افتتح في بيروت مساء اليوم الجمعة 1 نيسان\ أبريل، معرض الفن التشكيلي "تحية لأسرى وأسيرات الحرية"، وذلك في قاعة "الكلمة الرمز فلسطين" بمبنى المؤسسة الدراسات الفلسطينية، الجهة المنظمة والداعية للفاعلية الفنيّة و المقرر استمرارها حتّى نهاير الشهر الجاري.
المعرض الذي شارك فيه 30 فناناً وفنانة، تنوعوا بين فلسطينيين وعرب ومن كافة أنحاء العالم، عكس موضوعات الأسرى والحريّة، عبر لوحات فنيّة وأعمال نحتيّة، يعود بعضها لفنانين عاشوا تجربة الأسر في سجون الاحتلال الصهيوني، إضافة إلى ركن خاص بـ "البوستر" الفلسطيني، وأعمالاً تركيبية وصوراً فوتوغرافية.
في يوم الأسير .. حضور تشكيلي في "جغرافيا الأسر"
"حضور للأنشطة الثقافية والتشكيليّة في جغرافيا الأسر" هو ما سعى المعرض لتكريسه، حسبما عبّرت القائمة على المعرض رنا عناني لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" مضيفةً، أنّ المعرض يعكس اهتمام مؤسسة الدراسات الفلسطينية بالأسرى، من خلال مدونات المؤسسة وزاوية خاصة بهم، إضافة إلى تخصيص مجلة المؤسسة أعداداً كاملة صدرت عن الأسرى، واحتوت مقالات لهم جرى تهريبها من السجون.
وأشارت عناني، إلى أهمية قضية الأسرى لما يمثلوه من شمولية لمفهوم الحريّة، وبالتالي ضرورة إفراد مساحات في أنشطة كافة المؤسسات، والتركيز على "جغرافيا الأسر" كجغرافيا قائمة بحد ذاتها، كأي جغرافيا تدخل ضمن نطاق عمل المؤسسات الثقافية والبحثية وسواها، ولا سيما أنّ الفعالية ستتزامن مع اليوم العالمي للأسير الفلسطيني في 17 من نيسان. حسبما أضافت.
اللوحة كتكثيف للدراسة
المعرض، هو الأوّل من نوعه لمؤسسة الدراسات الفلسطينية، المعنية بشكل أخص، بانتاج الأبحاث والدراسات وجمع المعلومات حول جوانب القضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي.
الّا أنّ استدعائها للفنّ التشكيلي لإبراز قضيّة الأسرى، جاء من كون اللوحة أيضاً "تكثيف لدراسة ويمكن أن تكون موضوعاً لدراسة" بحسب سكرتير تحرير مجلة الدراسات الفلسطينية أنيس محسن.
وقال محسن في حديث لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين": إنّ "فكرة المعرض، جاء ت من منطلق أنّ الفن ثقافة، والقضية بعمقها هي قضية ثقافية، و جزء من الصراع هو صراع ثقافي وصراع هوية، وبالتالي اللوحة ليست مجرد رسم على ورق أو قماش اجريليك أو جدارية."
وأضاف: " اللوحة بحد ذاتها هي تكثيف لدراسة، و اللوحة قادرة أن تكون موضوع دراسة، لذلك وضعت مؤسسة الدراسات اللوحة ضمن اهتمامها".
ونوّه محسن إلى حجم تجاوب الفنانين الفلسطينيين والعرب والأجانب مع الدعوة للمشاركة، وقال:إن مؤسسة الدراسات الفلسطينية فوجئت حين عرضت على مجموعة من الفنانين الفلسطينيين والعرب والأجانب، بكم اللوحات الكبير، الذي لم نكن نتوقه."
ولفت محسن، إلى أنّ استجابة الفنانين وكثير منهم لا يوجد تواصل سابق معهم من قبل المؤسسة، تعكس حضور القضيّة الفلسطينية في وجدان الفنانين " حتّى يقدّم لها الفنان قطعة من روحه" في إشارة إلى اللوحات التي عُرضت، وهو ما يعكس أيضاً أنّ القضية قد تحارب من السياسيين لكنها لا تحارب من الشعوب.حسبما عبّر محسن لموقعنا. .
وتضمن المعرض لوحات ومنحوتات، حاكت موضوعات الأسر بتعبيرات لونية وجماليّة، بعضها أرّخ للملحمة البطوليّة لأسرى معتقل "جلبوع" الذي كسروا الأسر بملعقة طعام، اختزنت قوة إرادة الإنسان للانعتاق.
ولم يغيّب عن جدران المعرض، " البوستر" الفلسطني، كجزء من الظاهرة الفنيّة الوطنية الفلسطينية. طالما شكّلت موضوعاته ذاكرتنا ووعينا المستقبلي، بحسب تعبير الفنان الفلسطيني السوري وأحد الحاضرين وسيم السعدي.
ولفت السعدي في حديث لـ بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إلى أهمية توظيف الفن التشكيلي في إطار الفعل الوطني والنضالي الفلسطيني، نظراً لتأثيره الكبير بفعل وجوده في أماكن يشاهدها الناس، في منازلهم وأماكن عملهم وفي المطاعم ومنازل الاصدقاء وسواها، وبالتالي يترك انطباعات عميقة في الذاكرة والوعي.
ونوّه إلى أهميّة المبادرات الفنيّة في إطار إبراز القضية الفلسطينية، وحضور قضايا الأسرى والتحرر في موضوعات الفن وحضور الفن الفلسطيني في كل مكان. مدللاً بمثال حول الرسومات التي يمتلئ بها الجدار الصهيوني العازل، وما ترركه لدى كل من يشاهدها اثر يشكل وعيه العميق والمسقبلي تجاه القضية. بحسب الفنان وسيم السعدي.
الصور لـ (رامي ماهر)