شارك حشد من نساء مخيّم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في العاصمة اللبنانية بيروت، في فعالية تضامنية مع السكان الأصليين للقارة الاستراليّة، وذلك بقاعة "لجان المرأة الفلسطينية الشعبية" في المخيم، اليوم السبت 18 آذار\ مارس، تعرفوا خلاله على قضيّة الشعب الأصلي لـ "أستراليا"، ودوره في تفعيل التضامن مع الشعب الفلسطيني.

واستمع الحاضرون، لمحاضرة قدمها الناشط الفلسطيني علاء العلي، من إعداد الناشطة الفلسطينية المولودة في "أستراليا" ومنسقة النشاط رحاب شريدي، وتناولت تاريخ القارّة، التي كان سكنها أكثر من 500 شعب أصلي بتعداد 750 الفاً، قبل غزو المستوطنين المستعمرين البريطانيين للجزيرة الاسترالية عام 1770، والقيام بعمليات قتل وتشريد ممنهجة للاستيلاء على أراضيهم بحجّة أنها " أراضٍ خالية".

وقاربت المحاضرة، بين ممارسات التطهير العرقي التي اتبعها الاستعمار الأوروبي بحق الشعوب الأصلية في استراليا، وما قامت به العصابات الاستعمارية الصهيونية في فلسطين، من قتل وتجزير وتهجير لأصحاب الأرض الفلسطينيين، تحت مقولة أنها" أرض بلا شعب".

واستعرضت المحاضرة، أساليب التطهير العرقي التي اتبعها الأوروبيّون في "استراليا"، بحق شعب متمسّك بأرضه، استقبل بدايةً المستوطنين البيض بالترحاب وكرم الضيافة، قبل أن يتعرّض منهم لكافة اشكال الإجرام الممنهج، كالقتل الجماعي والتهجير، وخطف الأطفال ومحاربة الثقافة المحليّة، و تحوّل إلى المقاومة، ليحافظ على وجوده  الذي يقارب حدود 798,365 نسمة حتّى تاريخ 2016 أي 3.3% من عدد السكان.

منسقة النشاط رحاب شريدي أوضحت لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ الفاعليّة هي ضمن نشاط متبادل، بين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، والشعب الأصلي في القارة الاسترالية، للتعرّف على قضايا بعضهم المتشابهة، كشعبين طردهما الاستعمار من أراضيهم، وتعرضا لمجازر والمحي الهوياتي والوجودي على يد مستوطنين.

وأشارت شريدي، إلى أنّ أنشطة مماثلة ستقام في استراليا في ذكرى النكبة الفلسطينية، حيث سيجري رفع العلم الفلسطيني، بالتزامن مع رسم علم سكان استراليا الأصليين على جدران مخيم شاتيلا.

وتفاعل الحاضرون، مع المحاضرة من خلال أسئلة واستفسارات حول قضيّة الشعب الاصلي لـ "أستراليا"، فيما اعتبرته مسؤولة لجان المرأة الفلسطينية الشعبية منار طلال شاميّة بـ " النشاط المهم الذي عرّف الحاضرين على قضيّة تشبه إلى حد بعيد القضيّة الفلسطينية".

وأشارت في تعليق لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إلى "أهميّة وعي أصحاب القضايا العادلة التي تواجه الاستعمار، لممارساته، فيما تدعي الدول الأوروبية انها تحمل قيم العدالة والحرية والتسامح والديمقراطية، في حين انها تخفي خلف ذلك مجازر ودماء وقبح كبير."

مدير نادي شباب فلسطين مجدي يعقوب، نوّه  إلى أهمية الفاعلية في تكريس فكرة التضامن بين الشعوب التي تعرضت لمحو وتهجير. وقال في تعليق لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إنّ كثيرون لا يعرفون شيئاً عن حقيقة "استراليا" والفكرة الموجودة انها بلد مزدهر يعيش في أمان وسلام، ولم نكن نعرف بوجود شعب أصلي مضطّهد.

وأشار إلى أهمية الفاعليات بين الشعوب التي عانت من ممارسات الاستعمار وتعرضت للاستهداف بهويتها ووجودها، حيث انه بالمقابل سيقوم نشطاء السكان الأصليين بالتعريف بالقضيّة الفلسطينية.

وجرى في ختام الفاعلية، تلاوة بيان باسم الحاضرين، موجّه إلى الشعب الأصلي للقارّة الاسترالية، عبّر خلاله اللاجئون الفلسطينيون عن تضامنهم ودعمهم لقضيتهم وحقوقهم الثقافية والمادية في أرضهم.

كما عبّر البيان عن أهمية التضامن، الذي دفع طيف واسع من الفنانين الاستراليين والعالميين للاستجابة لدعوات مقاطعة مهرجان سيدني 2022 الذي مولته سفارة الاحتلال الإسرائيلي في استراليا. واستذكر مبادرة أحد الزعماء المحليين للشعب الأصلي راي جاسكون، مع مجموعة من الفنانين الفلسطينيين في مخيم برج البراجنة عام 2012، ومنحهم جوازات سفر رمزية للسكان الاصليين، ودورهم في حركة التضامن مع الشعب الفلسطيني ومقاطعة الاحتلال.