تفاجأ لاجئون فلسطينيون مهجّرون من سوريا إلى لبنان، خلال توجههم إلى مكاتب شركة "ليبان بوست" لتسلّم المعونات الماليّة المقدّمة من وكالة "أونروا" الخاصّة بهم، بطلبات تعجيزيّة واجههم بها موظفو الشركة، كجلب هويات جديدة بصور جديدة وكرت الأعاشة الأصلي كشرط لصرف المعونة.

"أم محمد كريم" إحدى اللاحئات التي حرمها موظفو الشركة من قبض معونتها قالت لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إن سبب الرفض كان لأنها لا تحمل البطاقة الأصليّة لـ " كرت الأعاشة" إنّما صورة عنه، وأكّدت أنها طالما قبضت معوناتها سابقاً عبر الصورة نفسها.

وأشارت اللاجئة التي تقطن في مخيّم برج البراجنة، إلى أنّ الرسالة التي وصلتها من شركة "ليبان بوست" لم تشر إلى اللاجئين بضرورة احضار الصورة الأصليّة. وأكّدت أنّ هذا الطلب حرم الكثيرين من قبض معوناتهم، ودفعهم إلى العودة وتكبّد عناء دفع أجرة المواصلات التي كلّفت كل عائلة أكثر من 150 الف ليرة. حسب قولها.

ومن ضمن الطلبات " التعجيزية" التي طلبها الموظفون، ضرورة ابراز بطاقة هويّة جديدة، عليها صورة جديدة للاجئ، وهو ما أثار غضب اللاجئين، حيث تصدر السلطات السوريّة للاجئين الفلسطينيين هناك، هويّات في عمر 14 عاماً، ويجري تجديدها في مراحل لاحقة، بينما اللاجئون الفلسطينيون المهجّرون لا يستطيعون الذهاب إلى سوريا وتجديد هوياتهم.

أحد اللاجئين، ومن أمام مكتب "ليبان بوست" في صيدا جنوب لبنان، عبّر عن غضبه في تسجيل مصوّر، طالب فيه الفصائل الفلسطينية وإدارة "أونروا" للتدخّل لدى موظفي الشركة التي تتحكّم بالناس من خلال طلبات غير منطقية.

وطالب لاجئون في رسائل وردت لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" وكالة "أونروا" بإصدار تعميم لمكاتب "ليبان بوست" لتسهيل عمليات قبض المعونة، والكف عن الطلبات التعجيزية.

وقال اللاجئ الفلسطيني المقيم في صيدا " تيسير حسن" لموقعنا، إنّ كرت الأعاشة الأصلي  الخاص بالعائلة موجود مع شقيقه المقيم في طرابلس، بينما توجد نسخ عنه لدى أفراد العائلة نسخ عنه، وطالما أتممنا فيها معاملاتها" حسبما أكّد.

الجدير بالذكر، أنّ معاناة اللاجئين مع آلية صرف المعونة عبر "ليبان بوست" ليست بالجديدة، ةكانت قد بدأت منذ اعتماد "أونروا" الشركة المذكورة  آذار\مارس 2021، حيث  لم تخلُ دورة توزيعيّة من شكاوى كبيرة، وثقّها "بوابة اللاجئين الفلسطينيين".

وتشكل معونة "أونروا" لفلسطيني سوريا في لبنان، رافداً معيشياً أساسياُ، في وقت بلغت فيه نسب الفقر في صفوف الفلسطينيين المهجّرين من سوريا البالغ عددهم 29 ألف لاجئ نحو 87.3%، حسبما كشفت وكالة "أونروا" في تقرير النداء الطارئ الذي صدر عنها للعام 2022 الجاري.