مع اللحظات الأولى لوصول الخبر عن عملية إطلاق نار أدت لمقتل 5 "إسرائيليين" في "بني براك" شرقي تل أبيب، عمت الضجة المخيمات الفلسطينية في لبنان، لتبدأ مكبرات الصوت في المساجد بالتكبير وتهنئة الشعب الفلسطيني بعملية تأتي في أعقاب ما تسمى "قمة النقب" التي وصل فيها تطبيع بعض الدول العربية مع الاحتلال حداً لم يكن من الممكن تخيله، مع تصاعد اعتداء الاحتلال وهجومه المستعر على أهالي النقب الفلسطيني.

وفي الليل خرجت مسيرات ابتهاج بالعملية في مخيمات عدة كالجليل والبداوي ووزع اللاجئون الفلسطينيون الحلوى، معلنين موقفهم الداعم لأي عمل مقاوم داخل الأرض الفلسطينية المحتلة.

 

العملية التي نفذها الأسير المحرّر، ضياء حمارشة، من مدينة جنين بالضفة الغربية، كان قد استخدم فيها سلاحًا حربيًا من نوع "أم 16"، وتنقل على دراجة نارية داخل أحد أحياء مدينة  تل أبيب، حيث عمد إلى قتل وإصابة عدد من المحتلين، قبل أن يسقط شهيداً.

 وكما جرت العادة، تلقف اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات لبنان كما الشتات عامة خبراً كهذا بفرح، فلطالما جددت هكذا عمليات الأمل في نفوسٍ أنهكها اللجوء وتبعاته.

ورغم أن العملية اتخذت طابعاً فردياً كعمليتين سابقتين في الخضيرة وبئر السبع داخل الأراضي المحتلة عام 1948 خلال الأسبوعين الأخيرين إلا أن الفصائل الفلسطينية سارعت لتأييدها ووضعها في إطار عمل مقاوم متكامل الأركان.

الشعب الفلسطيني المقاوم قادر على التحكم بجغرافيا المواجهة

وقال المتحدث الإعلامي باسم حركة حماس في لبنان ، جهاد طه:  إنّ "العملية التي نفذت في تل أبيب تثبت قدرة المقاومة على التحكم بالجغرافيا الفلسطينية والسيطرة عليه، مضيفاً أنها أظهرت إبداعًا، وصورًا مشرقة للمقاومة في ميدان المعركة وكسرت هيبة المنظومة الأمنية وأربكت حسابات المؤسسة العسكرية للاحتلال وبرهنت على فشل إجراءاته الرامية إلى إخماد جذوة المقاومة في فلسطين.

 ويرى طه أن عملية كهذه تأتي كنتيجية طبيعية لإمعان العدو في سياسة الإجرام والتنكيل بحقّ الشعب الفلسطيني ومقدساته، التي لا يمكن للشعب الفلسطيني أن يقف مكتوف الأيدي إزاءها.

 وأضاف أن تصاعد أعمال المقاومة، هو تأكيد على أن الشعب الفلسطيني يقومبدوره المقاوم المنوط به في الدفاع عن نفسه تجاه كلّ الجرائم الصهيونية التي ترتكب كلّ يوم أمام صمت المجتمع الدولي الذي لا يحرّك ساكناً.

 ويؤكد طه أن الشعب اليوم، يراهن على المقاومة، أما سياسة التطبيع والاستجداء فلن تعيد الحقوق إلى أبناء الشعب الفلسطيني، إنّما المقاومة هي من ستقوم بذلك

من الطبيعي أن يعمد الشعب الفلسطيني بعد كل الاعتداءت "الإسرائيلية" إلى الدفاع عن نفسه

من جهته يرى عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، فتحي كليب أنّ فلسطين قد شهدت خلال الفترة الماضية وعلى امتداد كلّ الأرض من شمالها إلى جنوبها، سلسلة من العمليات الفدائية التي تأتي بعد تصاعد عمليات القتل بدم بارد، لقوات الاحتلال الإسرائيلي، كان آخرها إعدام الشبان الثلاثة في نابلس، وغيرها من العمليات الإرهابية التي تحدث أمام عدسات الكاميرات وتوثق من قبل وسائل الإعلام.

 وبحسب كليب فمن الطبيعي أن يعمد الشعب الفلسطيني، وبعد كلّ الانتهاكات التي تحصل معه، إلى الدفاع عن نفسه ومقدساته وأرضه، في مواجهة جرائم الاحتلال.

 وأضاف أن هذه العملية وغيرها من العمليات في الخضيرة وبئر السبع، بعثت برسائل عدّة إلى أكثر من طرف، أولًا؛ إلى قوات الاحتلال الإسرائيلي، برفع قبضتها الأمنية عن الفلسطينيين، والتأكيد أنّه إذا ما اعتقد الاحتلال أنّه فتح ثغرة في الموقف الفلسطيني، بما يسمى "السلام الاقتصادي"، فإنّ هذه العملية تؤكد تمسك الشعب بكلّ أرضه، ورفضه لأي مساومة، أما الرسالة الأخرى فهي إلى "أولئك الذين اجتمعوا في النقب اعتقادًا منهم أنّ بإمكانهم تجاهل الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية"، فيما الرسالة الثاثة هي للقوى الفلسطينية على اختلافها بأنّ طريقة الخلاص الوطني هي بالمقاومة والوحدة والشراكة وبالقناعة بجدوى هذا الخيار المقاوم الذي أثبت نجاعته في أكثر من مناسبة.

وأشار القيادي في الجبهة الديمقراطية، إلى أنّ "الجبهة تتوجه بدعوة إلى كافة الفصائل والشعب على اختلاف انتماءاته، لاستخلاص الدروس والعبر، من عنفوان الشباب الفلسطيني المنتفض فوق أرضنا الفلسطينية دفاعًا عنها وعن الحقوق، ونعتقد أن هنالك إمكانية كي نستلهم دروس يوم الأرض، ودروس هذه الهبة التي حصلت عام 76 التي استوعبها هؤلاء شباب يمتشقون أسلحتهم، ذاهبين إلى قلب العدو لإعلاء موقف كلّ الشعب الفلسطيني الموحد حول خيار المقاومة والوحدة".

خاص/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد