اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني، فجر الأربعاء 30 مارس/ آذار، وبأعدادٍ كبيرة بلدة يعبد غربي مدينة جنين شمالي الضفة المحتلة وداهمت منزل الشهيد ضياء حمارشة منفذ عملية إطلاق النار في "بني براك" التي أدّت مساء أمس إلى مقتل 5 مستوطنين.
وأفادت مصادر محلية، بأنّ قوات الاحتلال اقتحمت حارة الحمارشة في البلدة، وداهمت بيت الشهيد ضياء حمارشة، منفذ عملية "بني براك"، حيث تواجدت قوات كبيرة من جيش على أطراف البلدة من جميع الاتجاهات، ونُشرت فرقة مشاة بين كروم الزيتون المحيطة بالبلدة وانتشرت قناصة الاحتلال على أسطح بعض المنازل.
ونكّلت قوات الاحتلال بعائلة الشهيد حمارشة، حيث اعتقلت الأسير المحرر المقعد عدنان حمارشة ونجله عمر، ومحمد رافع أبو بكر، ومهدي بلال حمارشة، وربيع لؤي حمارشة، فيما أخذت قوات الاحتلال قياسات منزل الشهيد تمهيداً لهدمه.
بدوره، قال المحلل السياسي سليمان بشارات، إنّ مداهمة قوات الاحتلال لمنزل الشهيد حمارشة وأخذت قياساته، واعتقال شقيقه يزن، اجراء متبع من "إسرائيل" على مدار السنوات السابقة من خلال استهداف ذوي الأشخاص الذين ينفذون عمليات فدائية ضد الاحتلال.
ولفت بشارات إلى أنّ الهدف من اعتقال شقيق منفذ العملية يأتي في سياق محاولة ردع المجتمع الفلسطيني ضد أعمال المقاومة، وإرضاءً للمجتمع "الإسرائيلي" الداخلي بأن القوات "الإسرائيلية" لن تتأخر عن أخذ أي اجراء تجاه من يهدد أمنهم، مُشيراً إلى أنّ الاحتلال يهدف من خلال اختيار سرعة تنفيذ الاعتقال لذوي الشهيد حمارشة، إلى إيصال رسالة مفادها حماية المجتمع الداخلي "الإسرائيلي".
وبيّن بشارات أنّ حملة الاعتقالات التي ينفذها الاحتلال لم تتوقف منذ بداية الاحتلال، ولكن الوتيرة تختلف بحسب الأحداث الجارية والمناسبات المختلفة، منوهاً إلى أنّه وبحسب التقارير "الإسرائيلية" الأخيرة، فمن الواضح أنّ "إسرائيل" تخشى تصاعد وتيرة الأحداث الميدانية في شهر رمضان.
وتوقّع بشارات أنّه قد تشهد الأسابيع المقبلة تدهوراً في الأوضاع الأمنية خاصة بعد إغلاق الاحتلال "الإسرائيلي" لجميع الطرقات التي كان يستخدمها العمال الفلسطينيين في الوصول من الضفة إلى الداخل المحتل، ونشر المزيد من التعزيزات العسكرية في مناطق الضفة، فيما لفت إلى أنّ الأمور لا زالت تسير ضمن المنطق والحالة الطبيعية، ولن تذهب إلى مرحلة التصادم المباشر كما حدث في معركة "سيف القدس".
ورأى بشارات أنّ أي تدخّل من الفصائل الفلسطينيّة في قطاع غزّة، سيكون له رد من جيش الاحتلال.