيها دش للاستحمام مع فتحة واحدة في الأرض لقضاء الحاجة، والسجناء لم يخضعوا لمسارٍ قانوني وكانوا يوضعون في السجن الانفرادي إذا تذمّروا، مُؤكداً أنّ أحد أصدقائه توفي في إحدى الزنزانات العقابية التي تبلغ مساحتها متراً مربّعاً واحداً فقط.
وبيّن شعث خلال حديثه، أنّه تلقى بعد الإفراج عنه تهديدات وتحذيرات بألّا ينطق بكلمة وخصوصاً ألّا أتكلّم عن ظروف العيش في السجن والأوضاع القانونية للسجناء، وأفراداً من عائلته لا يزالون في مصر تلقوا تهديدات.
وأكَّد شعث أنّ حركة مقاطعة "إسرائيل" هي طريقة لاعنفية لمحاربة الاحتلال والدكتاتورية معاً، وتنامي العلاقات الإقليمية بين مصر و"إسرائيل" جعلت الحكومة المصرية لا تريد سماع أي شيء داخلياً حول فلسطين، لافتاً إلى أنّ معارضته لتطبيع العلاقات بين "إسرائيل" ودول عربية بوساطة من إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، كانت دافعاً إضافياً لاعتقاله.