تقطف اللاجئة الفلسطينيّة زين هتهت (32 عاماً) النعناع بأناملها الناعمة من الأرض المجاورة لمنزلها، لتتوجه بعد ذلك إلى الطُرقات المزدحمة بمدينة غزة، وتبدأ ببيعه على المارة لتُعيل بما يرشح لها من أموالٍ أبنائها السبعة.
وتقول هتهت وهي أم لـ 7 أطفال ولاجئة من مدينة المجدل، إنّه ومع ازدياد الأوضاع الاقتصادية سوءًا في قطاع غزة، وانعدام فرص العمل، لجأت لبيع النعناع بالطرقات العامة لإعالتهم، وبدأت العمل في بيع النعناع، ولكن لم أستطع أن أوفّر لقمة العيش لأبنائي بشكلٍ كاف، فاتجهت لبيع عدة أدوات مثل الاكسسوار، لزيادة الدخل المادي.
ولفتت هتهت في لقاء خاص مع وكالة (APA) إلى أنّها تجلس في ذات المكان منذ سنواتٍ عديدة، متعمدةً أن تختار الأماكن المزدحمة، ليقينها أنه كلما كثر المارة يكثر الشراء من بسطتها المتواضعة، فيما بيّنت أنّها تخرج يومياً من المنزل في فترة الظهر، وتستمر في البيع بالطُرقات حتى فترة المساء، فالنعناع لا يتم بيعه بشكلٍ سريع.
وقالت هتهت إنّ الدخل اليومي الذي تكسبه يكفي فقط لطعام عائلتها المُكونة من 9 أفراد مع زوجها، الذين يعيشون في غُرفةٍ واحدةٍ بالإيجار، تتابع: أعود إلى المنزل بعد قضاء وقتٍ مُرهق في الطُرقات لأجلس مع عائلتي وأطفالي، وألبي احتياجاتهم اليوميّة وأتابع دراستهم، خاصّة وأنّهم أطفال وبحاجة إلى رعايةٍ واهتمام.
وشدّدت هتهت على أنّها تعمل بكل جدٍ واجتهاد، كي لا يعيشوا أطفالها ما تعيشه هي في الوقت الحالي، خاصّة وأنّ الأوضاع الاقتصاديّة تزداد سوءًا في قطاع غزّة.
كما تحدّثت هتهت عن الانتقادات التي توجه لها من الكثير من المارة، حيث ينتقدونها لجلوسها في الطُرقات كونها امرأة، لكن لا شيء يمنعها من الخروج لكسب لقمة عيش أطفالها، فيما نوّهت إلى أنّه في الوقت ذاته هناك الكثير من الناس الذين يوجهون لها عبارات الدعم، كونها امرأة مثابرة، وتعمل باجتهادٍ كي لا تُمد يدها لطلب المساعدة من الآخرين، بينما تطمح هتهت أن يكون لأطفالها مستقبل أفضل من الوضع الحالي الذي يعيشونه، من خلال تكملة مسيرتهم التعليمية، وإيجاد فرص للعمل بعيداً عن الطُرقات.
وفي يوم الأم العالمي، قالت هتهت: نحن نعيش لأجل أطفالنا، لذلك يجب أن نُكافح داخل المنزل وخارجه ونعمل بكل قوتنا ليعيشوا حياة كريمة.
ويُشار إلى أنّ الحادي والعشرين من شهر مارس/ آذار من كل عام، هو اليوم العالمي للأم، وهو احتفال ظهر حديثاً في مطلع القرن العشرين، يحتفل به في بعض الدول لتكريم الأمهات والأمومة ورابطة الأم بأبنائها وتأثير الأمهات على المجتمع